هدى جاسم، وكالات (بغداد)
أصيب عشرات العراقيين ورجال الشرطة بتجدد المواجهات خلال احتجاجات ضد الحكومة العراقية في مدينة الكوت مركز محافظة واسط، فيما شهدت مدينة كربلاء إضراباً عاماً تمثل بإغلاق الدوائر الحكومية والشوارع والجسور استنكاراً لمقتل متظاهرين خلال الساعات الـ 24 الماضية، كما قتل مسلحون مجهولون ناشطاً عراقياً قرب منزله جنوبي مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، جائت هذه التطورات فيما وثق مركز حقوقي عراقي 669 قتيلاً وأكثر من 25 ألف جريح واعتقال 2800 متظاهر منذ بدء الاحتجاجات قبل أكثر من 100 يوم.
وأفاد شهود عيان أمس، بإصابة نحو 40 من المتظاهرين والقوات الأمنية، بعد مصادمات بينهما في شوارع مدينة الكوت مركز محافظة واسط، وقال الشهود: إن مصادمات بين القوات الأمنية ومتظاهرين في شارع «الهورة» وساحة الكوت اندلعت، واستخدمت القوات الأمنية خلالها الغازات المسيلة للدموع، فيما استخدم المتظاهرون الحجارة، ما أسفر في حصيلة أولية، عن إصابة 40 من الطرفين بجروح وحالات اختناق.
وذكر الشهود، أن المتظاهرين أحرقوا الإطارات وقطعوا الشوارع، وسط هتافات تندد بعنف القوات الأمنية ضد المتظاهرين السلميين، وأكد الشهود أن محافظة واسط تشهد إضراباً عن الدوام في الجامعات والمدارس الثانوية، وعدد من الدوائر الحكومية، للمطالبة بالشروع في تشكيل حكومة جديدة، ونبذ العنف.
كما شهدت مدينة كربلاء أمس، إضراباً تمثل بإغلاق الدوائر الحكومية والشوارع والجسور، استنكاراً لمقتل متظاهرين خلال الساعات الـ 24 الماضية، برصاص القوات الأمنية وسط مدينة كربلاء، وقال شهود عيان: إن متظاهرين شرعوا منذ ساعات الصباح الأولى، بإغلاق الطرق والجسور الرئيسية بالإطارات، ومنعت حركة السيارات والتنقل بين الأحياء، ما أدى إلى عدم قدرة الموظفين على الوصول إلى مقار عملهم، وحسب الشهود، قامت مجاميع من المحتجين بإغلاق مباني جامعة كربلاء وجامعة أهل البيت الأهلية، ونصبوا سرادق اعتصام لمنع وصول الطلاب والانتظام بالدوام الرسمي.
وشملت عملية الإضراب، حركة السيارات في مناطق وسط كربلاء، فيما شوهد المواطنون وهم يتوجهون إلى ساحة التظاهر للمشاركة في المظاهرات الاحتجاجية، مشياً على الأقدام في ظل انتشار أمني كبير، وخاصة في محيط ساحة التربية، مركز الاعتصامات والتظاهرات الاحتجاجية في كربلاء. وشهدت مدينة كربلاء، مساء أمس الأول، اضطرابات أدت إلى إحراق مقر منظمة «بدر» بزعامة هادي العامري، وعدد من الأبنية والمطاعم.
وقتل مسلحون مجهولون أمس، ناشطاً عراقياً قرب منزله في إحدى المناطق جنوبي مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، وقال شهود عيان: إن مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية اغتالوا الناشط حسن هادي مهلهل، بإطلاق 4 رصاصات من مسدس كاتم للصوت، قرب منزله في ناحية «العكيكة»، التابعة لقضاء «سوق الشيوخ» جنوبي الناصرية، ولاذوا بالفرار. وكان مهلهل يبلغ من العمر 60 عاماً، وشارك في التظاهرات التي تشهدها ساحة «الحبوبي»، مركز الاحتجاجات في الناصرية، وبثت وسائل إعلام عراقية ومواقع على شبكات التواصل لقطات تظهر جانباً من جنازة الناشط المدني، وسرعان ما تحولت إلى احتجاج جديد، ويأتي هذا الاغتيال، بعد 3 أيام على قتل صحفيين كانا يغطيان تظاهرات مدينة البصرة المجاورة. وتشهد مدن التظاهرات في العراق، عمليات اغتيال شبه يومية تطال المتظاهرين والناشطين المدنيين، من قبل مجهولين باستخدام الرصاص الحي، ويقول متابعون: إن الهدف من موجة الاغتيالات إسكات أصوات الناشطين المطالبين بمحاربة الفساد، ومنعهم من التعبير عن رفض التدخل الإيراني في شؤون بلدهم، وتقول تقارير: إن هناك حملة ممنهجة من الخطف والتخويف والترويع ضد الناشطين، تنفذها جهات مجهولة، وكيانات مسلحة، وخارجون عن القانون، ولا يبدو أن السلطات العراقية تمكنت حتى الآن من الوفاء، بتعهداتها بحماية المتظاهرين، خلال الاحتجاجات التي قتل خلالها المئات وأصيب الآلاف.
وفي سياق متصل، قال مركز توثيق جرائم الحرب بالعراق، إن عدد قتلى التظاهرات بلغ 669 قتيلاً، فيما وصل عدد جرحى الاحتجاجات إلى 25 ألف جريح. وأضاف مركز توثيق جرائم الحرب أنه تم اعتقال 2800 متظاهر حتى الآن منذ بدء الاحتجاجات.
قتلى وجرحى من الشرطة بهجمات لـ«داعش» بالموصل
أفاد مصدر عسكري بمحافظة نينوى العراقية أمس، بمقتل ضابط برتبة نقيب، وإصابة ثلاثة جنود في هجوم شنه عناصر «داعش» شمال غرب الموصل.
وقال العقيد حسيب الدليمي، من إعلام الجيش العراقي، إن «عناصر داعش شنوا هجومين على نقطتين للتفتيش في جبال العطشانة شمال غرب الموصل، ما أدى إلى مقتل ضابط برتبة نقيب وإصابة ثلاثة جنود، فيما تم اعتقال اثنين من عناصر داعش».
من جانبه، قال النقيب أحمد العبيدي، من شرطة نينوى، إن «شرطياً قتل وأصيب اثنان بجروح بانفجار عبوة ناسفة، استهدفت دورية للشرطة المحلية في مفرق، ناحية القيارة جنوب الموصل». وأوضح أن «القوات الأمنية سارعت بتطويق مكان الانفجار، ونقلت الشرطيين إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج، فيما سلمت جثة الشرطي للطب العدلي الشرعي بالموصل». وأضاف العبيدي أن «طبيباً قتل وأصيبت زوجته بجروح، إثر هجوم شنه مسلحون مجهولون على منزله في منطقة تموز، غربي الموصل، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة».