فيروس كورونا، تحدٍ حقيقي، وضع العالم أمام مواجهة واسعة، تسببت بوقف قطاعات إنتاجية، وتأجيل مشاريع وطنية، وإنفاق مالي واسع، وتباطؤ اقتصادي عام، ووقف الحراك السياسي الدولي على أكثر من صعيد، واتخاذ خطوات حازمة بالحجر على ملايين البشر في منازلهم، للخروج من هذه الأزمة، كل وفق إمكاناته وقدراته البشرية والإدارية والمالية.
أمام هذا التوقف، ينشط قطاع واحد، وهو القطاع الصحي الذي يقف بكل صلابة أمام هذه الجائحة التي تهدد حياة البشر، ويواصل أفراده الليل بالنهار، سواء في المؤسسات الصحية والمستشفيات أو مراكز البحوث والمختبرات، لعلاج المصابين والوصول إلى ترياق في أسرع وقت يعيد الحياة إلى طبيعتها الأولى.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يشخص حال هذه الأزمة في تأكيده على أن الاقتصاد والسياسة تراجعا أمام الوباء، في حين يتصدى له القطاع الصحي الذي تبين أنه ليس ملجأ ومنجى البشرية فقط، وإنما هو ملاذ السياسة والاقتصاد للخلاص من تبعات الوباء.
إن سياسة الإمارات ارتكزت منذ قيام الدولة، على السير بتوازٍ في تطوير مختلف القطاعات بالدولة، ووضعت صحة الإنسان على رأس أولوياتها، بتجهيز بنية تحتية صحية حديثة، وتأمين تجهيزات وكفاءات بشرية، وهو ما يفسر إدارتها المثلى في مجابهة هذه الأزمة العالمية، ويؤكد رؤيتها الثابتة والثاقبة بأن الإنسانية هي المحرك الذي يجب أن يسود المنظومة العالمية سياسياً واقتصادياً.

"الاتحاد"