محمد نجيم (الرباط)

عرض الكاتب والشاعر والمترجم المغربي عبد اللطيف اللعبي؛ المتوج بجائزة الغونكور الفرنسية العريقة وجوائز عالمية أخرى، ولأول مرة، لوحاته التشكيلية ورسوماته وحِبْرياته في قاعة «ماتيس» بمراكش؛ لوحات يصبُّ فيها اللعبي أحاسيسه بالريشة واللون والخطوط، والتي قال إنها أعمال اختمرت قبل عرضها، منذ نصف قرن من الزمن؛ معتبراً أنه عايش العديد من الرسامين، وشاهد أعمالهم في المرسم قبل عرضها، وتأمّل طريقة اشتغالهم، وكتب عن أعمال هذا الفنان أو ذاك، حتى أضحى فنّ الرسم مألوفاً وحميمياً لدى صاحب «أزهرت شجرة الحديد» و«يوميات قلعة المنفى». ويقول اللعبي: «جاء اليوم الذي وجدتُ نفسي، من دون أن أدري لماذا، «أخربش» على بياض ورقة عادية أوّلَ رسمٍ لي. انتقلتُ بعدها رأساً إلى ورق الرسم ثم نحو فضاء اللوحة، في وقت وجيز جداً. بدأتُ أرسم كلما أمكنني ذلك، يوميّاً ولساعات عدة».
ويسأل اللعبي: ما الذي يمنع الشاعر من أن يرسم، أن يصبح موسيقياً أو سينمائياً إذا صدر عن صميم رغبته وإرادته؟ ألا يحق للرسام أن يكتب أو يتعاطى لأي فنون أخرى؟ دعونا نتأمل ونصغي لما سيقدمه لنا هذا أو ذلك من دون أفكار مسبقة. والآن وأنا أستشعر التعاطف السمح من حولي، أستطيع أن أقول بضع كلمات عن تلك الرغبة التي تولدت لديَّ، وجعلتني أرسم منذ سنوات عدة.
ولم يفت اللعبي أن يؤكد لزوار المعرض أنه لا يقوم بخيانة الشعر عندما يرسم، بل يحتفي به بطريقة أخرى، تدعو الكلمات إلى استراحة مُستحَقّة وهي تَغوص، ولو لبرهة من الزمن، في بهاء الصمت.