أعلنت السلطات الايرانية امس الافراج عن خمسة من أصل تسعة ايرانيين من موظفي السفارة البريطانية المعتقلين في طهران للاشتباه بتورطهم في اعمال الشغب التي جرت بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، وأكدت «انها لا تنوي خفض علاقاتها الدبلوماسية مع الغرب». في وقت طالب رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون السلطات الايرانية بالإفراج عن جميع موظفي السفارة قائلا «ان اعتقالهم مدان وغير مقبول وغير مبرر وليس له أي أساس». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسن قشقوي «ان من اصل تسعة اشخاص اعتقلوا من موظفي السفارة أفرج عن خمسة ولا يزال الآخرون قيد الاستجواب»، واضاف «ان تلك الاعتقالات لا تعني خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية وان بلاده لا تنوي إغلاق سفارات في طهران ولا خفض مستوى علاقاتها مع بريطانيا او دول اجنبية اخرى. وقال «نحن لا نتصرف بانفعالية..اننا واقعيون جدا ونتحرك استنادا الى ادلة..إن اغلاق أي سفارة او خفض العلاقات ليس في أجندة ايران». وكان وزير الاستخبارات الايراني غلام حسين ايجائي قال «ان السفارة البريطانية تتعاقد مع عدد كبير من الموظفين المحليين وتستخدمهم لأغراض غير دبلوماسية وترسلهم بين المشاغبين ليدفعوهم الى تأجيج الاضطرابات». وأشار الى»ان من ضمن الممارسات التي قامت بها السفارة إرسال أفراد بين مثيري الشغب تحت غطاء الكوادر المحلية كانوا يقومون بجمع اخبار». وقال قشقوي «إن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الايراني منوشهر متكي ان بلاده ليس لديها أي نية للتدخل في الشؤون الداخلية لإيران وإن متكي رد بأنهم اذا اثبتوا ذلك حقا بالفعل فإنه يمكن ان يعتبر خطوة ايجابية». وأوضح أن بلاده تتوقع من السويد دفع ثمن الأضرار التي لحقت بالسفارة الايرانية في ستوكهولم يوم الجمعة الماضي حين احتشد نحو 200 محتج بعضهم يرتدي أقنعة وأخذوا يرشقون المبنى بالحجارة. وألقى اللوم في الحادث على جماعة ايرانية معارضة في المنفى الى جانب شيوعيين وملكيين، وذكر ان الحادث تسبب في اصابة ثلاثة عناصر من السفارة». وأدانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون معاملة النظام الإيراني «المشينة» لموظفي السفارة البريطانية، وقالت إنها تراقب الوضع بقلق بالغ وتستنكر مضايقة إيران للموظفين. وقال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني «إن مجموعة الثماني ستناقش الوضع في إيران، ومن المرجح أن توافق على تبني عقوبات عندما تجتمع في إيطاليا من الثامن إلى العاشر من يوليو المقبل، وأضاف «إنه لا يريد أن يعلن أي قرارات مقدما، لكنه بعد أن تحدث لشركائه في مجموعة الثماني، يعتقد أن الأمور ستسير في هذا الاتجاه». وأكدت الحكومة الألمانية أمس مواصلتها متابعة تطورات الوضع في إيران بقلق واهتمام. وأشار نائب المتحدث باسم الحكومة توماس شتيج إلى عدم صدور ردود مقنعة من قبل القيادة الإيرانية على الاحتجاجات المستمرة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة. لكنه اوضح أنه من المبكر جدا في الوقت الحالي الحديث عن طبيعة العلاقات بين برلين وطهران في المرحلة المقبلة. من جهة اخرى استدعت إيران امس سفيرها في باكو للتشاور بعد زيارة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز لاذربيجان. وقالت وكالة الطلبة الايرانية إن استدعاء السفير يأتي بعد التهديدات التي وجهها السفير الاسرائيلي في باكو الى إيران خلال زيارة بيريز. ونشرت وكالة «فارس» شبه الرسمية للانباء تقريرا مماثلا. وكان بيريز قال في 21 يونيو معلقا على الأحداث التي أعقبت انتخابات الرئاسة في إيران «إنه يتمنى أن تزول الحكومة الإيرانية الحالية».