“للنساء فقط” شعار الساعات الخمس الأخيرة من معرض سيتي سكيب أبوظبي الذي اختتم أعماله أمس. وبحلول الساعة الثالثة عصرا، تعالت عبارات عبر مكبرات الصوت طالبة من جميع الرجال المشاركين مغادرة مكان العرض وترك الصالة للنساء. وهذه الخطوة أتاحت الفرصة للنساء من المستثمرات والعاملات وربات البيوت وجميع من يرغبن في الدخول في المجال العقاري لمتابعة آخر التطورات والمشاريع الحالية المعروضة أو المستقبلية. ووجدت كثير من النساء المواطنات المشاركات في المعرض من هذه الخطوة تأكيدا على الدعم الكبير لدور المرأة وأهمية مشاركتها في المحافل الكبيرة، إضافة الى التوجه الواضح للمواطنات والنساء بشكل عام في الإقبال على الاستثمار في القطاع العقاري واتخاذ القرارات الاستثمارية بأنفسهن. وخلال جولة لـ”الاتحاد” في المعرض خلال الفترة المخصصة للنساء، بدى الاهتمام النسائي بين المواطنات بالمشاريع العقارية واضحا، ومن مختلف الفئات العمرية. وطرحت سيدات استفسارات على موظفات الشركات العارضة، مبدين رغبتهن باستثمار أموالهن في القطاع العقاري. ورأت الشيخة مهرة القاسمي مدير أول اتصالات مشاريع أبوظبي في شركة التطوير والاستثمار السياحي أن تلك الخطوة “تؤكد دعم الحكومة لدور المرأة وأهمية وجودها في المحافل الكبيرة كمعرض سيتي سكيب”. وقالت “أشعر بالفخر والاعتزاز بالدعم الذي تتلقاه المرأة وأهميتها لتكون جزءا من النشاطات والمحافل الكبيرة”. وأكدت أن الاهتمام الأكبر يتمثل في رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي دعمت دور المرأة الإماراتية بشكل خاص والمرأة بشكل عام”. وقالت إن للمرأة جزءا مهما في الإسهام بتطور القطاع العقاري في الدولة، حيث إن المعرض شهد مشاركة المرأة العاملة من خلال مواكبة التطورات ومعرفة كل ما هو جديد وآخر الأخبار في القطاع العقاري إضافة الى مشاركة ربة البيت في تثقيف نفسها ومعرفة المشاريع المطروحة وآخر التطورات. وقالت “أصبح للمرأة كيان قوي وثابت الخطى”. وقالت “وصلنا الى درجة كبيرة من الرقي والمساواة، أصبحنا محط أنظار الجميع”. وقالت الشيخة مهرة القاسمي “تم تكريس نحو نصف يوم من معرض سيتي سكيب للمرأة لتأخذ حيزا لها وخصوصية لنفسها لتختار ما تريده وتتابع آخر التطورات في المجال العقاري والاستثماري”. وقالت المواطنة نوف تهلك، وهي امرأة عاملة مشاركة في المعرض، إن المرأة أصبحت تعتمد على نفسها، وتبحث لنفسها عن دخل ثان، وتستثمر في مجالات مختلفة. وعلى صعيد شخصي، قالت إنها مستثمرة في المجال العقاري في دبي وتنتظر الفرصة المناسبة للاستثمار في أبوظبي. وقالت إنها لاحظت اقبالا واضحا من السيدات من مختلف الفئات العمرية العاملات منهن وغير العاملات. من جهتها، قالت شما النعيمي مدير العلاقات الخارجية /التسويق والإعلام في شركة الدار العقارية، إن تخصيص نصف يوم للسيدات في سيتي سكيب “فكرة جيدة لإعطاء فرصة للسيدات سواء العاملات أو ربات البيوت للاطلاع على المشاريع العقارية الحالية والمستقبلية والتعرف على التطور العمراني في بلدهن والتواصل مع المطورين”. وقالت “إن للسيدات دورا كبيرا في اتخاذ القرار في اختيار السكن”. وأشارت الى وجود اقبال جيد من النساء على شراء الوحدات السكنية والاستثمار بها عن طريق الشركة”. ولاحظت النعيمي أن كثيرا من السيدات تطلبن الاستشارة في المجال العقاري ويستفسرن عن الوحدات العقارية سواء من السيدات العاملات أو ربات البيوت بهدف الاستثمار وتنويع مصادر الدخل. ووجدت أم شامس أن المرأة لها قدرة تفوق قدرة الرجل في بعض الأحيان في العمل في المجالات الإدارية والتمويل والمجال العقاري. وأكدت أن المرأة لها بعد نظر وتفكر على المدى الطويل لتأمين مستقبلها ومستقبل عائلتها. وتصف أم شامس المرأة بأنها “شايلة العائلة على أكتافها”. أما أم سعيد، التي كانت تستفسر عن مشروع معين في جناح شركة عارضة وبجانبها عدد من بناتها، فقالت “من الجيد أن يخصص المعرض وقتا للنساء، أتاح لنا الفرصة لمتابعة ما هو جديد من المشاريع العقارية، وسط أجواء من الخصوصية”. وترى أم سعيد التي تملك استثمارات حالية في القطاع السكني أن “المرأة أصبحت أكثر وعيا من الناحية الاستثمارية”. وأطلق معرض سيتي سكيب أبوظبي مبادرة بتخصيص أوقات محددة لدخول النساء أمس من الساعة الثالثة الى الثامنة مساء. وجاء ذلك في إطار احترام وتقدير التقاليد الاجتماعية العربية والاسلامية واتاحة الفرصة للمهتمات والمستثمرات لزيارة المعرض وتوفير بيئة مريحة لهن من خلال التعامل مع موظفات فقط في مختلف منصات وأجنحة المعرض. وتمتلك سيدات الأعمال في الدولة فوائض مالية تقدر بحوالي 30 مليار درهم وذلك مع تضاعف أعدادهن خمس مرات خلال السنوات الأخيرة لتزيد على 11 ألف سيدة أعمال في مختلف الأنشطة التجارية، وفقاً لإحصاءات وتقارير مصرفية أعلنت أول من أمس على هامش الملتقى الاقتصادي الأول لقطاع الأعمال في الدولة.