أكد معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، أن الإمارات من أكثر الدول التزاماً بنسبة خفض إنتاج النفط الذي أقرته "أوبك"، إذ بلغ إنتاج الدولة في مارس الماضي 3.043 مليون برميل وهو أقل من حصة الخفض المتفق عليها البالغة 3.072 ملايين وذلك بهدف تحقيق توازن السوق.

وقال وزير الطاقة والصناعة إن "الإمارات لن تزيد إنتاجها من النفط إلا من خلال التنسيق مع المنتجين من داخل أوبك وخارجها وفقاً لحاجة السوق"، مشيراً إلى أن قدرة الإمارات على إنتاج النفط تصل إلى 3.5 مليون برميل يومياً، و"لكن هذا لا يعني أننا سوف نقوم بإنتاجها ونحن ننتج ما يحتاجه السوق ويحقق التوازن المطلوب".

وأضاف معاليه أن الإمارات ملتزمة ببيع النفط إلى الجهات التي تستورده للاستخدام ولا تقوم بتخزينه لإحداث تأثير على الأسواق، مشيراً إلى أن تحقيق توازن السوق بحاجة إلى مزيد من الوقت.

وأشار المزروعي إلى أن اللجنة الوزارية المعنية بمتابعة قرار خفض الإنتاج ستعقد اجتماعها في المملكة العربية السعودية، مايو المقبل، لدراسة السوق ومعرفة مدى التزام الدول بقرار خفض الإنتاج، لافتاً إلى أن نتائج الالتزام بخفض الإنتاج، خلال شهر مارس، كانت أفضل من شهر فبراير، متوقعاً أن تكون نتائج الشهر الحالي مشجعة وهو ما من شأنه أن يصل تدريجياً إلى تحقيق التوازن المأمول.

وتطرق معالي وزير الطاقة والصناعة إلى التزام روسيا والعراق بقرار خفض الإنتاج خلال شهر مارس، متوقعاً زيادة التزامهما خلال الشهر الحالي والذي ينعكس على توازن السوق.

وكانت "أوبك" ومجموعة من المنتجين خارجها بما فيها روسيا اتفقوا على تحقيق التوازن في أسواق النفط بقدر كبير من خلال كبح الإمدادات وهو ما ينعكس على توازن السوق ويصب في مصلحة المنتجين والمستهلكين.

جاءت تصريحات معاليه على هامش مشاركته اليوم الأربعاء في أعمال قمة "بلومبرج"، التي انطلقت في أبوظبي اليوم. وأكد خلالها على وجود مشاريع استثمارية مشتركة بين الإمارات والسعودية في مختلف القطاعات منها البتروكيماويات.

وانطلقت قمة "بلومبرج" للاستثمار في أبوظبي اليوم بحضور نخبة من رواد المال والاقتصاد والهيئات التنظيمية والمبتكرين لمناقشة أهم الفرص والمخاطر التي تواجه المستثمرين في ظل حالة التقلب التي تشهدها الأسواق.

وتناولت القمة مجموعة من القضايا الإقليمية والعالمية تتنوع بين الاستثمار في مختلف القطاعات في منطقة الشرق الأوسط، والمرحلة المقبلة للقطاع النفطي وفرص الاستثمار في العالم الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي وأمن الفضاء الإلكتروني.

حضر القمة معالي أحمد بن علي محمد الصايغ، وزير دولة رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، ومصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع البترول والبتروكيماويات في شركة "مبادلة" للاستثمار، ووليد المقرب المهيري، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة والرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمارات البديلة والبنية التحتية في شركة "مبادلة" للاستثمار، والمهندس طلال إبراهيم الميمان، الرئيس التنفيذي لشركة المملكة القابضة، ورولا أبومنة، الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد في الإمارات، ونخبة من خبراء إدارة الأصول وشركات الأسهم الخاصة وصناديق التحوط والبنوك وشركات الطاقة.

وقال معالي أحمد علي الصايغ إن قطاع النفط والغاز في أبوظبي يعد من أهم القطاعات الجاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة إذ نجح على مدى العامين الماضيين في جذب أكثر من 21 مليار دولار من خلال مناطق امتيازات برية وبحرية والاستثمار في سلسلة القيمة الهيدروكربونية بأكملها.

ونوه معاليه إلى أن الإمارات جذبت العام الماضي استثمارات أجنبية مباشرة وصلت قيمتها إلى 15 مليار دولار بما يعادل نسبة 22% من إجمالي تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتحل في المرتبة الأولى في المنطقة كافة.

وأوضح أن عام 2019 واعد لأبوظبي، وذلك بعد أن أطلقت الحكومة العام الماضي برنامج المسرعات التنموية "غداً 21"، الذي بدأ من الآن بتحقيق إنجازات ملحوظة تعزز مكانة أبوظبي وجهة للأعمال والعيش والسياحة حيث سيتم استثمار 50 مليار درهم على مدى الثلاثة أعوام القادمة عبر أربعة محاور رئيسة ضمن "غداً 21" وهي: الأعمال والاستثمار والمجتمع والمعرفة والابتكار ونمط الحياة.

وقال إنه تم تطوير 100 مبادرة سيتم إطلاق 80% منها خلال العام الحالي، مشيراً إلى أنه تم تصميم "غداً 21" لتكون مبادرة ديناميكية تتيح المجال للتوسع في أولويات جديدة ضمن المحاور الأربعة. وفي هذا الإطار، يفخر سوق أبوظبي العالمي باحتضان منصة HUB71 لدعم المشاريع التكنولوجية الناشئة، مشيراً إلى أن قيمة الاستثمار الحكومي المخصص لدعم التحول الرقمي من خلال HUB71 ستصل إلي أكثر من مليار درهم.

ولفت معاليه إلى أن سوق أبوظبي العالمي يركز، منذ انطلاقه، على دعم الابتكار حتى أصبح السوق الولاية القضائية الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للبدء في ترخيص شركات التكنولوجيا المالية وذلك في عام 2016. وقد كان السوق الأول أيضاً في إطلاق أول بيئة أعمال رقمية لشركات التكنولوجيا الآلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي باتت اليوم، ثاني بيئة أعمال رقمية نشاطاً في العالم. كما أطلق السوق منظومة تراخيص جديدة لشركات التكنولوجيا تقدم مميزات وتسهيلات عدة للشركات.

وأكد الصايغ أن التطور الذي تشهده الدولة إلى جانب المبادرات المبتكرة في كافة القطاعات في إطار رؤية قيادتنا الرشيدة، التي مكنتنا من مقاومة التحديات الاقتصادية العالمية وإيجاد بيئة مستقرة ومتطورة، تضم المبتكرين والمبدعين من كافة أنحاء العالم.

وقال إن "قمة بلومبرج" للاستثمار توفر منصة لمجتمع المال والأعمال للاطلاع على آخر المستجدات حول العالم بما يمكننا من الحد من المخاطر وإيجاد الحلول الواقعية، حيث نلقي من خلال هذا الحدث المهم نظرة على المستقبل بما فيه من فرص واحتمالات.

ومن جانبه، أكد وليد المقرب المهيري، خلال جلسة بعنوان "الاستثمار في الشركات لتأسيس بصمة عالمية"، أهمية تأثير التكنولوجيا على الأعمال والأنشطة التجارية والاستثمارية، مشيراً إلى أن شركة مبادلة تركز على الاستثمارات المبتكرة والابداعية، التي من شأنها أن تعظم قيمة عائدات الشركة وتحقق قيمة مضافة.

وأضاف المهيري أن مبادلة تركز على توظيف التكنولوجيا في الصناعات المختلفة بطريقة احترافية لتحقيق قيمة جيدة.

وبدوره، قال جاسم الصديقي في جلسة بعنوان "الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة اليوم في منطقة الشرق الأوسط وخارجها" إن الحوافز الحكومية التي أقرتها دولة الإمارات تنعكس إيجابياً على زيادة جاذبية الاستثمارات في مختلف القطاعات في ظل المناخ الاستثماري الصحي، مشيراً إلى أن "القطاع العقاري سيشهد عملية ارتداد سعري نحو الارتفاع على المدى القريب".