عندما تعتذر النجمة الشابة نسرين طافش عن مسلسل كبير، وقبل أيام من تصوير مشاهدها، إلى جانب النجم الكبير يحيى الفخراني، فلا بد أن أمراً كبيراً يجري في حياتها، ولاسيما أن الموضوع لم يتوقف عند الاعتذار عن عدم المشاركة في المسلسل المصري “شيخ العرب همام”، بل يتعداه إلى اعتذارات أخرى لاحقة عن أكثر من مسلسل وعن فيلم سينمائي، فما الذي تخبئه نسرين؟ ولماذا تعتذر عن عدم المشاركة في أعمال كبيرة؟ وماذا لديها؟. شركتان في واحدة! تقول نسرين بصراحة أن مشاغلها منعتها من المشاركة في فرص جميلة جداً، وقد حزنت لأنها لم تستطع أن تكون كممثلة موجودة في أعمال مهمة، أما السبب، فهو أنها تقوم منذ بعض الوقت بتأسيس شركة للإنتاج الفني، وتتابع: بل هي شركتان في شركة واحدة، فهناك قسم الإنتاج الفني، وهناك مجلة “نسرينا”، وكل جانب يحتاج إلى تفرغ كامل، فكيف يكون الحال، وأنا أعمل على جبهتين معاً؟!. وتعترف نسرين أنها لم تكن تتوقع أن أعباء تأسيس الشركة تحتاج منها إلى كل هذا الوقت والجهد، ولاسيما أنها تلاحق أدق التفاصيل، وتقول: لقد أخذت الشركة كل وقتي، وأنا غير آسفة لأن كل عمل كبير بداياته صعبة، وبعد أن يتكرس ويستقر، تصبح الأمور أسهل، ويصبح بإمكاني أن أتفرغ، لكني الآن مشغولة جداً بالتأسيس، ولدي الآن كثمرة العدد الأول من مجلة “نسرينا”، وستطرح في الأسواق قريباً. استراحة محاربة! وتطرح نسرين مفاجأتها الأولى عندما تقول: أنا عندما كنت أمثل كنت جزءاً من عملية كبيرة، أما الآن فأنا أستعد للمشاركة في قيادة عملية صناعة هذا الفن، وأنا لا أستهين بهذه المسؤولية وخطورتها، بل أشعر بها، لذا أقول إن علي أن أكون حذرة جداً، وتضيف: المجال الذي أعمل فيه حالياً ليس بعيداً عن الفن، فأنا سأنتج سينما وتلفزيون وبرامج وثائقية، كما أن الصحافة ليست بعيدة عن الفن، وأنا لست بعيدة عن عالم الإعلام، وهكذا فأنا أؤسس لنفسي وشركتي، وأخطط على المدى البعيد، وأصعد سلماً في مجال الأعمال والإنتاج. استراحة محاربة! تعتبر نسرين أن توقفها عن التمثيل في هذا الموسم لن يلحق بها الضرر كممثلة، ففي الماضي اشتركت في أربعة مسلسلات، وتعبت، وذهب العام كله، لذا فهي قررت أن هذا العام هو عام استراحتها، وعام التهيئة لانطلاقتها الجديدة. وبعد أن اعتذرت عن مسلسلين مصريين وفيلم سينمائي، فهي ستكتفي في هذا الموسم بالمشاركة في عدد من لوحات “بقعة ضوء”، كما ستكون لها مشاركة رمزية في آخر حلقة من حلقات مسلسل “صبايا” الذي حقق جماهيرية كبيرة في الموسم الماضي. وتقول: أنا سعيدة بما حققه الجزء الأول من “صبايا”، لكن أعبائي الحالية لا تسمح لي بالمشاركة في الجزء الثاني والتفرغ له، وكتعبير عن محبتي للعمل وأسرته، بادرت لكي أكون ضيفة في الحلقة الأخيرة منه. وتنفي نسرين أن تكون الفنانة قمر خلف قد حلت مكانها في هذا المسلسل، فهي تؤدي شخصية جديدة تماماً، وتختلف عن شخصية “ليلى” التي لعبتها نسرين في الجزء الأول. رداً على الشائعات نتيجة تغيبها عن ساحة التمثيل في هذا الموسم، تعرضت النجمة الشابة لشائعات عديدة، تحاول أن تعطي أسباباً غير حقيقية لعدم مشاركتها في عدد من الأعمال، وقد سخرت من هذه الشائعات ووصفتها بالسخيفة، ولا سيما تلك التي تروج بأنها منعت من المشاركة مع يحيى الفخراني في مسلسل “شيخ العرب همام” لأن أمها جزائرية. وتقول نسرين: نعم والدتي جزائرية، وأنا بشكل طبيعي أحمل جنسيتها، ولم تكن هذه المسألة مشكلة في أي يوم من الأيام، حتى أن الفنان الكبير يحيى الفخراني أعلن أن انسحابي من العمل يعود لأسباب خاصة، وليس لأن والدتي جزائرية. ورداً على الشائعات التي زعمت أن وجهها تعرض لحروق! وأنها ستعتزل بعد أن تزوجت، قالت: هذه الشائعات تلاحقني منذ وقت، وقد رددت على مطلقيها من خلال مشاركتي في مسلسل “الغروب”، حيث شاهدوا أن وجهي سليم معافى، أما نكتة اعتزالي، فهي مضحكة فعلاً، فأنا لم أدرس في معهد التمثيل أربع سنوات، ولم أعمل في التمثيل لسنوات، حتى أتخلى عن عملي وطموحي لمجرد أنني تزوجت. وتعتبر نسرين أن مطلقي هذه الشائعات يصنفون ضمن أعداء النجاح الذين لا يحبون أن يروا الآخرين ناجحين وسعداء، أو ربما يكونون من الحساد الذين تأكلهم الغيرة ولا يؤذون إلا أنفسهم في النهاية. مفاجأة ثانية! المفاجأة الثانية التي أطلقتها نسرين طافش أنها بصدد التحضير لعمل سينمائي مهم، ستقوم شركتها بإنتاجه، وهي تتنقل بين بيروت والقاهرة ودمشق ودبي من أجل ذلك، وآثرت عدم الكشف عن تفاصيله وهويته، لكنها قالت إنه سيكون فيلماً عربياً مهماً، لأنها لا تريد إنتاج فيلم محلي أو سوري في الوقت الحالي، وإنما تتطلع إلى مجال أرحب على المستوى العربي، وعندما تحقق الانطلاق والنجاح على هذا الصعيد، ستقدم أفلاماً سينمائية سورية. وتتمنى نسرين أن يتم تجديد صالات السينما في دمشق والمحافظات السورية، وأن يتم إنشاء صالات جديدة حديثة. وبدفق من الحماسة والثقة تقول: إن السينما حلمي وحلم أي ممثل، وكل الوسط الفني يحلم بأن يكون لدينا إنتاج سينمائي، وله حضور عربي قوي، وتضيف: في رأسي مجموعة أفكار، منها أن أكون واحدة من صناع هذا الفن، وليس مشاركة فيه كممثلة فقط. وتكشف نسرين أن لدى شركتها مجموعة اقتراحات لإنتاج مسلسلات تلفزيونية وأفلام وثائقية أيضاً، وتخبرنا: إن شركتها أنجزت برنامجاً وثائقياً بطريقة عصرية جداً تناول ثلاثين فناناً، وهو بعنوان “ستارز ألبوم”، ومدة كل حلقة فيه نصف ساعة تتناول الفنان منذ بداياته وحتى الآن. نوعان من الجرأة تؤكد نسرين بقوة أن طبيعة أدوارها ـ بعد أن تزوجت ـ لن تتغير، وتقول: كنت أحترم عقلية المشاهد، وحرمة البيت العربي، ومازلت أحترم هذه العقلية وأحافظ على تلك الحرمة. كنت أختار أدواراً قوية، لها أهداف ورسالة، وسأستمر في ذلك، كما كنت أحترم مهنتي وآخذها على محمل الجد، ومازلت اليوم كذلك، أي لم يتغير شيء، ولن يتغير. وعن الأدوار الجريئة تقول: ما لم أقبل به في الماضي، لن أقبل به اليوم، وهناك نوعان من الجرأة، فهناك الجرأة في الموضوع، أي ملامسة الخطوط الحمراء الاجتماعية، وأنا مع هذه الجرأة في الطرح والمعالجة. ثم هناك جرأة الإغراء، وهذه لم تكن واردة عندي في السابق، حتى أقبلها الآن، بل إنني أرفضها رفضاً مطلقاً، وإذا كان لهذه الجرأة الأخيرة ضرورة درامية فإن لها ناسها، وأنا لست من هؤلاء، وهي لا تناسبني، فنحن في مجتمع عربي، والتلفزيون يدخل إلى بيوت الناس، وعلينا أن نحترم هذه البيوت التي ندخلها دون استئذان. ننتظرها كمنتجة لم تختلف أجواء اللقاء مع نسرين طافش المنتجة عما كان عليه مع نسرين الممثلة، سوى أن الشخصية ذاتها بدت أكثر ثقة وحماسة، بما تفعله وتخطط له. وكانت نسرين الممثلة قد شاركت في عدد من المسلسلات الناجحة مثل “ربيع قرطبة” و”التغريبة الفلسطينية” و”رجال تحت الطربوش” و”أحلام كبيرة” و”رجال ونساء” وغيرها. وإذا كانت قد خطفت الأضواء في هذه المسلسلات كممثلة، فإن علينا الآن أن ننتظر ما ستقدمه كمنتجة وممثلة معاً.