سرمد الطويل، باسل الخطيب، وكالات (عواصم)

أعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أمس، أن قواته المدعومة بطيران الجيش الاتحادي ومقاتلات التحالف الدولي، أردت ما يسمى «والي داعش» و3 من كبار معاونيه، بالعملية العسكرية النوعية المتصاعدة بمنطقة جبال حمرين الوعرة الرابطة بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين. في وقت أفاد مصدر قضائي كبير أن الأجهزة القضائية في بغداد باشرت إجراءات محاكمة 900 عراقي من «الدواعش» الذين تسلمتهم الجهات المختصة من «قوات سوريا الديمقراطية» أثناء وبعد معركة الباغوز التي وضعت حداً للتنظيم الإرهابي بمنطقة شرق سوريا باتجاه الحدود العراقية. وذكر بيان صادر عن جهاز مكافحة الإرهاب أمس، أنه «بعملية نوعية، واستناداً لمعلومات استخبارية دقيقة من جهاز المخابرات الوطني العراقي، وبمشاركة طيران الجيش وبإسناد التحالف الدولي، قتلت القوات الأمنية الإرهابي محمد سلمان داود، المسمى بالوالي العسكري لقاطع جبل حمرين و3 من كبار معاونيه». وأوضح المصدر نفسه أن مقتل داود يشكل خسارة كبيرة لـ«داعش» كونه مسؤولاً عن العمليات العسكرية في جبال حمرين بمحافظتي صلاح الدين وديالى.
وما زالت منطقة جبال حمرين التي تمتد بمحافظات صلاح الدين وكركوك وديالى وصولاً إلى واسط، إحدى المناطق المهمة التي تختبئ فيها فلول «داعش» ولم تتمكن القوات العراقية من تطهيرها رغم محاولاتها المتعددة بسبب اتساع المنطقة ووعورة أراضيها. من جانب آخر أفاد مصدر أمني عراقي أن الطيران الحربي نفذ أمس ضربات جوية استهدفت أهدافاً مهمة لخلايا «داعش» في مناطق حوض حمرين أبرزها وادي ثلاب شمال شرق بعقوبة. وفي سياق متصل أعلنت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة نينوى أمس، نجاة معلمات إثر انفجار عبوة ناسفة وتفجير عبوتين أخريين قرب مركبة كانت تقل المعلمات أثناء توجههن إلى مواقع عملهن بمدرستي قبر بن نايف الثانية والأغر في الطريق الترابي الذي يربط بين الموصل والطريق العام لبغداد، ما أدى إلى تدمير السيارة التي كن على متنها ونجاة من فيها.
من ناحية أخرى أصدرت المحكمة الجنائية برئاسة استئناف بغداد الرصافة الاتحادية حكماً بالسجن المؤبد على «داعشي» تمت إدانته بالعمل في «الهيئة الإعلامية» لعصابات (داعش) الإرهابية. وأفاد بيان صادر عن المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى، أن المحكمة الجنائية المركزية نظرت قضية مدان اعترف بالانتماء إلى عصابات (داعش) الإرهابية، وكانت مهمته تتمثل بطبع المنشورات والأفلام، مضيفاً أن الإرهابي عمل في ما يسمى «ديوان الزكاة» وجرى الحكم عليه وفقاً لأحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب لسنة 2005.
وفي تطور مواز، أعلنت السلطة القضائية في بغداد أمس، مباشرة إجراء محاكمة 900 عراقي من المنتمين لتنظيم «داعش» تسلمتهم السلطات المختصة من «قسد»، مضيفة في بيان: «تسلمنا الملفات التحقيقية لـ900 من عناصر (داعش) القادمين من سوريا، وبدأت المحكمة المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب، بتحديد مواعيد لإجراء محاكماتهم على وجبات (دفعات)». ونقل هؤلاء إلى العراق مع إطباق «قسد» على منطقة الباغوز، آخر جيوب التنظيم الإرهابي في شرق سوريا، وطرده منها. ولفت مسؤول أمني عراقي، إلى أن هناك مشبوهين عراقيين لا يزالون في سجون القوات الكردية السورية بانتظار نقلهم إلى العراق، موضحاً أن «عملية التسليم، ستجري على وجبات، وسيتم التسليم على الحدود العراقية السورية». وأضاف أن بين هؤلاء «قيادات مؤثرة جداً، لكن التنظيم راعى إخفاءهم»، مؤكداً أن بينهم قيادياً يعد شخصية محورية ومُصنعاً للسلاح الكيماوي، وهو المسؤول عن غالبية الضربات بالغازات السامة التي شنها المتطرفون قبل دحرهم في الموصل. وسبق للعراق أن أجرى محاكمات لآلاف من مواطنيه الذين انضموا إلى «داعش»، بينهم نساء، وحكم على مئات منهم بالإعدام. وبجانب التحضيرات لمحاكمة 13 «داعشياً» فرنسياً، اقترح العراق على دول التحالف الدولي تولي محاكمة رعاياهم «الدواعش» الموقوفين في سوريا مقابل بدل مالي، ما سيتيح لدول غربية عدة تجنب استعادة مواطنيها.
إلى ذلك، أعلن القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد، جوي هوود، في الفلوجة أمس، أن حكومته تعمل مع الكونجرس لتوفير مبلغ 100 مليون دولار إضافية للمساعدة في تحقيق استقرار المناطق المُحررة من سيطرة «داعش». وذكر أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ستقوم بتقديم المبالغ إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ما يرفع إلى 358 مليون دولار، مساهمة الولايات المتحدة في جهود تحقيق الاستقرار بالعراق منذ 2015. ودعا القائم بالأعمال الأميركي المسؤولين في محافظة الأنبار وشيوخ العشائر وأهل المنطقة، إلى حماية مواقع المشاريع التنموية، والقيام بدورهم لإعادة جميع النازحين الراغبين بالعودة إلى بيوتهم ومساعدتهم للاندماج بمجتمعاتهم.

علاوي: انتهى دور «الحشد الشعبي» ويجب حله
قال رئيس ائتلاف «الوطنية» رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إياد علاوي، إن مهمة ميليشيات «الحشد الشعبي» بالبلاد «قد انتهت» بعد الانتصار الذي تحقق ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، مضيفاً أن «الأوان قد حان لحلها». وأكد علاوي في حديث لراديو «سوا» الأميركي الليلة قبل الماضية، أن حل ميليشيات «الحشد الشعبي» يعد مدخلاً للوصول بالعراق إلى الدولة المدنية، داعياً إلى تعزيز قدرات الجيش العراقي «لكي يكون قادراً على تعزيز أمن البلاد من دون الحاجة لأي مساعدة». وكان البرلمان العراقي في دورته السابقة، قد صوت لصالح إدماج «الحشد الشعبي» في القوات النظامية، واعتباره «مؤسسة تابعة للدولة، تتحرك في إطار الدستور العراقي». وتصنف الولايات المتحدة بعض فصائل «الحشد الشعبي» العراقي، منظمات «إرهابية» ومن بينها ما يسمى «حركة النجباء».