60 صنفاً من الزهور تتسابق في ميدان الجمال بمدينة العين
تعتبر الزهور من أهم النباتات التي تلعب دوراً مهماً في مجال الزراعة التجميلية والتي تستخدم في مدينة العين على نطاق واسع، ومما لا شك فيه أن المظهر الجمالي للمدينة يتوقف على نجاح زراعتها وتنسيقها بتنسيقات جميلة تعكس ألوانها الجميلة الزاهية وروائحها العطرية وتناسب أحجامها، فهي تمثل الإطار أو البرواز للمساحات المزروعة ويجب الاهتمام برعايتها وصيانتها.
(العين) - من هنا جاء حرص بلدية مدينة العين في الحفاظ على مظهر وجمالية مدينة الواحات وذلك عبر جهودها المبذولة والدائمة في مجال زرع شتلات الزهور الموسمية وفق برنامج زمني يتم فيه استبدال الزهور حسب مواسم النمو بألوانها المختلفة كالأحمر والأبيض والزهري والبنفسجي والأصفر والبرتقالي والأقحواني والذهبي والمشمشي والأحمر الغامق، والألوان المدموجة. فقد بلغ إجمالي أعداد الزهور الموسمية المزروعة خلال موسم واحد بقطاع وسط المدينة 1,864,423 زهرة، وتتم زراعة هذه الشتلات من الزهور على امتداد ثلاثة مواسم باعتبار أن كل نوع من الزهور يحتاج قدراً معيناً من درجات الحرارة وتنتهي فترة أزهاره بانتهاء الفترة الزمنية المناسبة لبقائه، وذلك لملائمة الزهور المزروعة لظروف الموسم كالمناخ ومدى مقاومتها لملوحة المياه، وتمتاز هذه الزهور، بالإضافة إلى تعدد ألوانها وجمال أصنافها برائحتها العطرية.
ألوان ورائحة عطرية
وقالت المهندسة منى الكعبي مدير مشروع بإدارة الحدائق والمتنزهات الترفيهية ببلدية مدينة العين “إن الزهور لا تفارق أرجاء وزوايا هذه المدينة الخضراء حيث تتم المداومة على زراعة أحواض الزهور لتقديم عرض مستمر من الألوان الزهرية في جميع مواسم السنة، حيث نبدأ بزراعة زهور الموسم الأول من منتصف شهر أكتوبر إلى بداية شهر فبراير يسبقها أسبوعان يتم خلالهما إزالة زهور الموسم السابق وتجهيز التربة الزراعية لاستقبال زهور الموسم الجديد، ومن أكثر الزهور زراعة في هذا الموسم هي زهور الأجيراتوم وأمارانتس وأنترهينم وسيلوشيا وكالينديولا وكوزموس وداليا وديانثس وبيتونيا وماري قولد وسلفيا، وتمتاز هذه المجموعة بتنوع ألوان أزهارها وجمالها والرائحة العطرية لبعضها ويوجد منها أكثر من 60 صنفاً تزرع بنجاح بشوارع وحدائق مدينة العين، وتليها زراعة زهور الموسم الثاني من بداية شهر فبراير إلى نهاية شهر مايو، ومن أمثلتها زهور اليسوم و بيتونيا وسيلوشيا وأمارانتس وكوزموس وزينيا وسلفيا وغيرها الكثير، وتضم زهور الموسم الثالث أصناف الفنكا روزا وجلارديا وبورتولاكا وزينيا وجمفرينا وجزانيا والتي تمتد من بداية شهر يونيو إلى منتصف شهر أكتوبر.”
وحول عملية زراعة الزهور وصيانتها توضح الكعبي أنها تمر بعدة مراحل تبدأ بتجهيز التربة وإزالة زهور الموسم السابق وتنظيف الأحواض من الحشائش الضارة وتركها لمدة أسبوع بخلط السماد العضوي وريها بالمياه لتهيئة التربة لاستقبال زهور الموسم الجديد، بالإضافة إلى تعقيمها وتزويدها بسماد كيماوي مركب، وبعد مرور أسبوعين من عملية الزراعة يتم تسميد التربة بسماد كيماوي قبل التزهير مباشرة وذلك لمساعدة النبات على انتاج زهرة كبيرة الحجم جميلة الشكل واللون، وبعد الانتهاء من عملية الزراعة يجب التأكد أن نسبة 90% من الزهور خلال كل موسم في حالة جيدة، أي أن النباتات التي تبدأ بالذبول أو التلف قبل وخلال فترة التزهير يجب استبدالها من أجل الحفاظ على مستوى جيد من العرض.
“المالش والحصى الأبيض”
وأضافت بالنسبة لعمليات الري التي يجب مراعاتها، فهي المحددة لنمو الأزهار وتحولها من مرحلة النمو الخضري إلى النمو الزهري، وإهمال الري أو الإفراط فيه يؤثر على حالة الزهور ويؤدي إلى اصفرارها ثم ذبولها، أما الاعتدال والانتظام في الري فيعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى نجاح زراعة الزهور التي تمثل الإطار الجميل للمساحات الخضراء المزروعة وتعتمد بلدية مدينة العين على نظام الري بالتنقيط لكافة مزروعاتها، وفي حالات قليلة يتم استخدام نظام “الببلر”، والذي يوفر كمية كافية من الماء لري النباتات وبدون هدر، حيث يتم ري جزء محدد من المساحة المخصصة لكل نبتة ولعمق محدد للتقليل من عمليات الهدر مما يحافظ على المياه المستخدمة لري مساحات أكبر وبشكل مقنن باعتبارها أفضل أنظمة الري المتبعة.
وفيما يختص بالمواد التجميلية غير النباتية والتي تستخدم في إضفاء جمال مبتكر على التربة المزروعة وغير المزروعة تقول الكعبي :”تسمى هذه المواد مغطيات التربة غير النباتية و تنقسم إلى صنفين هما “المالش والحصى الأبيض”، والمالش هي نشارة الخشب المصنوعة من أخشاب غابات الصنوبر وغير معادة التصنيع وتتضمن مواصفات محددة من حيث الطول والعرض والسمك، وتخضع عملية استخدامها بوضع نشارة الخشب في سمك معين، ويتم توريد المالش حسب متطلبات وتوجيهات المهندس المختص بألوان متعددة وهي البني والأحمر والذهبي على أن لا تكون مختلطة بأي من خامات الحديد، وبعد مرور سنة من إضافة المالش يتم إضافة كمية جديدة منه بمقياس معين كأحد مراحل صيانة مغطيات التربة غير النباتية.
فيما يستخدم الحصى الأبيض كمادة تجميلية تتكون من أحجار صغيرة تستخدم لأعمال الزينة الخاصة بتطوير المناظر الطبيعية والمشاريع التطويرية ويتوفر الحصى الأبيض باللونين الأبيض والأسود، ويستخدم الحصى بهدف تقليل الاحتياجات المائية حسب الخطة الإستراتيجية 2030 وبهدف السعي إلى استحداث مواد جديدة لتزيين المرافق والشوارع الرئيسية باعتبارها أقل تكلفة من المزروعات الأخرى في عمليات الصيانة “.
استحداث أصناف جديدة
أشار المهندس محمد صالح اليافعي مدير إدارة الحدائق والمتنزهات الترفيهية بالإنابة إلى أنه وفي إطار الإبداع الذي تتطلع إليه بلدية مدينة العين في مجال تنوع زهور شوارع وحدائق مدينة الواحات، فهي تمنح مطلق الحرية للشركات المتعهدة بتزيين المناطق بالزهور والمواد غير النباتية المختلفة عبر إدخال واستحداث أصناف جديدة غير الأصناف المستخدمة والمعهودة، من خلال اتباع منهجية ثابتة لتلك الأصناف بمرورها عبر عدة مراحل مما يضمن أعداداً متميزة وفق أسس وقواعد وعناصر ومعايير يتم وضعها في الحسبان، تتعلق بدراسة كل البيانات المتعلقة بالموقع المراد زراعته ونوعية ما يناسبه من المواد والزهور من حيث ألوانها وأحجامها وطبيعة نموها.