سعيد ياسين (القاهرة)

رغم المطالبات العديدة بضرورة توزيع المهرجانات السينمائية المصرية على مدار العام، وألا تقتصر على فترة زمنية قصيرة، تجعل بعض هذه المهرجانات تتداخل في مواعيدها، إلا أن المأزق نفسه يتكرر سنوياً، ويحدث بصور جلية حالياً، حيث تتزامن الدورة الحادية والعشرين لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة التي تقام من 10 إلى 16 أبريل الجاري، مع الدورة الثانية لمهرجان «رؤى للفيلم المصري القصير» من 11 إلى 17 أبريل الجاري، وفي الوقت الذي يقام مهرجان الإسماعيلية بعيداً عن القاهرة، يقام مهرجان «رؤى» في الجامعة الأميركية وسط القاهرة.
وقال الناقد مجدي الطيب إن الفترة الحالية شهدت زخماً كبيراً في المهرجانات السينمائية سيعقبه كساد أكبر، بعد أن تخلو الساحة نتيجة الفوضى وسوء التنظيم وغياب الأجندة الحاكمة، التي يعول عليها في التنسيق بين المهرجانات السينمائية المصرية، من مهرجان واحد، حتى انطلاق الدورة 35 لمهرجان «الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط» من 8 إلى 13 أكتوبر المقبل.
وأشار إلى أن التخبط بلغ مداه في انطلاق الدورة الحادية والعشرين لمهرجان «الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة»، والثانية لـ«رؤى للفيلم المصري القصير»، ومن قبلهما بأيام قليلة الدورة الخامسة لـ«الإسكندرية للفيلم القصير»، في فترة واحدة تقريباً من 3 إلى 17 أبريل، رغم اهتمام المهرجانات الثلاثة بدعم الفيلم القصير، والارتقاء بأحواله، وتسليط الأنظار إليه، وهو ما يعني حرمان عدد كبير من المهتمين من متابعة فعاليات كل مهرجان على حدة، بعد إجبارهم على الاختيار بين واحد من المهرجانات الثلاثة فقط لحضوره ومتابعة تظاهراته، في الإسكندرية والإسماعيلية والقاهرة. وقال المخرج يوسف أبوسيف إن عدد المهرجانات السينمائية التي تقام في مصر يبقى قليلاً مقارنة بدول أخرى كثيرة، وأنه لا يرى صعوبة في إقامة مهرجانات كثيرة شريطة التنسيق التام بين إداراتها وعدم التضارب، سواء في اختيار المواعيد أو الأفلام، التي تشارك في غالبية المهرجانات، مع مراعاة الحالة المناخية لكل مدينة يقام فيها المهرجان، وأن يكون لهذه المهرجانات مردود فعلي على جميع المستويات يفيد المهرجانات والمدن التي تقام فيها، وقبل كل هذا جمهور المهتمين بفن السينما بشكل خاص، وأن تتوقف المهرجانات على جودة الأفلام المشاركة في مسابقاتها المختلفة، وأن توجه الدعوة إلى ضيوف مختارين وليس بطريق الواسطة والمحسوبية، وأكد الناقد طارق الشناوي على غياب التنسيق بين المهرجانات رغم قلة عددها مصرياً مقارنة بدولة مثل المغرب والتي يقام فيها 200 مهرجان، 100 منهم معروفة دولياً والباقي مهرجانات صغيرة، فيما طالب الناقد نادر عدلي بضرورة التنسيق بين المهرجانات مستنداً إلى أنها تستهدف نفس الجمهور من عشاق السينما، إضافة إلى إمكانية عرض أفلام متشابهة خاصة مع تشابه الجهات الممولة والداعمة لـبعض هذه المهرجانات، وأن يتم توزيعها على مدار العام بدلاً من حصرها في شهر أو موسم واحد. وكانت أقيمت ستة مهرجانات سينمائية مؤخراً، بداية من مهرجان «أسوان الدولي لأفلام المرأة 3» من 20 إلى 26 فبراير الماضي، ثم «شرم الشيخ للسينما الآسيوية 3» من 2 إلى 8 مارس، و«الأقصر للسينما الأفريقية 8» من 15 إلى 21 مارس، و«الإسكندرية للفيلم القصير 5» من 3 إلى 8 أبريل، وأقيم خلال شهر نوفمبر الماضي مهرجاني القاهرة السينمائي الدولي، والقومي للسينما المصرية.