سيد الحجار (أبوظبي)

تباشر دائرة التخطيط العمراني والبلديات تطوير نحو 20 مشروعاً خلال العام الحالي، ضمن مبادرات برنامج «غداً 21»، بحسب محمد الخضر المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الاستراتيجية بالدائرة، والذي أوضح أن حصة البلديات من مبادرات البرنامج تصل إلى 300 مشروع سيتم تنفيذها خلال 3 سنوات في الإمارة بكل من أبوظبي والعين والظفرة، منها 177 مشروعاً في أبوظبي.
وقال الخضر لـ «الاتحاد» على هامش مشاركة الدائرة في معرض سيتي سكيب أبوظبي، إن الدائرة باشرت في اختيار الأماكن وتجهيز التصاميم لبدء تنفيذ المشاريع المقرر تطويرها خلال العام الحالي، موضحاً أن الخطة المستقبلية تتضمن تنفيذ الـ 300 مشروع بالإمارة حتى عام 2021.
وأوضح أن برنامج «غداً 21» يرتكز على أربعة محاور رئيسة، هي تحفيز الأعمال والاستثمار، وتنمية المجتمع، وتطوير منظومة المعرفة والابتكار، وتعزيز نمط الحياة، مشيراً إلى أن المشاريع التي تباشر الدائرة تنفيذها تأتي في إطار محور تعزيز نمط الحياة، وبما يعزز من جودة العيش في أبوظبي.
يذكر أن ميزانية برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21» قدرها 50 مليار درهم للسنوات الثلاث المقبلة، منها 20 مليار درهم من الحزمة التنموية تم تخصيصها للعام الأول 2019.
وقال الخضر إن قائمة المشاريع التي تعمل الدائرة على تنفيذها خلال العام الحالي في أبوظبي تشمل مشاريع لتأهيل الحدائق والمساحات المفتوحة والمسارات، ومشاريع خاصة بإضاءة وتلوين بعض المناطق، فضلاً عن المشاريع الهادفة إلى تحسين حرارة الجو.
وأوضح أن الدائرة كمرحلة أولى تعمل على إعادة تطوير 11 منتزهاً قائماً في المدينة، و3 منتزهات متخصصة جديدة لعام 2019، وعدد من المنتزهات الصغيرة، وساحات عامة في أكثر أماكن المدينة نشاطاً، بالإضافة إلى إنشاء مسارات للتمارين الرياضية بطول 45 كلم، ومقاعد عامة بمختلف المناطق، وتطوير الواجهة المائية لكل من الكورنيش والبطين بما يسهل الوصول إليهما.
وكشفت دائرة التخطيط العمراني والبلديات خلال فعاليات اليوم الأول من معرض سيتي سكيب 2019، عن عدد من مشاريع التطوير العمراني التي طُوَّرتها بما يخدم هدف تعزيز جودة الحياة والعيش في مدينة أبوظبي، كما قامت الدائرة في إطار توجهها القائم على تخطيط إمارة أبوظبي وخدمتها لغد أفضل بإعداد هذه المشاريع بما يضمن تمكين العاصمة من الارتقاء إلى مصاف أفضل المدن في العالم.
وشرعت الدائرة في دراسة عدد من المشاريع الرامية إلى تطوير منظومة النقل والبيئة العمرانية بما يسهم في تحفيز السكان على المشي أكثر ويقلل من اعتمادهم في تنقلاتهم على السيارات، وتشمل هذه المشاريع شبكة مسارات للدراجات الهوائية، ومحور نقل خاص بقوارب الأجرة يضم 50 قارباً يربط 10 مناطق ووجهات ترفيهية في المدينة.
وتعمل الدائرة على التخطيط لإعادة تطوير عدد من الطرق الرئيسية في المدينة كطريق المطار والكورنيش، ودراسة برنامج ترقية لمظهر الشوارع يسهم في التخفيف من التحديات التي يطرحها المناخ وتحسين الحركة المرورية وتعزيز تجربة المشاة. وتشكل عملية الارتقاء بمستويات التنمية وتعزيز نمط الحياة النشط جزءاً أساسياً من رؤية الدائرة الهادفة إلى جعل أبوظبي مدينة نابضة بالحياة.
ويشكل قياس مدى تأثير عناصر النسيج العمراني ومشاريع التطوير العمراني المختلفة على جودة حياة سكان الإمارة وزوارها عنصراً مهماً وضعت له الدائرة مؤشرات رئيسية للأداء وحددت له أهدافاً تمكن من قياس رضا أفراد المجتمع، وتحسين السياق السياحي، وتفعيل دور القطاع الخاص، والتقليل من اعتماد السكان في تنقلاتهم على السيارات.
وتعتبر توسعة نطاق دمج الثقافة الحضرية باستراتيجيات التنمية الحضرية المستقبلية المستدامة أحد أهم أهداف التنمية المستدامة، لاسيما أن تم توظيف أدوات ومناهج مبتكرة، وانطلاقاً من هذه القاعدة طورت الدائرة برامج «الشارع الفني» في سبعة من الطرق الرئيسية المساعدة والمظللة بطريقة مبتكرة.
وتتضمن معظم المشاريع المدرجة تحت مظلة برنامج «غداً 21» مساحةً لاستقبال ردود الأفعال وآراء أفراد المجتمع بهدف قياس مدى التأثير، كما تتيح هذه المشاريع إمكانية رصد عملية تحسين مستوى المعيشة، ووضعت دائرة التخطيط العمراني والبلديات آلية لقياس عدد السياح والزوار ومستوى سعادة المجتمع ونشاطات القطاع الخاص ومعدل استخدام السيارات وحجم تقلصه.
من جانب آخر، أشار الخضر إلى اهتمام الدائرة بتنفيذ المزيد من المشاريع ضمن نظام الشراكة مع القطاع الخاص، لافتاً إلى وجود توجه لاستثمار 33% من أصول البلديات مع القطاع الخاص، وذلك في مشاريع الحدائق والمراكز المجتمعية والأماكن المفتوحة.
وأكد الخضر أن القطاع الخاص يلعب دوراً هاماً ورئيسياً في الاقتصاد الوطني، موضحاً أن المشاريع المشتركة بين القطاعين العام والخاص تعود بالفائدة على الجانبين، ما يعزز من فرص طرح المزيد من المشاريع المشتركة من خلال مكاتب الاستثمار التابعة للدائرة وللبلديات خلال الفترة المقبلة.

فلاح الأحبابي: نسعى لإسعاد سكان وزوار العاصمة
أكد معالي فلاح محمد الأحبابي، رئيس دائرة التخطيط العمراني والبلديات، أن الهدف من المشاريع التي تباشر الدائرة تطويرها بما يخدم هدف تعزيز جودة الحياة والعيش في مدينة أبوظبي، وهو إسعاد سكان أبوظبي وزوارها بجعلها متكاملة تلبي احتياجات الجميع، وتحفز على تبني نمط حياة صحي.
وقال معاليه، إن تحقيق السعادة هو فن أتقنته الإمارات منذ نشأتها عام 1971على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رأى في تحقيق السعادة هدفاً أسمى عند ما قال: «إن أهم إنجازات الاتحاد في نظري هو إسعاد المجتمع»، وأن السعادة أكبر من مجرد رفاهية مادية.
وأوضح معاليه أن الدائرة من هذا المنطلق تعتمد السعادة مقياساً لتقدم المجتمع، ومفهوماً تسعى إلى ترجمته واقعاً ملموساً من خلال بناء بيئة تشجع المواطنين وتفتح لهم المجال للتطور، وأن الدائرة ودعماً منها لهذه الرؤية الرشيدة تسعى إلى الاستثمار في القيمة المضافة لخبرتها التي تجاوزت العقد من الزمن في تطوير المجتمعات العمرانية المستدامة والمتكاملة التي تسعى استناداً إليها وإلى التقنيات الحديثة والابتكار إلى تحسين البيئة العمرانية والحد من الآثار السلبية على البيئة.
وقال: «هدفنا هو تخطيط إمارة أبوظبي وخدمتها لغد أفضل من خلال تسخير كل إمكانياتنا وجهودنا من أجل تعزيز مستويات جودة الحياة في إمارة أبوظبي، وجعل مدينة أبوظبي ضمن قائمة المدن الأكثر ملاءمة للعيش في العالم، وذلك من خلال التركيز على ثلاثة جوانب أساسية متصلة بمنظومة النقل والبيئة العمرانية؛ وتعزيز التنمية ونمط الحياة الصحي والنشط؛ والبرامج والمشاريع الثقافية».
وأوضح الأحبابي: المدن التي تتفوق عالمياً في المستقبل هي تلك التي استطاعت دمج الأهداف الاجتماعية الطموحة في خططها التنموية، ولهذا وضعت قيادتنا الرشيدة عملية قياس التقدم المتواصلة شرطاً أساسياً لنجاح مشاريعها، والذي يتطلب إشراك المجتمع في تخطيط وتصميم وإدارة مدينتنا.