4 قتلى بهجوم انتحاري على قاعدة عسكرية يمنية
أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن مفجرين انتحاريين قادا سيارة محملة بالمتفجرات إلى قاعدة للجيش اليمني في محافظة البيضاء بجنوب البلاد أمس، مما أسفر عن مقتل جندي في هجوم أعلنت “القاعدة” مسؤوليتها عنه. وقتل جندي آخر في واحد من انفجارين استهدفا مبنى لقوات الأمن المركزي في بلدة المكلا الساحلية في جنوب البلاد، حيث قتل 26 شخصاً على الأقل قبل أسبوع. وقالت السلطات إنها اعتقلت عدداً من الأشخاص.
وقع الهجوم في البيضاء، والذي استهدف ثكنات قوات الحرس الجمهوري، بعد أيام من إعلان وزارة الداخلية أن لديها معلومات بشأن مؤامرة للقاعدة لنسف ما يصل إلى ثماني سيارات في العاصمة صنعاء ومدينة عدن الساحلية. وقال موقع للمعارضة إن الانفجار كان قوياً جداً، ووقع في دار النصر، وهي موقع عسكري للحرس الجمهوري. وأضاف الموقع أن سكان البلدة أفزعتهم قوة الانفجار الذي شعروا به على بعد كيلومترين، وألحق أضراراً بعشرات المنازل المجاورة، وهشم نوافذها.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى “رويترز” أعلنت القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت إنه انتقام من الجرائم التي ارتكبها الحرس الجمهوري.
وقالت الوزارة على موقعها الإلكتروني إن الهجوم في محافظة البيضاء وقع عند الفجر. وانحت باللائمة في الانفجار على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وذكر شهود عيان أن الهجوم دمر مبنى من ثلاث طبقات. وقالت مصادر عسكرية إن الهجوم الذي وقع عند السادسة صباحاً شنته “مجموعة من المسلحين”، تبادلت إطلاق النار مع أفراد الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وقالت وزارة الداخلية في موقعها على الإنترنت إنه جرى استهداف خط لأنابيب النفط مرة أخرى في وقت متأخر من مساء أمس الأول بمحافظة مأرب المنتجة للنفط شرقي صنعاء بعد توقفه عن نقل النفط جراء هجوم سابق. وأضافت أن انفجاراً أصاب خط الأنابيب في منطقة صرواح، وأنها اعتقلت أحد المشتبه بهم.
وعلى صعيد متصل، أعلنت وزارة الدفاع، عبر خدمة الرسائل النصية، نجاة قائد عسكري في اللواء 111، المرابط في بلدة “لودر” شمال أبين، من “كمين غادر بواسطة عبوة ناسفة”، متهمة تنظيم القاعدة بالوقوف وراء محاولة الاغتيال.
إلى ذلك، أصيب 16 جندياً على الأقل، بهجمات “عنيفة” شنها مسلحون متشددون على مواقع عسكرية ، مرابطة على ضواحي مدينة زنجبار. وقالت مصادر طبية متعددة في مدينة عدن، القريبة من زنجبار، لـ(الاتحاد)، إن قرابة 16 جندياً من اللواء 39 مدرع، و201 و31، وصلوا إلى مستشفيات خاصة وعسكرية في محافظة عدن، ويتلقون حالياً العلاج فيها جراء الإصابات المختلفة بالهجمات المباغتة التي نفذتها عناصر مسلحة تنتمي إلى تنظيم القاعدة في محافظة أبين.
وقالت مصادر مقربة من المسلحين لـ(الاتحاد) إن الهجمات استهدفت، ليل الجمعة السبت، مواقع تابعة للقوات الحكومية المرابطة في أطراف مدينة زنجبار من جهات عدة خصوصاً في منطقة الكود “لحمر” ووادي حسان”، جنوبي زنبجار، مشيرة إلى أن المسلحين هاجموا المواقع العسكرية بقذائف وأسلحة رشاشة. وقد أسفرت المواجهات بين الطرفين عن سقوط قتلى في صفوف مسلحي تنظيم القاعدة، لم يتسن لـ(الاتحاد) التأكد من أعدادهم.
وقال قائد عسكري ميداني في صعدة لـ(الاتحاد) إن “الحوثيين” استولوا أمس على إدارة أمن مديرية غمر”، شمال مدينة صعدة، المعقل الرئيس للجماعة المتمردة على الحكومة المركزية في صنعاء منذ العام 2004. وكان انفجار عبوة ناسفة استهدف، الجمعة، مسيرة احتجاجية لأنصار جماعة الحوثي بمدينة صعدة، أسفر عن مقتل شخصين، وإصابة 20 آخرين بجروح.
وأوضح القائد العسكري، الذي فضل عدم كشف هويته، أن وجود أجهزة الأمن في مديريات صعدة “شكلي وغير مجدي”، معللاً ذلك بأن “الحوثيين” يسيطرون بالكامل على المحافظة المحاذية للملكة العربية السعودية. وخاض “الحوثيون”، أواخر العام الماضي، مواجهات من أنصار الجماعة السلفية المتشددة، التي تتخذ من بلدة “دماج”، جنوب مدينة صعدة، مركزا رئيسا لنشاطها الديني منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي. وأسفرت هذه المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى، بينهم طلاب أجانب، يدرسون في مركز دار الحديث ببلدة دماج.
وفي هذا السياق، قالت وزارة الداخلية اليمنية، إنها وجهت السلطات الأمنية في صعدة “بمعرفة مصير عدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة الذين أصيبوا خلال المواجهات المسلحة بين “الحوثيين” و”السلفيين” في منطقة دماج خلال الفترة الماضية”. وأوضحت أن هذه التوجيهات جاءت بناءً على طلب تقدمت بها سفارات عربية وأجنبية إلى وزارة الخارجية اليمنية.
زعماء قبائل يطالبون بعزل أقارب صالح من الجيش
صنعاء (الاتحاد)- طالب زعماء قبائل في اليمن، على رأسهم شيخ قبيلة حاشد، صادق الأحمر، أمس الرئيس عبدربه منصور هادي، بعزل أقارب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، من مناصبهم في المؤسسة العسكرية والأمنية.
وانطلق زعماء وشيوخ قبائل، شكلوا العام الماضي “تحالف قبائل اليمن”، في مسيرة، شارك فيها المئات من أنصارهم، توجهت إلى المنزل الشخصي للرئيس هادي.
وقال مصدر قبلي قريب من الشيخ الأحمر، لـ(الاتحاد) إن زعماء القبائل سلموا هادي “رسالة، تضمنت عدداً من المطالب، أبرزها إعادة هيكلة الجيش وفق ضوابط مهنية ووطنية”، بالإضافة إلى “استكمال تحقيق أهداف الثورة الشبابية الشعبية”، التي اندلعت شرارتها الأولى منتصف يناير من العام الماضي.
كما طالب زعماء القبائل الرئيس الجديد بإعادة الخدمات الأساسية”، و”تحقيق الأمن والاستقرار”، بعد أن اتسعت دائرة الاضطرابات في متفرقة من البلاد، جراء الأزمة الناجمة عن موجة الاحتجاجات الشبابية.
إلى ذلك، حذر الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، الذي لا يزال يرأس حزب “المؤتمر الشعبي العام”، الشريك الرئيسي لائتلاف “اللقاء المشترك” في السلطة، من تداعيات استمرار أعمال العنف على مستقبل “التسوية السياسية”، التي تنظمها اتفاقية “المبادرة الخليجية” لحل الأزمة اليمنية.
وقال صالح في بيان نشره الموقع الإلكتروني لحزبه، إن “الإعمال الإرهابية الإجرامية لا تخدم السلم الاجتماعي والوئام، وإنما تعمل على تعطيل التسوية السياسية واستهداف أمن المجتمع”.
وأكد صالح وقوف حزبه وحلفائه في ائتلاف “التحالف الوطني الديمقراطي”، إلى جانب “القيادة السياسية، ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي”، لافتاً إلى أن “المؤتمر” وحلفاءه “يضعون كل مقدراتهم وإمكاناتهم وعلاقاتهم السياسية لدعم توجهات الرئيس هادي لإعادة الاستقرار والأمن، والشروع في تحريك عجلة التنمية، وإيقاف كل مشاريع التعطيل والتخريب للموارد والمكتسبات الوطنية”.
المصدر: صنعاء