ارتبط مفهوم سوق الجمعة بالأحياء الشعبية، حيث كان الباعة يحضرون بضائعهم لعرضها على المشترين بعد صلاة الجمعة، واليوم مع التحضر والمدنية أطلقت بعض الأسواق التجارية المعروفة بالمولات في الدولة ما يسمى بسوق الجمعة الذي يعتبر خطوة جميلة لتشجيع أصحاب الدخول المتدنية والذين يصنعون منتجات بأيديهم ويطمحون بتوسيع دائرة مبيعاتهم أملا في أن يتملكوا محالاً تجارية بعد أن يكونوا حققوا الكسب المادي والصيت الذي سيكفل لهم النجاح وعدم الخسارة . (العين)- كان العين مول واحدا من هذه المراكز التجارية بدأ بدعوة الناس من مختلف الجنسيات والأعمار والإمارات للمشاركة بكل سوق جمعة يعقده في الأسبوع الأول من كل شهر ، ويوم الجمعة الفائت كانت «الاتحاد» هناك والتقت عدداً من المشاركات والمشاركين الذين يوجد بينهم نسبة لا بأس بها من الإماراتيات اللواتي أثبتن بمشاركتهن قيمة مشاركة النساء في المشاريع الصغيرة. المرة الأولى بينما كانت أم حمد (عائشة الشيدي) تحاور إحدى الزبونات عن سحر عطرها ودخونها الذي يقع في غرامه كل من جربه سألناها عن مشاركتها في السوق فقالت : « هذه أول مرة أشارك فيها في سوق الجمعة وأعتبرها مشاركة ناجحة على الرغم أنني لم أبع بأكثر من 250 درهما لكنني استفدت بأنني عرفت الناس بي ، حيث يوجد لدي أسلوب إقناع للزبونات يتمثل في تقديمي عينات مجانية لهن من الدخون والعطور الذي أصنعه بيدي مرفقاً معه بطاقة عملي التي تدل على اسمي ومنتجاتي ورقم هاتفي وأراهن أن العشرات منهن يعاودن الاتصال بي بعد أن يجربن منتجي بأنه منتج غير مغشوش ورائحته وطيبة لا تزول بسرعة «. تضيف أم حمد « بدأت بمشروعي البسيط (ورد المخمريات) من 3 سنوات معتمدة على ما ورثته من جدتي من أساليب في صنع المخمريات حيث تعلمت كيفية خلطها بنسب معينة مع الزعفران الإيراني الأصلي والمسك الأبيض وتوليفة أخرى من العطور أشتريها جاهزة من السوق وهذه أيضا تحتاج إلى ذوق في الاختيار ودقة في خلط النسب ومن ثم أقوم بتخمير هذا المزيج داخل علبة كبيرة وسط الظلمة والدفئ هكذا تماماً حسب وصفات جداتنا ولا أدري السر من وجود الظلمة لكنني أقوم بذلك لما أجد من نتائج طيبة لهذه المخمرية التي تعلق بالجسم لأيام فأنا أخمرها شهراً بأكمله . كما أصنع بخاخات العطر والدخون المعطر والبخور الذي حاز إعجاب كل من جربه ، وأعتبر أن فكرة سوق الجمعة فكرة رائدة وتساعدنا نحن ربات البيوت اللواتي نحب العمل والانتاج ونصنع منتجات محلية نريد تسويقها وتعريف الناس بها حتى نصبح قادرين على فتح محال تجارية خاصة بنا «. رسم على الزجاج أما أم زايد ( آمنة سيف الحامدي) فلا تقل إنتاجاتها وإبداعاتها عن أم حمد وإن كانت تتجه في نحو آخر حيث تصنع الحامدي الشباصات والبكل وترسم على الشيّل وتطرزها وتصمم وتخيط كفرات علب المناديل الورقية والموبايلات وأخرى لحفظ أفواه دلات القهوة من الذباب وما شابهه. كما تزين المداخن الفخارية بالسبري الفضي والذهبي والستراس المضيء وترسم على الزجاج مثل الكؤوس التي أحضرتها كعينة رسمت عليها ورود جميلة بألوان الزجاج تتخذ كديكور في البيت أو يقدم بها المشروبات الباردة للضيوف ويمكن أن تصب فيها الشمع حسب ما يطلب الزبائن منها كما أنها تصنع علب وأكياس الهدايا التي تتخذ شكل الحقائب وغيرها. ما بين اللصق والقص والتطريز والتنسيق تقضي أم زايد وقتها وهي تمارس موهبتها التي بدأت منذ سن مبكرة فلديها عشرات الأفكار الإبداعية التي يغلب عليها الرقي والجمال والذوق الرفيع ، وقد يستغرب البعض لو علم أن أم زايد لا تزال طالبة في كلية التقنية العليا للبنات وتدرس إدارة الأعمال ورغبت في المشاركة في سوق الجمعة لأول مرة بعد أن أخبرتها عنه الجامعة التي وصلها تعميم من إدارة المول يبلغ عن هذا السوق ويدعو من يرغب بالمشاركة وتؤكد أم زايد أنها من خلال هذا السوق قدمت نفسها للسوق وعرفت الناس بها واكتسبت ثقة أكبر بنفسها أنها قادرة على أن تدير مشروعها بنفسها وأن تكون إماراتية منتجة يفخر بها وطنها وعائلتها التي لم تتوان عن تشجيعها. كما يساهم احتكاكها المباشر بالزبونات على أن تعرف رأيهن بمنتجاتها مما يدفعها لتطوير أي عيب أونقص لو وجد فيها . الإماراتية أم روضة اعتمدت على تسويق منتجاتها من المنزل أيضا والتي تشتمل على شباصات مختلفة الأحجام والأشكال والألوان وبكل أخرى لمختلف الأعمار وإكسسوارات عدة جميعها من صنع يديها ويكاد الناظر إليها يجزم أنها تمتلك موهبة فنية في اختيار الأقمشة والألوان المتناسقة التي صنعت منها منتجاتها الراقية إقبال جماهيري تقول أم روضة:» بدأت مشروعي منذ 3 سنوات ولم أشارك في أي معرض أو سوق جمعة أبيع من المنزل على الأقارب والجيران والمعارف وأعتبر مشاركتي اليوم بمثابة محفز لي لأعيد الكرة مرة أخرى ولأشارك بمزيد من المعارض حتى أشعر أنني قادرة على فتح محل خاص بمنتوجاتي التي تلقى اقبالا كبيراً من الجميع « وقد تميز سوق الجمعة في العين مول بحسن تنظيمه وجمال أجوائه المسائية الباردة حيث تم اختيار الساحة الخلفية الواقعة أمام مدخل السينما وهو أحد مداخل العين مول الثلاثة واستمر من 5-10 مساء ، حيث خصص المول لكل مشارك طاولة وكرسي ومظلة كبيرة فيها مصدران للإنارة ، وبلغ عدد المشاركين يوم الجمعة الفائت 13 مشاركا ومشاركة من مختلف الجنسيات والمنتجات التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة وبين الشرق والغرب نظرا لأن بائعيها من أصول ومنابت مختلفة من بينها العطور والدخون والاكسسوارات والحقائب والأحذية الرجالية والنسائية والشيلات والتحف وملابس للرجال والنساء والأطفال بالإضافة إلى النظارات وألعاب الأطفال الغريبة وأقنعة الحفلات التنكرية وغيرها ، ومن أجل أن يشجع المول المحال التجارية الموجودة فيه على تسويق نفسها وفر لهم فرصة مشاركة بعضهم في سوق الجمعة جنبا إلى جنب مع المشتركين من خارج المول ومنهم من أتى خصيصاً من الشارقة ليسوق منتجاته مجانا. لعبة السوكر محمد عبد الرحيم من أحد محال المول التي تبيع ألعاب الأطفال وقد قام بعمل خصومات على الألعاب التي عرضها على الطاولة لتكون هذه الخصومات خاصة فقط بسوق الجمعة لهذا اليوم حتى يشجع الناس على شراء معروضاته والتي كان من بينها لعبة السوكر والراديو على شكل جمجمة وألعاب إلكترونية مختلفة . واعتبر توفيق السيد عمر ومحمد الدبس ونادي فاروق الذين اجتهدوا في تسويق منتجات أحد محال الألبسة في المول بأن سوق الجمعة وسيلة دعاية وتسويق قوية للمحال المشاركة وغيرها من المشاركين من خارجه ولا تقاس المشاركة فيها بحجم المبيعات التي عادة ما تكون قليلة نوعا ما بل بقدر ما يتم تعريف الناس بالمنتج وصاحبه لتتم بعد ذلك عملية الاقبال والشراء . نتيجة الإقبال المنتجات ومنها العطور ومستحضرات التجميل وإكسسوارات وتحف. وقدم العين مول فرصة المشاركة فيه وعرض البضائع وبيعها للمشاركين في السوق مجانا في الساحة الخارجية من مدخل السينما في العين مول. والسوق استقطب عدداً كبيراً من الزوار وامتاز بأجواء دافئة وألوان متنوعة وجمع في محتواه مزيجاً من الشرق والغرب وربط بين المعاصرة والأصالة. ونظراً للاستحسان الذي ناله السوق، سيقوم العين مول بتنظيم سوق الجمعة مرتين كل شهر.