البصل يجلب السعادة ويمنع هشاشة العظام
الشارقة (الاتحاد) - يعد البصل من أبرز أطعمة السعادة، فليست الشيكولاتة وحدها فقط الطعام الذي يجلب الشعور بالفرح والانتعاش، فقد كشفت دراسة بريطانية أصدرت قائمة غذائية تضم أكثر المأكولات التي تجلب السعادة للإنسان، أن البصل يتصدر تلك المأكولات من دون منازع، حيث أكدت الدراسة أن البصل هو أكثر المأكولات التي تجلب السعادة والسرور وبسعر غير مكلف، كما ضمت قائمة الدراسة أيضا أطعمة أخرى تجلب السعادة إلى جانب البصل، وهي أيضاً الجزر والفول والموز والبطاطس. وأجريت الدراسة على مائة من السلع الغذائية الأساسية، لمعرفة مدى السعادة التي تجلبها المأكولات وبأسعار منخفضة، وقد كان من الغريب أن يتصدر البصل القائمة، حيث تبددت الأسطورة القائلة إن الشيكولاتة هي سر السعادة.
الخسارة العظمية
كشف بحث طبي جديد أجراه علماء في سويسرا، عن مركب طبيعي في البصل فعال في تقوية العظام وتقليل خطر إصابتها بالترقق والهشاشة، حيث قال باحثون في جامعة بيرن، إن هذا المركب أثبت فعاليته في تقليل الخسارة العظمية عند استخدامه على خلايا العظم المستخلصة من الفئران المخبرية، ما يدل على أن تناول البصل باستمرار يمنع هشاشة العظام، خصوصا عند السيدات المسنات الأكثر عرضة للإصابة.
كما وجد الباحثون بعد تحليل المركبات الكيميائية النشطة الموجودة في البصل الأبيض، أنها أكثر مركب مسؤول عن تقليل الخسارة العظمية هو الـ (جي بي سي أس)، ولاحظ الباحثون بعد عزل مجموعة من خلايا العظم وتعريضها لهرمون (باراثايرويد) المنشط لخسارة العظام، ثم تعريض بعضها للمركب، أنه قام المركب بمنع فقدان المعادن العظمية بصورة كبيرة وخصوصا الكالسيوم، وذلك بمقارنتها مع الخلايا التي لم تتعرض له، فالعظام في الحالة الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج المليء بالمسامات الصغيرة، وفي حالة الإصابة بهشاشة العظام يقل عدد المسامات وتصبح العظام أكثر هشاشة وتفقد صلابتها، وبالتالي يمكن أن تنكسر بمنتهى السهولة، والعظام الأكثر عرضة للكسر في المرضى المصابين بهشاشة العظام هي عظام الورك والفخذ، والساعد والعمود الفقري. من جانب آخر، أفادت دراسة طبية حديثة بأن تناول البصل الأخضر يعد أفضل وقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب خاصة السكتة القلبية، حيث يحتوي البصل الأخضر على مادة (البلوتين) التي توجد أيضا في الشاي بمختلف أنواعه، وفي التفاح ولكن بنسب أقل عن تلك الموجودة في البصل الأخضر، وأوضحت الدراسة أن تناول كمية تتراوح بين مائة إلى مئتي جرام من البصل الأخضر بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع له فائدة كبيرة تشبه فعل السحر.
الكرة الذهبية
زيت البصل يحتوي على فيتامين (س) المضاد للتعفن والمنشط للهرمونات الجنسية المقوية للرجال، ومادة (الكلوكنين) وهي مثل الأنسولين تضبط السكر في الدم، ولذا فإن البصل من الأدوية المفيدة لمرضى السكر، ويوجد به كبريت، وحديد، وفيتامينات مقوية للأعصاب.
كما يحتوي زيت البصل على مواد مدرة للبول والصفراء، ومنشطات للقلب والدورة الدموية، وبه خمائر وأنزيمات مفيدة للمعدة، ومواد منبهة ومنشطة للغدد والهرمونات، وقد ثبت أن في زيت البصل مضادات حيوية أقوى من البنسلين والأورمايويسين، والسلفات، من أجل ذلك فإنه يشفي من السل والزهري والسيلان، ويقتل كثيراً من الجراثيم الخطيرة، ولهذا وجد أن الفلاح الفقير الذي يعتمد على طعام يكثر فيه البصل الطازج أصح وأقوى من الثري الذي يأكل ما لذ وطاب وهو في رغد من العيش.
وقال المؤرخ اليوناني القديم هيرودوت «عجبت للمصريين كيف يمرضون ولديهم البصل والليمون»، وكان هيرودوت يسمي البصل بالكرة الذهبية لما فيه من المنافع الغنية، ولهذا لا يخلو منزل من وجود البصل، ولا تحلو كثير من الأكلات إلا بوجود البصل، فقد عرف الفراعنة البصل في مصر وقدسوه وخلدوا اسمه في كتاباتهم على جدران الإهرامات والمعابد وأوراق البردي، وكانوا يضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة لاعتقادهم أنه يساعد الميت على التنفس عندما تعود إليه الحياة.
كما ذكر أطباء الفراعنة البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرامات، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدرا للبول، ويروي بعض مؤرخي القارة الأميركية أن الهنود الحمر عرفوا البصل وتداولوا استعماله واطلقوا عليه اسم «شيكاجو»، وسميت مدينة «شيكاجو» باسم البصل، ومعنى شيكاجو القوة والعظمة.