محمد عبدالسميع (الشارقة)

نظمت دائرة الثقافة في الشارقة، مساء أمس الأول، بمقر النادي العربي أمسية قصصية بعنوان «المكان في القصة الإماراتية»، قدمها الشاعر فوزي صالح، وتحدث فيها الناقد عبد الفتاح صبري، من واقع تجربته في رصد ومتابعة الحركة القصصية في الإمارات منذ ثمانينات القرن الماضي.
وتحدث صبري عن مسيرة القصة الإماراتية وتطورها، مشيراً إلى أن القصة الإماراتية كانت تقدم في شكل مشهدي يغيب في غالبه المكان، وتفسير ذلك كما يقول صبري يعود إلى طبيعة المكان البدوي الذي فتح معظم الكتاب أعينهم عليه، وهو مكان مفتوح لا حدود له، فغاب ذلك التعالق الذاتي المكاني عن مضمون النص القصصي الذي يدور أغلبه في أجواء تقليدية، وظل الأمر على هذه الحال تقريباً، حتى وصلنا إلى بداية الألفية الثالثة، حيث حدثت نقلة جد مهمة في تاريخ السرد الإماراتي بظهور ما يسمى عند متتبعي صيرورة فن القصة في الإمارات «جيل الألفية الثالثة» الذين اعتبروا المكان صانع الحدث في أي نص قصصي، فالكاتب يهندس المكان ليتوافق مع الشخصية في تعالق حميمي يحمل في غالبه بعداً رمزياً.
وقال صبري إن هذا التعالق بين الشخصية والمكان تجسد في نصوص قصصية نسائية، وجهت في المقام الأول إلى رفض استبداد الرجل، والدعوة إلى تمكين المرأة من مشاركة الرجل في الحياة، فكانت كتابات عائشة الكعبي وفاطمة المزروعي والدكتورة فاطمة المزروعي وروضة البلوشي، وفاطمة الهديدي، من بين نصوص عدة وظفت المكان توظيفاً رمزياً تواشجت فيه مشاعر الشخصية مع صورة المكان فكان للمكان دور محوري في نصوص هؤلاء الكاتبات.