عواصم (وكالات)
تبادل طرفا الصراع في ريف محافظة إدلب بشمال سوريا، أمس الاثنين، الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال قائد ميداني يقاتل مع القوات الحكومية السورية: «شن مقاتلون من هيئة تحرير الشام هجوماً على مواقع الجيش السوري قرب بلدة جرجناز في ريف إدلب الشرقي، إضافة إلى قصف بقذائف الهاون مواقع للجيش جنوب مدينة معرة النعمان».
وأكد القائد الميداني لوكالة الأنباء الألمانية «خروج 74 مدنياً، أغلبهم أطفال ونساء من مناطق سيطرة المسلحين في ريف إدلب الشمالي الشرقي عبر معبر الحاضر بريف حلب الجنوبي إلى مناطق سيطرة الجيش السوري، وتم تقديم الطعام والشراب والخدمات الطبية العاجلة ونقلهم إلى مناطق آمنة. وأشار إلى خروج أكثر من 50 مدنياً عبر معبر الهبيط إلى مناطق سيطرة الجيش في ريف حماة الشمالي.
من جانبه، أكد قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر، أن «القوات الحكومية خرقت وقف إطلاق النار منذ ساعاته الأولى، واستهدفت بالمدفعية الثقيلة حوالي 14 موقعاً في مدينة معرة النعمان ومحيطها وبلدات معرشورين وتلمنس ومعصران وقرى في ريف إدلب الشرقي».
وأكد القائد العسكري أن «القوات الحكومية تقوم بنقل مقاتلين وعتاد من خطوط الاشتباك في ريف إدلب باتجاه ريف حلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي، للاستفادة من قرار وقف إطلاق النار في ريف إدلب».
وتوصلت روسيا وتركيا إلى قرار لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ ليل السبت/ الأحد في منطقة خفض التصعيد في ريف إدلب منذ أيام، وهو القرار الثالث في تلك المنطقة والذي لم يتم العمل به من قبل القوات الحكومية وفصائل المعارضة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنه بإمكان المدنيين الخروج من منطقة عدم التصعيد في محافظة إدلب عبر ثلاث نقاط تفتيش جديدة.
وأضافت الوزارة، أنها تلقت طلبات كثيرة من مدنيين موجودين في إدلب، في مناطق تسيطر عليها فصائل مسلحة، يرغبون في العودة إلى منازلهم الواقعة في أراض تسيطر عليها قوات النظام السوري، حسب تأكيد موسكو. وطالب الجيش الروسي الجماعات المسلحة بـ«السماح للناس بمغادرة إدلب إذا رغبوا في ذلك.
وكان سكان وأفراد من الفصائل المعارضة قد قالوا أمس الأول، إن روسيا وحلفاءها أوقفوا الضربات الجوية في منطقة إدلب مع دخول وقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه مع تركيا حيز التنفيذ، لكن قليلين أبدوا تفاؤلهم بشأن صمود الهدنة».
قال سكان ومنقذون، السبت، إن 17 شخصاً على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا في قصف النظام وروسيا لأربع بلدات رئيسية في محافظة إدلب، عشية موعد تطبيق وقف إطلاق النار.
وكانت تركيا قد أعلنت الجمعة أنها اتفقت مع روسيا على تنفيذ وقف لإطلاق النار لوقف تدفق عشرات آلاف المدنيين الفارين أمام العنف.
وفر مئات آلاف الأشخاص في محافظة إدلب في الأسابيع القليلة الماضية، بينما قصفت الطائرات الروسية ومدفعية النظام السوري بلدات وقرى مع تجدد هجوم قوات الأسد الذي يستهدف طرد المسلحين المعارضين من آخر معاقلهم في شمال غربي البلاد.
وتقول الأمم المتحدة، إن الفترة الأخيرة شهدت اقتراب الحملة العسكرية التي تقودها روسيا من المناطق المكتظة بالسكان في محافظة إدلب، حيث يوجد زهاء ثلاثة ملايين شخص غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.
وقال مسؤولون كبار في الأمم المتحدة الشهر الحالي، إن الوضع الإنساني أصبح أكثر حدة مع فرار 300 ألف مدني على الأقل في إدلب ليضافوا إلى أكثر من نصف مليون شخص فروا من موجات قتال سابقة، بحثاً عن الأمان في مخيمات قريبة من الحدود التركية.