حددت المفوضية القومية للانتخابات السودانية يوم الثلاثاء المقبل موعداً لإعلان النتيجة النهائية للانتخابات التعددية العامة في البلاد، وأشارت إلى أن عملية الفرز ستبدأ بعد غد الجمعة وأكدت المفوضية أن (27) مرشحاً سيتم إعلان فوزهم بالتزكية. وكشفت المفوضية بأنها ستجري عمليات الاقتراع في عدد من الدوائر التي أعلنت تجميد الاقتراع فيها بعد إعلان النتيجة العامة خلال شهرين حسب قانون الانتخابات ويشمل التجميد عدداً من دوائر المجلس الوطني والدوائر التشريعية مؤكدة تراجع حالات الشكاوى من الأخطاء التي صاحبت العملية في بدايتها. وشهدت مراكز الاقتراع في الانتخابات السودانية بالعاصمة الخرطوم ومعظم الولايات أمس تراجعاً في إقبال الناخبين في اليوم الرابع لعملية الاقتراع، وعزا مسؤولو لجان الاقتراع السبب في تراجع أعداد الناخبين الى إكمال معظمهم عملية التصويت خلال الأيام الثلاثة الماضية. وتستأثر التوقعات بفوز الرئيس عمر البشير والاستتباب الأمني الذي صاحب الانتخابات جل أحاديث السودانيين في منتدياتهم وجلسات الشباب على قارعة الطريق وفي الأسواق والبيوت، فيما تراجع الاهتمام بشأن دارفور ولا هم للناس في الخرطوم سوى الانتخابات ومواقف المعارضة منها وأخطاء المفوضية وموقف أميركا تجاه العملية الانتخابية التي تباينت الرؤى حولها بين الرفض والقبول. ويواصل الناخبون عملية التصويت بحماس مصطفين تحت أشعة الشمس المباشرة وتري ملابسهم وكأنها غسلت بالماء من كثرة التعرق نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في انتظار الوصول إلى صناديق الاقتراع واختيار مرشحيهم. وفي هذا الإطار سجلت تقارير الهلال الأحمر السوداني (9250) حالة رعاف وصداع بسبب وقوف ناخبين تحت أشعة الشمس الساخنة. وشهدت عملية الاقتراع في يومها الرابع انسحاب بعض المرشحين ومن بينهم مرشحا الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) والحركة الشعبية بمنطقة دردوق ببحري الدائرة القومية 18 والولائية 25 احتجاجاً على “تجاوزات ارتكبتها لجان المفوضية” . الى ذلك، قرر أربعة مرشحين بولاية البحر الأحمر انسحابهم من السباق الانتخابي لذات السبب. كما قررت 10 أحزاب سياسية تجميد مشاركتها في العملية الانتخابية ببعض المراكز في ولاية غرب بحر الغزال . مستشار البشير: سنعرض على المعارضة المشاركة في «حكومة ما بعد الانتخابات» الخرطوم (ا ف ب) - أعلن حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير الذي بات يضمن الفوز في الانتخابات الرئاسية، أنه في حال فوزه سيدعو المعارضة، بما فيها الأحزاب التي قاطعت الانتخابات، إلى المشاركة في الحكومة. وقال مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين العتباني أمس “لقد كان موقفنا واضحاً بأنه أمام التحديات التي تواجه الأمة، لن نسعى إلى تشكيل حكومة من حزب واحد. نريد لحكومتنا أن تكون أوسع ما يمكن”. وأضاف خلال لقاء مع الصحفيين “إذا فزنا في الانتخابات، إذا فاز الرئيس في الانتخابات، عندها ستكون الخطوة التالية هي تشكيل الحكومة..سنوجه الدعوة إلى كافة الأحزاب حتى تلك التي لم تشارك في الانتخابات لأننا نؤمن بأننا نمر في مرحلة حرجة في تاريخنا”. وقال العتباني “للأسف وعلى الرغم من الكثير من المحادثات معهم ومحاولات إقناعهم بالمشاركة في الانتخابات، اختار بعضهم عدم المشاركة وهو أمر مؤسف ولكنني ما زلت اعتقد أن المهم ليس الأسماء الكبيرة التي تشارك في الانتخابات، وإنما نسبة المشاركة”. ولدى سؤاله عن استعداد المعارضة للانضمام الى الحكومة مع المؤتمر الوطني، قال العتباني “إن ذلك سيكون من مصلحتها”. وأضاف “إذا اعترف الفاعلون الدوليون والمؤسسات الدولية بالانتخابات، فهذا يعني أن الحكومة معترف بها”. وتابع “إذا قرروا ألا ينضموا إلى الحكومة، إذا قرروا عدم إعارة الاهتمام للعرض ، فإنهم سيعزلون أنفسهم”. وقال “في رأيي أنه لا يمكن لأي سياسي سديد الفكر أن يرفض مثل هذا العرض”. وفي إشارة إلى استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان والمقرر تنظيمه في مطلع 2011، قال العتباني “هذا أمر حاسم..السودان يمر بمرحلة مصيرية ونحن عازمون على التعاطي معها بهدف تعزيز الوحدة الوطنية قدر الإمكان..ونحن نتطلع إلى تنظيم استفتاء نزيه وعادل في 2011”. إخراج مراقبين من مراكز في الجنوب الخرطوم (ا ف ب) - أعلنت جمعية سودانية تشارك في مراقبة الانتخابات أمس أن عدداً من مراقبيها أُرغموا على الخروج من مراكز اقتراع في جنوب البلاد. وأكدت الشبكة السودانية للديمقراطية والانتخابات (سقدي) أن رجال الأمن أرغموا مراقبيها على مغادرة عدد من مراكز التصويت في جوبا، عاصمة جنوب السودان. وقالت الشبكة “لمسنا هذا التوجه امس (الأول) عندما قام عناصر من الأمن لم يكشفوا عن هوياتهم بإخراج 19 من المراقبين المحليين من ثلاثة مكاتب اقتراع في دائرة كاتور”. وأكدت الشبكة أن 14 من المراقبين هم من منتسبيها. وأضافت في بيان أن المراقبين اقتيدوا إلى مقر الأمن العام واحتجزوا الثلاثاء في مركز شرطة كونيو كونيو، في السوق الشعبي لجوبا. ولم يفرج عن المراقبين سوى أمس بفضل جهود مسؤولين اميركيين ومن الأمم المتحدة في المنطقة. خط 606 لتلقي الشكاوى الخرطوم (ا ف ب) - خصصت المفوضية القومية للانتخابات السودانية الخط المباشر 606 لكل من لديه سؤال بشأن مكان التصويت أو من لا يجد اسمه على كشوفات الناخبين أو يواجه مشكلة في مركز اقتراع، للحصول على إجابات وسط حالة الارتباك التي تحيط بالانتخابات السودانية. ويعمل في المركز نحو عشرين موظفاً يضعون سماعات على آذانهم ويسجلون الشكاوى على شاشة الكمبيوتر. وتتولى ادارة المركز شركة “ايديال مايكروسيستمز” السودانية التي وقعت عقداً مع المفوضية القومية للانتخابات لتأسيس مركز الخدمات الانتخابية، وبالتالي تطور العملية الانتخابية أولاً بأول. وقال سامي أحمد مدير الشركة “في اليوم الاول تلقينا اتصالات بشأن مشكلات كثيرة في العاصمة الخرطوم.. اتصل الناس ليسألوا عن أماكن مراكز الاقتراع وشكا بعضهم لأنهم لم يجدوا أسماءهم في الكشوفات ولأن مراكز الاقتراع لم تفتح”.