تمارس موزة المزروعي الطب الشعبي بنجاح منذ 20 عاماً، وتؤكد قدرتها على علاج تأخر الحمل بطريقة تسمى محلياً« الامتراخ»، معتمدة في الأساس على تدليك أسفل البطن للنساء، وهو الأمر الذي لم يرفضه الأطباء، لكنهم طالبوا بإرجاع الأمر للدراسة والبحث العلمي. وبابتسامتها المعهودة، تستقبل موزة المزروعي الملقبة بأم خالد في بيتها كل يوم، صباحاً ومساء، الكثير من النساء الباحثات عن الأمل، سواء في تأخر حملهن أو علاجهن من أمراض نسائية تنقص حياتهن الزوجية. وتحكي أم خالد عن بدايتها في ممارسة هذا الموروث الشعبي: “منذ 20 عاماً وأنا أمارس مهنة تأخر الحمل وتدليك النساء أسفل البطن، وهذه موهبة اكتسبتها من البيئة المحلية، وما زلت أمارسها بنجاح حتى الآن”. طب شعبي حبة البركة وزيت الزيتون والِخيل والُمر هي الأعشاب الطبيعية التي تستخدمها أم خالد في علاجها للسيدات، موضحة أن كثيراً من الحالات النسائية تعاني تأخر الحمل أو الإفرازات أو تكيس المبايض، وكل هذه الأمراض يمكن علاجها بالتدليك من خلال استخدام زيت الزيتون وبعض الوصفات الشعبية التي توجد في كل بيت، بالإضافة إلى الاستعانة بآيات من القرآن الكريم أثناء القيام بذلك. وتذكر أم خالد حالة، فقد عالجت سيدة منذ زواجها من 6 سنوات تعاني تأخراً في الحمل، حال دون أمومتها التي تنتظرها بفارغ الصبر، لكن بعد قيامها بالمسح على بطنها واستخدام تلك الوصفات الشعبية تحقق حلمها بعد فترة وجيزة، وغيرها الكثير من النساء اللاتي شفين من أمراض العصب وآلام أسفل البطن والظهر. وقالت أم خالد إن المراخة أو كما نسميها نحن«تدليك» تختلف من سيدة لأخرى، حسب ما تعانيه السيدة من مرض نسائي، حيث هناك نساء يحتجن خلال عملية التدليك إلى أشهر وأخريات إلى أسبوع والبعض منهن إلى أيام عدة، لكن في النهاية يتعافين من الأمراض التي تنغص حياتهن وتؤثر على نفسياتهن، مشيرة إلى أن العلاج لا يقتصر فقط على حالات تأخر الحمل، بل يتعداها إلى علاج الأعصاب وآلام البطن وعلاج جميع الأمراض التي تخص النساء، خاصة بروز منطقة البطن التي تؤثر بصورة سلبية على مظهر المرأة ورشاقتها، لذلك فإن استخدام العلاج بالتدليك يساعد على التخلص من هذا البروز والتمتع بقوام ممشوق. وأوضحت أن التدليك يساعد في تخفيف الإرهاق والضغط وهو ما يؤدي بدوره إلى إزالة الانتفاخ، مبينة أن آلام البطن والغازات ترتبط بالقلق والتوتر الذي يسبب بدوره اضطرابات هضمية، وأن تدليك منطقة البطن وأماكن تجمع الزوائد يتم عبر حركات دائرية كبيرة وهادئة باتجاه عقارب الساعة، كما أن التنفس بشكل صحيح والتحكم بالانفعالات التي قد تواجهها المرأة في حياتها اليومية يساعدانها على التخلص من الزوائد المتناثرة في منطقة البطن بسهولة. خبرة كافية وحول ما يتردد عند بعض السيدات في قدرة الطب الشعبي على شفاء حالات تأخر الحمل وغيرها من الأمراض، توضح أم خالد: الطب الشعبي موجود منذ القدم والكثير من جداتنا كن يمارسن ذلك من خلال استعمال أعشاب طبية خالية من المواد الكيماوية وكلها كانت تأتي بالفائدة، ومنذ أن مارست هذه المهنة وأصبحت لدي خبرة كافية ووافية عن أكثر الأمراض التي تعاني منها النساء من خلال التدليك، باستطاعتي كشف العلل التي تعاني منها كل سيدة سواء متزوجة أو فتاة، ثم أحدد العلاج المناسب لهن الذي في الغالب يعتمد على الأعشاب الطبيعية والزيوت. مختلف الأعمار وأضافت: كثير من السيدات يتوافدن عليّ من كل حدب وصوب، وأستقبل كل يوم النساء من مختلف الأعمار والجنسيات باستمرار، ولا أستطيع رد واحدة منهن رغم مشاغلي الكثيرة كربة بيت، خاصة اللاتي يعانين تأخر الحمل. وحول أسعار العلاج، تقول أم خالد: لا أحدد أسعاراً للعلاج، بل أقبل أي مبلغ، فغايتي من هذه المهنة في المقام الأول هو علاجهن للتخلص من معاناتهن والحالة النفسية التي يشعرن بها، وليس الربح المادي كما يفعل الكثير ممن يدعون علاجهن بالطب الشعبي، واصفة إحساسها عندما تعالج النساء بقولها: حينما أعالج أحدهن فإني أحس وأشعر بالمعاناة التي لديها كأنني المريضة، ولذلك أحاول تقديم ما لدي وأكثر لعلاجها لأني أعالجها لا لسبب المال وإنما من الجانب الإنساني الذي يحتم علي المساعدة قدر ما أستطيع متناسية أمر المادة. تجارب نسائية من جانبها، أكدت أم محمد أنها وجدت ما تبحث عنه عند موزة المزروعي، حيث بعد تناول العديد من الأدوية التي لم تأت لها بنتيجة لإصابتها بمرض نسائي يمنعها من الإنجاب ومن سماع كلمة ماما. وتسترجع تلك المعاناة التي مرت بها وأثرت على علاقتها الزوجية: لم أفقد الأمل وكنت أبحث عن نساء يقمن بالمراخة للسيدات اللاتي يعانين تأخر الحمل، لكن بعد أن ذاع صيت أم خالد التي قامت بعلاجي لأشهر متتالية، ليتحول هذا القلق والتعب والكآبة النفسية التي كانت تنغص حياتي بإنجاب طفلين الآن في عمر الزهور، أحدهما يبلغ من العمر سنة والآخر سنتين، والآن أنا حامل في الشهر الخامس، مؤكدة أن مهنة المراخة كانت ولا تزال موجودة فهي تنقل من الجدة إلى الابنة ثم الحفيدة. كما ترى أم علي في العشرينيات ومتزوجة منذ 5 سنوات ولم تنجب أطفالاً، أن الامتراخ مثل الطب الشعبي، وهو جيد بالنسبة للمرأة لأنه يساعد على ارتخاء العضلات بعد الولادة، وهو في كثير من الأحيان يساعد على الحمل أيضاً، وذلك بتعديل عضلة الرحم. وتقول عن تجربتها: ذهبت مرات عدة إلى أم خالد، وكانت تعالجني بالتدليك من خلال استعمال زيت الزيتون وقراءة القرآن، وبعد علاج استمر 3 أشهر حملت بطفل في أحشاء بطني الآن، وأنتظر قدومه بفارغ الصبر.