باسم ياخور: العمل رسالة محبة وتسامح ضد القتل والتشدد
يواصل المخرج السوري أسامة الحمد تصوير مسلسله الجديد (الانفجار) الذي يكشف عن جرائم الإرهابيين ضد المواطنين وعن النتائج الوخيمة التي تلحق بالمجتمع وبأسر الإرهابيين أنفسهم جراء هذه الجرائم.
وتجري أحداث المسلسل المثيرة والشائقة ضمن محاور درامية تعكس حياة المواطنين الآمنة، وكيف يحولها الإرهاب إلى جحيم، ليسرق منهم الطمأنينة، ولينعكس على حياة هذه الأسر مرارة وتشتتاً وضياعاً.
تفجير حافلة ركاب
الإرهاب لا يزال يضرب في أكثر من مكان في البلاد العربية والعالم، وسوريا التي تنعم بالأمن والأمان منذ أكثر من عقدين كانت قد تعرضت لعمليات إرهابية مؤلمة، وقد اتخذ المسلسل من حادثة تفجير حافلة ركاب على الطريق البري بين دمشق وحلب قبل عقود منطلقاً لأحداثه، حيث توحي المجموعة الإرهابية لمنفذي الجريمة (أن ركاب هذه الحافلة هم من أعداء الوطن، رغم أنهم مواطنون عاديون أبرياء وبسطاء، وتقع الجريمة المروعة لينجم عنها تدمير حياة عدد من الأسر، فعائلة (أبو سامر) تفقد ابنها الوحيد سامر الطالب في كلية الهندسة، وعائلة (أبو عامر) التي تعبّر عن طيبة الأسر السورية، يصاب ابنها (سومر) في الانفجار إصابة بالغة تؤدي إلى شلل أطرافه السفلية، وفقدانه لقدرته على القيام بواجبه كزوج، رغم أنه في ريعان شبابه، وزوجته (ليلى) حامل.
ولم يمض على زواجهما أكثر من عام، مما يحول حياة هذه الأسرة إلى جحيم. أما عائلة ناصر الذي يستشهد، فإن زوجته تحاول الحفاظ على الأسرة دون جدوى، حيث يضيع أفرادها، أما أبو جواد الذي فقد ابنه جراء الانفجار فيصاب بصدمة قاسية تفقده التوازن، وتجعل منه رجلاً سلبياً متشائماً.
ومن داخل هذه الأسر التي ابتليت بجريمة الإرهابيين تستمر محاور العمل الدرامية على خلفية اجتماعية بوليسية مثيرة، لتبعث برسالة إنسانية عميقة وحاسمة (لا للإرهاب والإرهابيين)، ولتكشف أن الإرهاب لا دين له، وأن الإسلام هو دين التسامح والمحبة، ولا يمكن للإرهابيين أن يتستروا وراءه، لأنه براء منهم ومن جرائمهم.
وثيقة من لحم ودم
يقول مخرج العمل أسامة الحمد: إن هذا العمل يشكل وثيقة حية ـ من لحم ودم ـ لإدانة الإرهاب ومحاربته أينما وجد، وهو لا يكتفي بمتابعة مسار الأسر المنكوبة من جريمة الانفجار، بل يمنح المشاهد التفاؤل والثقة ويعزز الإيمان بالوطن، لأن العدالة ستطال كل مجرم، كما يطرح جوانب إنسانية شفافة، منها قصة حب حزينة، لكنها جميلة أيضاً، لأن الحب يولد من الألم، لنعيش حكاية حب رومانسية.
ويشير المخرج إلى أنه حرص في عمله على مخاطبة الناس البسطاء الذين يستهدفهم الإرهاب دون ذنب اقترفوه، وهو يعرض للحالات المأساوية التي خلّفها في الأسر المنكوبة، ويتوقف أسامة عند حكاية الأسرة الثرية التي تفقد ابنها في حادثة التفجير، حيث ذهب مع صديقه وزميل دراسته في رحلة إلى حلب، فإذا هي رحلته الأخيرة، ليكتشف الأب الملتاع أنه فقد وريثه الوحيد، فيقرر بعد فترة الزواج مرة أخرى كي ينجب ولداً آخر، وتنعكس رغبته على زوجته وبناته، وتخيم أجواء المصيبة على البيت.
ويضيف أسامة: إن العمل لا يعرض فقط نتائج الجريمة على الضحايا الأبرياء، وإنما يتناول أيضاً شخصية الجاني ومصيره الأسود، وكذلك مصير أسرته، فالمجرم الذي قام بتفجير الحافلة كان قد أُعلم كذباً بأن التفجير لن يتم إلا بعد أن يغادر هو الحافلة، لكن التفجير يودي به مع ضحاياه إلى الموت، حيث تتشرد زوجته وطفلاه، ويعانون من الشقاء، كما أن رئيس المجموعة الإرهابية يواجه التشرد والأيام السوداء حتى يقع في قبضة العدالة وينال قصاصه العادل.
ويؤكد أسامة أن هذا العمل الذي يفضح الإرهاب يمكن إسقاطه على معظم الجرائم الإرهابية التي حصلت في كثير من بلدان العالم، وهو يعرّي الفكر الإرهابي والتطرف، ويوضح بجلاء أن الإسلام يدين الإرهاب والإرهابيين.
ضد الإرهاب
كتب مسلسل (الانفجار) أسامة كوكش، وهو مؤلف من ثلاثين حلقة، وسيكون جاهزاً للعرض في رمضان المقبل، ويشارك فيه نخبة مميزة من نجوم الدراما السورية، في مقدمتهم باسم ياخور ـ تاج حيدر ـ كندة حنا ـ مريم عطا الله ـ زهير رمضان ـ خالد تاجا ـ محمد حداقي ـ فادي صبيح ـ عبير شمس الدين ـ مرح جبر، إضافة إلى الفنان الكبير خالد تاجا.
ويلعب الفنان باسم ياخور دور البطولة في العمل، ويؤكد أن ما يشهده العالم من أعمال إرهابية يندى لها الجبين، ويصيب المؤمنين الحقيقيين بالصدمة، لأن الدين براء من هذا التعصب المتشدد الذي يؤدي إلى قتل الآخرين دون ذنب، ولا أحد في هذا العالم مسلماً كان أم مسيحياً يقبل بسفك الدماء.
ويجسد الفنان زهير رمضان شخصية التاجر الدمشقي الذي فجع بفقدان ولده الوحيد في الانفجار الإرهابي. أما النجمة عبير شمس الدين فتلعب دور الزوجة الجديدة لأب فقد زوجته في الانفجار، وتركت له ولداً صغيراً، وتصف عبير العمل بأنه شجاع وجريء ويتصدى لكشف الإرهاب وآثاره المدمرة على الصعيد الاجتماعي، وتأمل أن تصل رسالته إلى جميع الناس، لأنها رسالة محبة وخير.
المصدر: دمشق