أزهار البياتي (الشارقة)

تنوع جيولوجي بديع تتجاور فيه المساحات الخضراء مع المياه الزرقاء والجبال الصخرية المحيطة بالمكان، والتي تقف شاهدة على ثراء الطبيعة في منطقة وادي شي، البقعة الأجمل في مدينة خورفكان وما تتميّز به من سحر آسر يعززه سد الرفيصة السد الأكبر في شرق الإمارات، والذي يرسم بموقعه الفريد لوحة فنية تعكس ما تتمتع به إمارة الشارقة من إمكانات سياحية وبيئية واعدة، تصنّفها كنقطة جذب مهمة على خريطة السياحة.

استثمار الطبيعة
في هذا المشروع الريادي الذي ينتصر لمفهوم السياحة البيئية واستثمار مقدراتها في إثراء عجلة التنمية المجتمعية، يكرس سد الرفيصة بكل ما يحمله من روافد جمالية نفسه رئة للمدينة يتنفس من خلالها الأهالي والسكان والزوار نسمات عليلة وسط واحة غنّاء، مظللة بأجواء مفتوحة ورحبة، تتعانق فيها وديان الأرض مع سهولها الخضراء، فيما يقوم السد بدوره في جمع مياه الأمطار والسيول وتخزينها لأغراض الري والزراعة، إضافة إلى تعزيزه وفرة المياه الجوفية في الدولة.
وعن أهمية سد الرفيصة وأثره الإيجابي على مدينة خورفكان، يقول الدكتور راشد النقبي، رئيس المجلس البلدي في المدينة: «منذ افتتاح هذا المكان المدهش في العام 2018، تحّول إلى معلم سياحي بارز وقبلة لجمهور الزائرين من داخل الإمارات وخارجها، لما يتمتع به من مناظر خلابة تتهادى على ضفاف بحيرة مائية، وتطل على استراحة استجمامية مزودة بمرافق خدمية وترفيهية للصغار والكبار»، لافتا إلى أن هذا المشروع البيئي يستثمر عناصر البيئة المحلية، ويحافظ على مقدراتها الطبيعية بما يخدم المجتمع، خاصة أن إمارة الشارقة تمتلك الكثير من الإمكانات السياحية والفرص الاستثمارية التي تنبئ بآفاق مستقبلية كبيرة، على الصعيدين المحلي والعالمي.
ويتابع أن للطريق الجديد الذي يربط خورفكان بمدن الإمارات الأخرى أثراً كبيراً، سهل إمكانية وصول المصطافين من وإلى المنطقة المحيطة بسد الرفيصة واستراحتها الجميلة، بدءاً من شارع الإمارات ووصولاً إلى خورفكان، بطول يبلغ 87 كم، تتخلله خمسة أنفاق صخرية طويلة، مختصراً على القادمين مدة الرحلة إلى 45 دقيقة فقط، مروراً بالمنطقة الوسطى، ثم منطقتي كدرا ودفتا التابعتين للإمارة.

اهتمام كبير
عن مسؤولية إدارة استراحة سد الرفيصة من نواحي الاهتمام بالمرافق الخدمية وأعمال النظافة والتشجير وتنمية النباتات في المنطقة المحيطة بالسد، تقول المهندسة فوزية راشد القاضي مدير بلدية مدينة خورفكان: «يركز قسم الزراعة في البلدية على الاهتمام بمشروع زراعة الممشى الموازي لاستراحة سد الرفيصة، والذي نعتبره نبضاً حيوياً لسياحة خورفكان وأحد أهم متنزهاتها الجميلة، نظراً لأهميته السياحية وموقعه الاستراتيجي وما يتمتع به من واحة طبيعية تتوسط أحضان الجبال، مشكلاً متنفساً للأهالي والسائحين على حد سواء»، موضحة أن الممشى يمتد لنحو 1500 متر، وصولاً إلى القرية الجبلية الكائنة في المنطقة، وهو إضافة حيوية للاستراحة هناك، وقد تم تصميمه بشكل موازٍ للجبل الغربي لبحيرة السد، وتم تزيينه بالورود والرياحين، إضافة إلى زراعته بأشجار الشوع، والنخيل، والسدر، والسمر، حرصاً من البلدية على إثراء المكان، وتعزيز مفرداته الجمالية.
وتضيف أن بلدية خورفكان تبذل جهوداً كبيرةً في تشجير الوصلة الرابطة بين استراحة سد الرفيصة وميدان وادي شي، والذي خضع بدوره لعمليات تطوير بنيته الزراعية، لتشمل المناطق على جانبي طريق خورفكان.

مميزات ترفيهية
وعن استراحة سد الرفيصة ومميزاتها الترفيهية، يقول وحيد الحمادي، أحد سكان منطقة اليرموك في مدينة خورفكان: «مدينتنا الجميلة والمطلة على ساحل الخليج العربي، بكل ما تشمله من مناطق جبلية ووديان وسهول، واحدة من أكثر مدن الإمارات ثراء من النواحي البيئية، وتشكل نقطة جذب مهمة للسياحة في المنطقة، ولا شك أن تطوير البنية التحتية وتحسين الطرق وزيادة المرافق الخدمية ساعد في تعزيز مكانة المدينة وأهميتها»، موضحا أن استراحة سد الرفيصة بما تعكسه من طبيعة ساحرة وخدمات ترفيهية موجهة للأفراد والعائلات، أسهمت في الترويج السياحي لخورفكان بشكل كبير، ففي هذه الواحة الخضراء اجتمعت كل أركان ومقومات الجمال، من مياه وشلالات وجبال وبحيرة وأشجار وطيور، إضافة إلى محمية متاخمة خاصة بالغزلان تشرف على رعايتها هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، ما جعلها محط أنظار القاصي والداني.
ويضيف: «استغلال المقومات البيئية لأي مدينة وتوظيفها في مشاريع هادفة ومروجة للسياحة البيئية، يساعد على تنمية الحراك الاقتصادي، وينعش الأسواق والقطاعات الاستثمارية، كما يعمل على زيادة فرص العمل والانفتاح الاجتماعي بين سكان المنطقة وروادها».
وعن رحلته الشائقة إلى سد الرفيصة واستراحتها الشهيرة في مدينة خورفكان، يقول أحمد عبد الكريم: «سمعت عن هذه الاستراحة من بعض الأصدقاء الذين زاروا المكان، وتزامناً مع موسم العطلات والمناخ المنعش جئت بصحبة عائلتي لقضاء وقت ترفيهي في الهواء الطلق، بعيداً عن الأماكن المغلقة المعتادة كمراكز التسوق وخلافه، ولقد تفاجأنا بروعة المناظر الطبيعية من صخور ومياه وأشجار تستظل بزرقة السماء، كما تمتع الأطفال بركن الألعاب ورحلة التجوال المائي بالقارب الكهربائي، إضافة إلى حماسهم في مشاهدة أسراب البط السابحة في البحيرة».

أهمية التطوير
ينوه المواطن صالح الهوتي إلى أهمية تطوير المكان، مشدداً على ضرورة زيادة مواقف السيارات نظراً لزحمة الزوار خلال العطلات الأسبوعية وفي المناسبات والأعياد، كما يتمنى إضافة مزيد من أعمدة الإنارة التي تتوزع بين أروقة المكان، في سبيل التمتع أكثر بجماليات الاستراحة بعد غروب الشمس وفي الأمسيات، مؤكداً في الوقت نفسه على جمال مميزاته الطبيعية ورقعته البديعة الخضراء، والتي تحولت إلى محطة جذب يرتادها الكثير من الزائرين من داخل خورفكان والمدن والإمارات المجاورة، لما تبثه أجواء هذا السد البديع من راحة نفسية وشعو بالانطلاق والتحرر في نفوس الزوار، خاصة في فصل الشتاء وموسم جريان الأودية وامتلاء السد بالمياه، راسماً مشهداً رائعاً لصور السياحة البيئية.