صابون العطّار أبوحمزة يستهوي السياح
تلاقي بعض المهن رواجاً دون غيرها، نظراً لارتباطها بذاكرة الإنسان وتاريخه وبيئته، فمهنة ''بيع الأعشاب الشعبية'' موجودة في كل بلدان العالم، وكل بلد يعمل على استخدام وتصدير ما يزرعه منها·
لهذا حين التقينا حسن محمد عياد ''أبو حمزة'' كان محاطا بالأعشاب الشعبية التي يحبها ويوزعها على الرفوف حوله، ويخزّنها متبعاً أفضل الطرق للمحافظة على مذاقها وفوائدها· تشاركه هذه المهنة والاهتمام زوجته، بحيث باتا مع مرور الأعوام الطويلة أكثر تمرساً في هذه المهنة العابقة بشذا الروائح العطرية الجميلة·
يقتني أبو حمزة ويبيع في دكانه الصغير بقرية التراث في أبوظبي، مواد العطارة من الأعشاب مثل ''البابونج، الزعفران، الزنجبيل، الشمر، الشوفان، العصفر، الطرثوث، اليانسون، الزعتر'' وغيرها مما تتعدد استخداماتها، فمنها ما يُغلى بالماء ويُشرب فوراً، ومنها ما يُنقع ثم يجفف مجدداً، ومنها ما يُطحن·
لكن أبو حمزة يقول بتحفظ: ''أبيع عدة أصناف من الأعشاب الشعبية تتجاوز 40 صنفاً، لكنني لا أقدم خلال البيع أي معلومة عن فوائدها الطبية، خاصة أن جميع الأعشاب التي أبيعها تتوفر في مراكز رسمية لبيعها، ويشرف أخصائيون على توضيح فوائدها، لكنها في معظمها تفيد في تسكين آلام المعدة والحنجرة وحالات الزكام· وأكتفي بالإشارة إلى أنها تستخدم في بعض الوجبات الغذائية كمنكهات لذيذة المذاق''·
إلى جانب الأعشاب يبيع أبو حمزة أصنافاً متعددة وأنواعاً متميزة من الصابون المحلي الذي يُصنع في أبوظبي ودبي، منها صابون برائحة دهن العود والخزامي والنفل والأراك والمسك والعنبر التي تشتهر في الدولة وفي منطقة الخليج بشكل عام، بالإضافة إلى أنواع أخرى برائحة النعناع والمرمية والليمون والتفاح والبرتقال والغار التي تشتهر بها بلاد الشام·
يقول: ''كل الأصناف مرغوبة سواء من مواطني الدولة أو المقيمين على أرضها، لكن أبرز المشترين هم السائحون الأجانب الذين يحرصون على شراء هذه الأصناف من الصابون كونها مصنوعة من نباتات عطرية محلية وفاكهة مفيدة وشذية الرائحة في آن معاً''·
وعن مصدر بضاعته وأسعارها يقول: ''جميع الأصناف المتوفرة لدي مصدرها بيئتنا المحلية، إلاّ قلة قليلة تصنع من الأعشاب الآسيوية، وتُباع بأسعار تتناسب مع مختلف القدرات الشرائية للمقيمين في الدولة أو السياح، فثمة أعشاب وقطع صابون تبدأ أسعارها من 5 دراهم وصولاً إلى 100 درهم''· وبينما كانت كارين- سائحة، تدفع له قيمة مشترياتها، قالت: ''أحب روائح الأعشاب التي تباع هنا، وقد قرأت الكثير عنها لذا أعرف فوائدها واستخداماتها، واخترت أصنافا مختلفة منها (الزعفران، المرمية، الهيل، البابونج) لأحملها معي إلى بلدي''·
بينما قالت صديقتها مونيكا: ''أعجبتني رائحة الصابون المكون من الأراك والخزامي، فاقتنيت قطعا كثيرة لاستخدامي وكذلك هدايا لأصدقائي، من بينها صابون برائحة التمر وآخر برائحة المسك''·
المصدر: أبوظبي