هدوء حذر في بورسعيد بعد اشتباكات عنيفة
سادت حالة من الهدوء الحذر اليوم الخميس مدينة بورسعيد بشمال شرق مصر، التي تشهد اضطرابات متواصلة منذ الأحد، وذلك بعد ليلة دامية خلفت نحو 150 جريحا ودمارا كبيرا في منطقة الاشتباكات المستمرة بين الشرطة والمتظاهرين.
وكان محيط مبنى مديرية الأمن، ساحة الاشتباكات الرئيسية، هادئا نسبيا حيث وضعت الشرطة المزيد من السواتر الترابية أمام المبنى الذي انتشر فوقه عناصر الأمن بشكل مكثف. الأمر الذي استفز الأهالي وزاد من خوف البعض.
وبدا واضحا أن القوات المسلحة زادت من وجودها في أرجاء المدينة التي بدت خالية من قوات الشرطة فيما حلقت طائرات مروحية تابعة للجيش في سماء المدينة الغاضبة.
ورغم هدوء الأوضاع ميدانيا، إلا أن مواجهات الليلة الماضية خلفت دمارا واضحا في عدد كبير من ممتلكات الأهالي من محال وسيارات في الشوارع الجانبية القريبة من منطقة الاشتباكات وذلك للمرة الأولى منذ بداية الأحداث.
وشوهدت سيارة أجرة محطمة الزجاج الأمامي بسبب سقوط قنبلة غاز مسيل للدموع عليها كما احترقت محتوياتها الداخلية، وأصيب سائق السيارة جراء الحادث، فيما ظهرت ثقوب عميقة في سيارات أخرى بفعل الرصاص، بحسب مراسل لفرانس برس.
كما حطمت الواجهات الزجاجية لعدد من المحال في هذه المنطقة التجارية المزدحمة بالإضافة إلى نوافذ محكمة المدينة القريبة.
وأغلقت معظم المحال أبوابها اليوم الخميس ربما خشية التعرض للتدمير بعد أن "طاردت مدرعات الشرطة المتظاهرين في تلك الشوارع ليل الأربعاء" حسب بعض الأهالي.
وقال أيمن جابر مسؤول الطوارئ في وزارة الصحة في بورسعيد لفرانس برس إن "عدد المصابين يوم الأربعاء وصل 151 حالة بينهم 81 مصابا بطلقات الخرطوش و56 جراء الاختناق من الغاز المسيل للدموع و14 آخرين أصيبوا بجروح قطعية".
وأضاف أيمن "هناك 3 مصابين في حالة خطرة وجاري نقلهم لمستشفيات مجهزة بشكل أفضل خارج المدينة".
وتجددت الاشتباكات بشكل مفاجئ مساء الأربعاء بعد فترة هدوء قصيرة حاول خلالها بعض الحكماء التدخل لدى الشرطة والتفاوض للإفراج عن بعض المتظاهرين المعتقلين.
ومع فشل الوساطة، اشتعلت الأوضاع مجددا حيث ألقى المتظاهرون قطع الحجارة المدببة على الشرطة. وعلى الأثر، أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع بشكل كثيف. وأشعل المتظاهرون النيران في إطارات السيارات للتخفيف من أثر هذه الغازات.
واتسع نطاق الاشتباكات بشكل كبير بعد أن طاردت مدرعات للشرطة المتظاهرين في الشوارع الجانبية المكتظة بالمحال التجارية البعيدة عن محيط مديرية الأمن.
كانت المواجهات بدأت صباح الأحد بعدما نقلت وزارة الداخلية من سجن بورسعيد إلى سجن آخر بعيد عن المدينة 39 من المتهمين في ما يعرف في مصر بأحداث "مذبحة بورسعيد" حيث قتل 74 شخصا مطلع فبراير 2012 عقب مباراة كرة قدم بين فريق النادي الأهلي القاهري وفريق المصري البورسعيدي بينهم 72 من مشجعي الأهلي المشهورين ب"الالتراس".
وتصدر محكمة جنايات بورسعيد أحكاما حاسمة السبت القادم في هذه القضية التي سبق وحكم فيها بالإعدام على 21 شخصا من أبناء المدينة في نهاية يناير الماضي.
واندلعت عقب هذه الأحكام أحداث عنف سقط خلالها أكثر من 40 قتيلا. ويسيطر الخوف والقلق على أهالي بورسعيد من تكرار أحداث العنف مرة أخرى على نطاق اوسع مع صدور أحكام السبت القادم.
المصدر: بورسعيد