أمين الدوبلي (أبوظبي)

عبيد الكعبي .. «الرجل الفولاذي» في «جو جيتسو الإمارات»، يبلغ من العمر 42 عاماً، لا يترك بطولة إلا ويشارك فيها، في داخل الدولة أو خارجها، ضيف دائم على منصات التتويج، منذ أن بدأ مسيرته مع «عالمية أبوظبي» عام 2013، ففي نفس العام فاز بالميدالية الذهبية في الحزام الأبيض لوزن 62 كجم، وفي النسخة التي تليها في 2014 فاز بالذهبية في الحزام الأزرق، ومثلها عام 2015 بنفس الفئة، وفي عام 2016 حقق فضيتين إحداهما في وزنه، والثانية في الوزن المفتوح، وفي 2017 حقق الفضية في الحزام البني، كما فاز بالفضية في النسخة الماضية عام 2018، وفي النسخة المقبلة، سوف يشارك في فئتين، ليتحدى نفسه، الأولى فئة الأساتذة 3، والثانية فئة البالغين، وكلاهما في الحزام الأسود، على أمل أن يصعد منصة التتويج مجدداً.
الكعبي ليس لاعباً فقط، ولكنه حكم دولي، عاد أخيراً لتوه من المملكة المغربية، التي ترأس فيها لجنة الحكام بالبطولة الأفريقية، وسوف يشارك في النسخة الحادية عشرة من عالمية أبوظبي حكماً في فئات المهرجان، في كل الأيام التي لن يخوض فيها النزالات كلاعب، وهو أيضاً من قاد فريق الجزيرة كلاعب للفوز ببطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة للرجال، ويترأس لجنة المسابقات والمنتخبات بوزارة الداخلية.
يقول عبيد الكعبي: «أتدرب 3 مرات يومياً استعداداً لعالمية أبوظبي، وأعرف أن المهمة لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال، خاصة أنني سأشارك في فئة البالغين إلى جانب الأساتذة 3، وأتمسك بالأمل في تقديم نزالات قوية، وتحقيق إنجاز يضاف إلى رصيد إنجازاتي كلاعب في البطولة، وقد اجتمعت أنا وزملائي في نادي الجزيرة وتعاهدنا على تحقيق نتائج مميزة في النسخة الحادية عشرة، ورفع علم الدولة عالياً، وبالنسبة لي فإن الموسم الحالي من المواسم الناجحة في مسيرتي كلاعب، حيث إنني فزت فيه بذهبية طوكيو جراند سلام، وفضيتين إحداهما في لوس أنجلوس جراند سلام، والثانية في أبوظبي جراند سلام».
وتحدث الكعبي عن علاقته بالجو جيتسو، ومتى بدأت وكيف تطورت، وقال: «حتى عام 2013 لم أكن أعرف شيئاً عن الجو جيتسو، وكنت أمارس الكثير من الرياضات الأخرى، منها الراليات والبولينج وبناء الأجسام، ولكني ومنذ أن تدربت أول حصة في الجو جيتسو شعرت أنها لعبتي، ولم يمض يوم واحد في حياتي اعتباراً من 2013 وحتى الآن دون أن أتدرب على البساط، أو أقوم بالتحكيم في تلك الرياضة، ومن خلال تجربتي أقول إنها رياضة مختلفة تماماً عن كل الرياضات الأخرى، لأنها أضافت لي الكثير على كل المستويات، على مستوى تنظيم وقتي، وعلى مستوى علاقتي بزملائي والمنافسين أيضاً فهي يغلفها الاحترام والانضباط، وأنا كرجل أمن أقول بأنها أنسب رياضة لكل رجال الأمن في العالم، فهي مصنع للرجال بحق، تحافظ على لياقتهم البدنية والذهنية، وتعلمهم الكثير من القيم، التي هم في أمس الحاجة إليها، مثل الشجاعة والقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، والعمل بروح الفريق».
ويقول الكعبي: «من أجل كل هذه القيم، وتأثراً بالاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لهذه الرياضة، دفعت باثنين من أبنائي لممارستها، أحدهما 10 سنوات هو سعيد، والثاني منصور 8 سنوات، وسوف أقف خلفهما في كل السنوات المقبلة حتى يحققا كل ما لم أحققه أنا، وحتى يكونا بطلين يمثلان الدولة في كل المحافل، ويصعدان منصات التتويج، ويرفعان علم الدولة، لأنني على ثقة بأن هذه الرياضة ستنفعهما في بناء شخصية قوية، وتكسبهما الثقة بالنفس، والانضباط والتركيز».
وأضاف: «أنتهز هذه الفرصة، وأتقدم بالشكر إلى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وكل قيادات الوزارة على دعمهم الكبير لكل أبناء الوزارة الرياضيين، وتوفيرهم لأفضل بيئة تنافسية لهم، سواء المرافق أو توقيتات التدريب أو البطولات أو المدربين بالتنسيق مع اتحاد الجو جيتسو برئاسة عبدالمنعم الهاشمي، ولن أكشف سراً إذا قلت الآن إن وزارة الداخلية بها حالياً 1000 لاعب ولاعبة».
وتحدث الكعبي عن مستقبله مع اللعبة، وقال: أنا أبلغ الآن 42 عاماً، ولكني بفضل ممارستي لهذه الرياضة بشكل يومي أشعر أنني قادر على العطاء كلاعب لمدة 10 أعوام أخرى لما بعد بلوغ الخمسين، خصوصاً أنني أشارك في الوزن الخفيف، وبالتالي فأنا لن أتوقف عن ممارسة هذه الرياضة، لأنها تناسب كل الأعمار، وحتى لو توقفت عن المشاركة في البطولات كلاعب، فإنني سوف أبقى حكماً ومدرباً على البساط، ولن أعتزل تلك الرياضة مدى الحياة.
وحول مشروع الجو جيتسو في الإمارات يقول الكعبي: «ليس لدي شك أن الإمارات تمضي بخطى ثابتة نحو الأمام للوصول إلى الرقم واحد في العالم، وليس أدل على ذلك من أن أبوظبي أصبحت عاصمة الجو جيتسو العالمية، باستضافة وتنظيم أقوى وأهم البطولات، وعاصمة القرار العالمي باحتضانها لمقر الاتحادين الدولي والآسيوي، مع قوة تأثيرها في تطوير اللعبة، ونملك الآن أفضل مدربين في العالم، وأفضل برنامج لنشر وتطوير اللعبة في العالم».