إقبال كثيف على انتخابات مجلس الأمة الكويتي
أدلى الكويتيون بأصواتهم امس في انتخابات مجلس الأمة الخمسين وسط إقبال كثيف لاسيما من العنصر النسائي، في الوقت الذي أشار فيه بعض المرشحين إلى وقوع عمليات شراء أصوات في بعض الدوائر·ويختار الناخبون اعضاء مجلس الأمة الخمسين للمرة الثانية في اقل من سنتين· ويتنافس 275 مرشحا على مقاعد البرلمان بينهم 27 امرأة يطمحن في تحقيق أول فوز بعد فشلهن في الحصول على مقعد واحد في انتخابات عام ·2006 ويحق لنحو 362 ألف كويتي نصفهم من النساء التصويت لكن العملية الانتخابية شهدت بداية بطيئة في يوم حار ومترب· كما يحق لكل شخص أن يصوت لعدد أربعة مرشحين فقط كحد أقصى· وذكرت وكالة الانباء الكويتية أن نسبة الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بحلول الظهيرة بلغت 25,6 في المائة·
وشهدت الحملة الانتخابية التي دامت شهرين احتجاجات واعتقالات وارتباكا بعد أن أعادت البلاد رسم الدوائر الانتخابية لضمان تمثيل أكثر توازنا في برلمان كانت تهيمن عليه التكتلات والتحالفات القبلية· واعتقل مرشحون كذلك بسبب مزاعم عن شراء أصوات وبموجب القواعد الجديدة التي خفضت عدد الدوائر الانتخابية من 25 إلى خمس دوائر لا يمكن لأحد التكهن بمن سيفوز· لكن محللين يقولون إن من المرجح أن يكون أداء الكتل الإسلامية والقبلية الرئيسية جيدا في الدوائر الكبيرة التي قد يعاني فيها المستقلون·
وقالت أماني البورسلي استاذة علم المالية بجامعة الكويت إنهم سيدخلون البرلمان لأنهم جزء كبير من المجتمع· لكنها اضافت أن من المتوقع حدوث تغيير كبير يتراوح ما بين 40 و50 في المائة بسبب الدوائر الانتخابية الخمس· وأضافت أنه سيحدث تغيير في الوجوه ولكن ليس في تشكيل المجلس·
واتهم أحد المرشحين المستقلين بعض الجهات بشراء أصوات الناخبين في بعض الدوائر الانتخابية، داعيا وزير الداخلية للتحقيق في الموضوع ومعاقبة المتورطين·كما اشتكى المرشح من ''حرمان المندوبين من دخول مراكز الاقتراع وبالتالي عدم اطلاعهم على سير العملية الانتخابية كما تقضي القوانين ذات الصلة''، منتقدا القانون الانتخابي الجديد الذي قلص عدد الدوائر من 25 إلى خمس فقط، لاسيما أن الحكومة أقرت هذا القانون في غياب مجلس الأمة·
ورغم تفاؤل المرشحات بأن تحقق المرأة الكويتية موقعا أفضل لها في هذه الانتخابات يشير المراقبون إلى أن فرصة النساء في الفوز تبدو ضئيلة جدا·وقالت المرشحة عن التحالف الوطني الديمقراطي أسيل العوضي إنها تؤمن بأن الناخبين سيقترعون لصالح التغيير، معتبرة أن وعي المرأة الكويتية السياسي في هذه الانتخابات يختلف كثيرا عما جرى قبل عامين· ولوحظ أن مراكز الاقتراع المخصصة للنساء شهدت إقبالا كثيفا منذ الساعات الأولى للتصويت، لكن من غير المعروف ما إذا كانت أصوات النساء ستذهب فعلا للمرشحات اللواتي يخضن الانتخابات· وقالت ربة المنزل الكويتية فاطمة مبارك في مكتب للاقتراع في الجابرية جنوب العاصمة الكويت ''اقترعت لصالح احد الوجوه الجديدة وهو يحمل برأيي افكارا جديدة''· وتجمعت النساء بالمئات امام هذا المكتب حتى قبل فتح مكاتب الاقتراع· واضافت مبارك ''سئمنا من الأزمات السياسية التي تحول دون تحقيق الإنجازات، كما اننا سئمنا من الكلام الذي لا يقرن بالأفعال''· وقدم بعض المقترعين المعوقين للإدلاء بأصواتهم على كراسيهم المتحركة· أما المرشح والنائب السابق عباس الخضري فقال إن ''الكويتيين تعبوا من الأزمات ··ونحن قلقون حيال مستقبل الديموقراطية اذا لم ينجح البرلمان والحكومة في التعاون معا''· من جهتها، أعربت المقترعة ذكريات عبد الله عن أملها في أن يركز البرلمان الجديد على مسائل مهمة مثل التربية والصحة وغلاء المعيشة· وقالت ''اقترعت لمصلحة التغيير للأفضل· أريد ان ينجح البرلمان المقبل في حل المشاكل التي تعاني منها المرأة الكويتية وفي مواجهة مشكلة ارتفاع الأسعار''· أما الناخب حسين احمد يوسف فقال ''اقترعت لمصلحة أربعة مرشحين جدد· أنا اتمنى لو يحصل تغيير يصب في مصلحة البلد والخلاف بين البرلمان والحكومة ليس في مصلحة البلاد''·
ويسعى 38 نائبا في البرلمان السابق الى الحفاظ على مقاعدهم اضافة الى 14 مرشحا كانوا يشغلون منصب نائب في الماضي·
المصدر: الكويت