رضا شعبان (بنغازي)

انتقد سياسيون ليبيون تصريحات وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التي اتهم فيها قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بأنها «خارجة عن الشرعية».
واعتبر السياسيون الليبيون في تصريحات لـ «الاتحاد» أن هذه التصريحات تكشف الدور التخريبي للنظام القطري في ليبيا، وعن أن الدوحة تخشى أن تفقد جراء عمليات الجيش الليبي ضد المليشيات المسلحة والإرهابيين في طرابلس، آخر أوراقها في المنطقة بهزيمة «الإخوان» والجماعات الإرهابية الأخرى.
وقال خالد الترجمان، رئيس مجموعة العمل الوطني الليبي، لـ «الاتحاد» إن هناك مثل عربي يقول «إن لم تستح فافعل ما شئت»، وإن هذا المثل ينطبق على وزير خارجية قطر الذي لايخجل نظامه من التدخل السافر في الشأن الليبي ويصبحون هم من يمنحون الشرعية ويمنعونها كما أرادوا.
وأضاف الترجمان أن الجيش الليبي سيواصل معاركه في طرابلس وكافة الأراضي الليبية من أجل تحريرها من المليشيات المسلحة والإرهابية المدعوم أغلبها من النظام القطري، مشيراً إلى أن عملاء قطر يستولون على ثروات الليبيين وينهبون موارد وخيرات ليبيا.
من جانبه، أشار عصام التاجوري، الحقوقي الليبي، إلى أن وزير خارجية قطر عليه أن يتذكر أن ليبيا دولة مستقلة وذات سيادة وكرامتها وسيادتها فوق كل اعتبار وليست تابعة لأحد كان ولو كان الناطق باسم النظام القطري.وأضاف يبدو أن وزير خارجية النظام القطري لا يعرف أن ليبيا اصدرت إعلان دستوريا مؤقتا وذهبت إلى ثلاث عمليات اقتراع وتيار «الإخوان» الإرهابي الذي يدعمه النظام القطري اقصي شعبيا وعبر صندوق الاقتراع ولدينا برلمان ومجالس بلدية منتخبة.
ووجه التاجوري رسالة لوزير الخارجية القطري عبر «الاتحاد» قائلاً: «ابلغوه أن من تدعمون قد حاول الانقلاب على ارادة الشعب بعد اخفاقه وسقوطه المدوي عبر صناديق الذخيرة وتحركت جحافل مليشياته شرقا وغربا لاخضاع الأمة الليبية تحت سلطته فكانت ارادة الشعب الذي نزل للميادين مناديا بدولة القانون والمؤسسات اقوى من ترسانة سلاح مجاميعكم المارقة وانتفض ضباط الجيش من تحت الركام لرد العدوان المدعوم من النظام القطري». من جانبه، قال أحمد اهمومة، عضو مجلس الدولة الليبي، لـ«الاتحاد» إن مأساة ليبيا ناتجة عن التدخلات الإقليمية والدولية سواء أكانت هذه التدخلات في شكل تصريحات لمسؤولين يعتقدون بأنهم أوصياء على ليبيا أو على هيئة دعم مادي وسلاح لتقوية فريق على حساب الأخر لغرض فقد التوازن بين القوى السياسية، وذلك لغرض تهيئة الساحة الليبية لاجتياحها إما اقتصادياً أو عسكرياً أو لغرض تصفية حسابات بعض الدول بين بعضها على الأرض الليبية. وأضاف أنه لا يحق لوزير خارجية قطر التدخل في ليبيا لأن ما يحدث من صراع الآن في ليبيا نحن في الداخل نصنفه حسب الواقع وليس لخدمة أهداف دولي.
وصرح الإعلامي الليبي إبراهيم جبريل بأن الجيش الليبي منبثق من برلمان شرعي منتخب من الشعب ويعمل في إطار شرعي.وقال جبريل إن تصريحات وزير خارجية قطر لا تمثل الليبيين ولا تهمهم لآن هذا شأن داخلي والدولة الليبية والشعب الليبي يعرف من هو الشرعي ولا يحتاج إلى أي تصريحات من خارج الوطن.أما السياسي الليبي فيصل بو الرايقة فيقول ل«الاتحاد» إن النظام القطري أمام آخر رقعة شطرنج يتحرك من خلالها وهي ليبيا عن طريق الوكلاء المحليين جماعة الإخوان الإرهابية، وإن النظام القطري حال فقدانه ليبيا يعني ذلك الخروج من شمال أفريقيا ودائرة التأثير عن الدول العربية وأهمها مصر باعتبارها دولة الجوار الأهم لليبيا.