دينا مصطفى (أبوظبي)
أكد برايان هوك المبعوث الأميركي الخاص بإيران، كبير مستشاري السياسات لوزير الخارجية لـ«الاتحاد» أن هناك ترحيباً كبيراً من الدول العربية بإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب وتضييق العقوبات الخناق على النظام الإيراني الذي يسعى إلى تنفيذ سياسته الخارجية الفاسدة. وشدد على علم الجميع بأذرع إيران المتوغلة في المنطقة، واعتبر أن سوء إدارة الاقتصاد الإيراني لملف العقوبات خطوة مهمة لردع أعماله التخريبية، وقال إن هناك الكثير من الشركات حول العالم التي تم تحذيرها من توفير الدعم المادي أو التعامل مع هذا النظام. وشدد على أن الإنذارات واضحة وأيضاً المسؤولية القانونية في حال تعامل هذه الشركات مع الحرس الثوري، وبالتالي يجب عليها أن تتفادى التعامل مع هذه الجماعة لان هذا سيصعب عليها تنفيذ سياساتها، ونأمل من خلال ذلك إرساء الأمن في المنطقة.
من جهته، قال ناثان سيلز منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية في تصريح لـ «الاتحاد»، إن أحد أهم أسباب إدراج الحرس الثوري كمنظمة إرهابية هو تهديدات إيران المستمرة لأمن دول الخليج ومواجهة هذه التهديدات غير المسؤولة. واعتبر أن خطوة إدراج الحرس الثوري سوف تقطع إمدادات هذا التنظيم بشكل أكبر، مؤكداً أنه لن يتمكن من تمويل ميليشياته المنتشرة حول العالم التي تحدث أعمال عنف وعدم استقرار وزعزعة للأمن. وأكد أن هذه الخطوة الهامة ستمنع هذا التنظيم من تمويل الميليشيات التي تنشر العنف، وتعيث فساداً في المنطقة. وقال إن القرار يأتي ضمن حملة الضغوط على إيران لردعها عن استخدام أسلوبها لزعزعة الأمن وتأتي الخطوة استكمالاً لما بدأ. وأكد سيلز في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في واشنطن وشاركت فيه «الاتحاد» عبر الهاتف أن تصنيف الحرس الثوري يسمح بالضغط على اقتصاده والملاحقة القضائية لكل من يتعامل مع هذا النظام وكل من يقدم الدعم لهذا النظام لن يتمكن من الدخول إلى الأراضي الأميركية. وقال إن يد الحرس الثوري ملوثة بالدماء، فالولايات المتحدة لن تنسى عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا من قبل النظام الإيراني، وهذا الإجراء للتأكد من عدم مساس قاسم سليماني قائد ما يسمى «فيلق القدس» لأي من الجنود الأميركيين. فيما أكد هوك أن وزير الخارجية مايك بومبيو كان واضحا في تحذير الشركات التي تتعامل مع إيران ضرورة أن تأخذ المسألة على محمل الجد. وعن تأثير هذا القرار على علاقة الإدارة الأميركية بالحكومة اللبنانية، شدد كل من سيلز وهوك على أن المساعي الدبلوماسية لن تتوقف بين البلدين فقد صنفت الولايات المتحدة الأميركية 70 تنظيماً إرهابياً منذ عام 1997، وهي تصنيفات تتغير مع تغيير الإدارات مع مرور الأعوام، ولم يؤثر ذلك على العلاقات الدبلوماسية الأميركية مع أي دولة. وقال إن العقوبات بدأت تثمر مستشهداً بخطاب زعيم «حزب الله» الإرهابي حسن نصر الله وهو يطلب التبرعات، وهذه تعد خطوة إيجابية كبيرة معناها أن الولايات المتحدة تسير في المسار الصحيح، وأن ميليشيات إيران في المنطقة تأثرت كثيراً بالعقوبات. ولا نعتقد أنه في مصلحة الشعب اللبناني أن يكون هناك تنظيم شبه عسكري يعرض حياة الشعب للخطر ويعطي الأولوية للأيديولوجية على حساب لبنان مشيراً أن زيارة بومبيو أخيراً إلى لبنان جاءت لتحدد المسارات مع الحكومة.
ردع «الحرس الثوري»
وعن تهديد إيران باستخدام القوة العسكرية كرد على لعقوبات الاقتصادية، قال هوك «إن إيران تندد بالولايات المتحدة وتهدد بموتها منذ أعوام»، مؤكداً أن المنطقة لن تعرف الاستقرار مع استمرار نفوذ الحرس الثوري، ونحن نعتقد أنه من خلال وضع هذه الوصمة على الحرس الثوري سوف يتم إنقاذ الأرواح البريئة وسوف يجعل منطقة الشرق الأوسط أكثر استقراراً وسوف يردع تدخلات إيران وتهديداتها في مضيق هرمز وغيره من المناطق من أعمال فاسدة ولن نخاف من إيران مثلما فعلت الكثير من الدول ولن ننصاع لمثل هذه التهديدات، ونحن لدينا مسؤوليات تاريخية لهذا النظام للحد من سياساته التوسعية في المنطقة لنجعل الشرق الأوسط أكثر استقراراً، ونحن نعتقد أن هذه المقاربة هي الأقرب لحماية الولايات المتحدة وحماية شركائنا في المنطقة. وقال هوك، إن إيران لم تستفد من الاتفاق النووي الذي رفع الحظر عن برنامجها الصاروخي . وأعرب عن أمله أن تنضم الدول الأوروبية إلى العقوبات المفروضة عليها وبطبيعة الحال، فالعقوبات تصب في مصلحة الدول لأوروبية ودول الشرق الأوسط. ورأى أنه يجب أن يكون هناك تفاهم بأن يتم عدم تفادي للعقوبات الأميركية، فالشركات الأوروبية عندما ترغب في أن يكون لديها أعمال سوف تحسن الاختيار، وتذهب إلى السوق الأميركية لان شراكتنا التجارية مع أوروبا أقوى من علاقاتها مع إيران.
وأكد سيلز من جانبه أن العلاقات الأميركية الأوروبية علاقات وثيقة، فهناك العديد من الملفات المشتركة بين الولايات المتحدة وأوروبا مثل مكافحة الإرهاب في إيران، وهناك اتفاق على عدم السماح للنظام الإيراني للقيام بأعماله الإرهابية على الأراضي الأوروبية واتخاذها كملعب لأعماله الإجرامية. وشدد على ضرورة توقف الإرهاب الإيراني في القارة الأوروبية.
وعن احتمالات قيام النظام الإيراني بأعمال إرهابية، أكد سيلز أن هذا لن يحدث، وشدد على أن تطبيق العقوبات سوف يردع الحرس الثوري عن القيام بأي تهديدات مماثلة، وقال إن تطبيق العقوبات جاء لهذا السبب خصيصاً لتهميش دور الحرس الثوري وتحجيم عملياته في المنطقة. ورأى أن الدول التي تعاني أعمال العنف مثل سوريا واليمن ولبنان تستحق أن تقف على قدميها وتمثل شعبها إذا أوقفت نفوذ إيران وطبقت العقوبات لقطع الأيادي الإرهابية. وقال عن استهداف شخصيات بعينها في العقوبات «إن النظام الإيراني لديه خطاب يمتد منذ أربعين عاما في إرهاب شعبه وقمعه وتقليم أظافر هذا التنظيم هو دعم للشعب الإيراني».