اللبن.. من السقا إلى أفواه «الذويقة»
في منطقة حتا الشهيرة بجبالها التي تتلون بالأخضر في مواسم المطر، تنتشر الكثير من العادات التي لا تزال كما كانت، ولم يغيرها الزمن، ولم تتأثر ببعض التغيرات أو التقنيات الحديثة. فهناك عادات إن تأثرت ربما يكون لذلك أثر على الأهالي الذين يفضلون كل شيء كما كان، مثلما يتم صنع الخبز على الكوار بالجمر، وأن يطبخ العيش واللحم على الحطب لأن لذلك نكهة خاصة. ورغم توافر بعض المواد الطبيعية الطازجة مثل الزبدة والحليب أو كما يسمى اللبن عند البدو، إلا أن كثيرا من الأسر في الإمارات لا تشتري الجاهز المتوافر بالمصانع وفي الجمعيات التعاونية ومحال التسوق، فتلك الأسر تقصد أناسا لهم شهرة في مجال تصنيع المأكولات ومستلزمات الطبخ.
روية الأسمر بن مسعود سيدة من حتا
لا تزال تصنع اللبن الحامض في السقا، وهو قربة مدبوغة من جلد الماعز، وللسيدة روية عملاء من مناطق مختلفة يتوقون لتذوق ذلك اللبن الذي يحمل نكهة خاصة مرتبطة في أذهان الكثيرين بالماضي، لأن الكثيرين أيضا يبحثون دائما عما يجذبهم إلى الماضي، ولذلك لا تزال رويه تصنع الحليب أو اللبن الطازج، وتستعين بذلك السقا الجلدي كي تصنع اللبن الحامض الذي له أناس تعتبرهم من المتذوقين.
توضح روية أن هناك نوعين من “القرب” الجلدية التي يتم استخدامها، حيث توجد قربة تسمى السعن أو الشنّه وهي خاصة بالاحتفاظ بالماء باردا ونظيفا، وتشارك رويه في الفعاليات التي من خلالها تعرض اللبن وتقوم بخضه أمام الحضور، ثم تسكب في إبريق ومن ذلك الإبريق تسكب لهم في أوعية الشرب، ويفضل بعضهم شراء كميات منها ويحتفظ بها لمدة يومين أو ثلاثة في البراد أو الثلاجة، حتى لا يحمض فيصبح فاسدا لا يصلح للشرب، وهي تقول إنه في أحيان كثيرة يقبل الأهالي على اللبن من أجل أن يبلل به الخبز أو يسكب على الأرز، وتلك طرق متنوعة لتناول اللبن كوجبة غذائية.
المصدر: دبي