عبدالله عامر (أبوظبي)

أكد صالح العبيدلي المحامي والمحكم الرياضي وعضو مؤسسة الجمعية الدولية لمحامي كرة القدم «أياف»، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أصدر الدليل الإرشادي حول الآثار السلبية لفيروس كورونا على كرة القدم، وأوضح أن قرار الفيفا جاء واضحا باعتبار وباء «كورونا» يصنف ضمن القوة القاهرة، وهو ما يعرف في القانون بأنها الظروف التي تعفي الأطراف المتعاقدة من الوفاء بالتزاماتها عندما يستحيل تنفيذ هذا الالتزام.
وقال العبيدلي إن هذا يحدث للمرة الثانية تاريخياً بعد الحرب العالمية الثانية، موضحاً أن الاتحاد الدولي صنف النقاط ذات الأهمية، وأولها عقود اللاعبين التي تنتهي مع ختام الموسم الحالي في يونيو القادم، والعقود التي ستبدأ في فترة إعداد الأندية، والعقود التي تتعلق بفترات الانتقال، وهذا يتوقف على استمرارية الدوريات المختلفة وتاريخ انتهائها.
وأضاف العبيدلي أن الفيفا وافق على تخفيض رواتب اللاعبين، من أجل حماية الأندية من الإفلاس، موضحا أن الأندية تعتمد في مداخيلها على تواصل النشاط، حيث تحصل على مبالغ مالية من البث التلفزيوني والرعاية التجارية والحضور الجماهيري وهو الأمر الذي توقف الآن مع توقف المباريات.
وأشار إلى أن تخفيض الرواتب يقلل التكاليف على الأندية، خصوصا أن الرواتب في بعض الأندية تصل نسبتها إلى 60% من قيمة مصروفات الأندية، وفي حالة عدم التوافق بين الأندية واللاعبين وفي ظل عدم وجود قانون وطني يحل الخلاف الدائر بين الطرفين، فإن الاتحاد الدولي أوكل لغرف فض المنازعات الاعتراف بخفض أجور اللاعبين إذا لم يكن تعسفياً.
وأضاف: الدليل الإرشادي حدد خمسة معايير لاعتبار قرارات تخفيض الرواتب قانونية، هي أولا، أن يكون النادي قد سعى للاتفاق مع اللاعبين، ثانيا، أن يكون الوضع الاقتصادي للنادي يحتم تخفيض الرواتب، ثالثاً، أن تكون هناك نسبة وتناسب بين الراتب ومبلغ التخفيض، رابعاً، أن يكون الراتب الصافي المتبقي للاعب بعد التخفيض يكفي لتوفير حياة كريمة للاعب، خامساً، هل يتم التخفيض على كافة اللاعبين أم على لاعبين بعينهم. وأضاف، كافة القرارات قابلة للطعن عليها من محكمة التحكيم الرياضي «كاس».
وأكد العبيدلي بأن الأندية هي المسؤولة عن قرار التخفيض، ويجب عليها إخطار جميع اللاعبين بأنها أمام قوه قاهره تؤثر على قدرة النادي في الوفاء بالتزاماته، واستشهد العبيدلي بنادي يوفنتوس الإيطالي الذي توصل إلى اتفاق مع كافة اللاعبين والطاقم الفني، ونجح في توفير مبلغ وصل إلى 90 مليون يورو كذلك نادي بايرن ميونيخ الألماني إلى اتفق على تخفيض 20% من الرواتب الخاصة باللاعبين كما أن أندية إسبانية مثل برشلونة وريال مدريد قد خفضت أجور لاعبيها بنسبة وصلت إلى 70%.