سامي عبد الرؤوف (دبي)
تحظى كوادر القطاع الصحي التي تقف في الخطوط الأمامية في مواجهة «كورونا» بدعم القيادة الرشيدة بدولة الإمارات، وينالون كل الاحترام والمساندة من الجهات المعنية كافة، سواء الاتحادية أو المحلية، فضلاً عن الاحترام الكبير والتقدير لدورهم الكبير من أفراد المجتمع كافة، سواء المواطنين أو المقيمين.
ويأتي التقدير منقطع النظير لكوادرنا الطبية على اختلاف تخصصاتها ومهامها الوطنية، من أهمية الدور الحيوي، والجهود الكبيرة التي يبذلونها مواصلين العمل بالليل والنهار، في معركتهم لهزيمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، الذي يمثل أزمة عالمية أدت إلى تداعيات صحية واقتصادية واجتماعية وسياسية يعاني منها العالم.
اللافت في النموذج الإماراتي الذي حظي بإشادة منظمة الصحة العالمية ودول العالم، أن دولة الإمارات تقدم الدعم لغيرها من الدول الصديقة والشقيقة، بما فيها العديد من الدول الكبرى، لتساعدهم في تخطي وتجاوز تداعيات انتشار الفيروس في هذه الدول، حيث قدمت الإمارات الدعم لعشرات الدول والشعوب.
ويعتبر «الجيش الأبيض» الإماراتي، أحد العلامات المضيئة في هذا الظرف الاستثنائي، حيث تمكنت الكوادر الطبية من تقديم صورة ناصعة للرداء الأبيض ذي المهمة الإنسانية الراقية، إذ يعملون بجد وحب وإخلاص، ويساعدون المصابين بفيروس «كورونا» صحياً ويدعمونهم نفسياً، ما جعل الكثير من الحالات المصابة تتعافى في أسرع وقت ممكن.
ويواصل أصحاب الرداء الأبيض المواطنون والمقيمون الليل بالنهار، حيث يجدون هذه الأزمة فرصة لرد جزء من جميل الوطن، والتعبير عن الحب للإمارات، والتعبير عن شكرهم للقيادة الرشيدة التي تساندهم وتدعمهم وتقدر ما يبذلونه من وقت وجهد وتضحية.
وكشفت الإحصائيات الرسمية التي حصلت عليها«الاتحاد»، أن القوام الأساسي للجيش الأبيض الإماراتي، هو 118 ألفاً و121 شخصاً من العاملين بالقطاع الصحي على مستوى الدولة، سواء في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، أو القطاع الصحي الخاص، ويشمل هذا العدد مختلف التخصصات.
ويضم الجيش الأبيض 24 ألفاً و345 طبيباً وطبيبة من المواطنين والمقيمين في الدولة، و4273 طبيباً وطبيبة أسنان، و8469 صيدلانياً وصيدلانية، بالإضافة إلى 55 ألفاً و158 ممرضاً وممرضة، و23 ألفاً و876 من الفنيين العاملين في المختبرات ومراكز التحليل وأقسام الأشعة.
ويعتبر الإسعاف والعاملون بهذا المجال، النقطة الأولى في خط دفاعنا في التعامل مع فيروس«كورونا»، حيث يعدون أول العاملين الصحيين الذين يتوصلون عن قرب مع المصابين، ويقومون بنقلهم إلى المستشفيات.
ويضم هذا القطاع العاملين في الإسعاف الوطني الذي يقدم خدمات متميزة في العاصمة أبوظبي، وعدد من إمارات الدولة، بالإضافة إلى مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، التي تضم 1200 مسعف ومختص مؤهلين للتعامل مع الظروف الراهنة، موزعين على مبنى المؤسسة و111 نقطة إسعافية منتشرة في أنحاء إمارة دبي مستعدة للاستجابة السريعة، تساندهم 274 مركبة.
ويدعم القوام الأساسي للجيش الأبيض الإماراتي، جيشاً آخر من المتطوعين الصحيين الذين يساندون عمل الجهات الصحية الاتحادية والمحلية، منهم 3062 متطوعاً مسجلين لدى وزارة الصحة ووقاية المجتمع، من بينهم 935 طبيباً من مختلف التخصصات والمجالات، و644 ممرضاً وممرضة، بالإضافة إلى 1483 إدارياً وإدارية.
فيما يوجد نحو 4000 متطوع من مختلف المجالات يقدمون الدعم لهيئة الصحة في دبي، يشرف عليهم مركز المتطوعين لمواجهة فيروس «كورونا» في دبي، وينفذون 4 مهام رئيسة، تتمثل في توجيه الأشخاص الموجودين في الحجر المنزلي، والتواصل معهم والمتابعة بشكل دائم ومستمر للاطمئنان على وضعهم الصحي والاجتماعي والنفسي، خلال فترة الحجر المنزلي البالغة 14 يوماً، بالإضافة إلى توفير الدعم اللازم للفرق الطبية التي تتعامل مع حالات الإصابة في حالة الضرورة.
ولا يقتصر التطوع ودعم الكوادر الطبية على المتطوعين المسجلين لدى الجهات الصحية الاتحادية والمحلية، وإنما يمتد إلى العديد من الجهات الأخرى غير الصحية، التي تؤمن بالدور المجتمعي للمشاركة في تجاوز الظروف الاستثنائية الحالية، حيث بلغ عدد المسجلين في المنصة الوطنية للتطوع «متطوعين. إمارات»، 503 آلاف و516 متطوعاً ومتطوعة، فيما بلغ عدد الفرص التطوعية المتوفرة للأعضاء المنتسبين 8621 فرصة وفرتها 650 مؤسسة على مستوى الدولة. وأنجز منتسبو المنصة الوطنية للتطوع «متطوعين. إمارات» 3 ملايين و317 ألفاً و974 ساعة عمل تطوعي، وفقاً لأحدث إحصاءات الموقع الرسمي للمنصة.
وتمتلك الجهات الصحية في دولة الإمارات بنية تحتية صحية متطورة جداً، تعد من أفضل المرافق الصحية والطبية على مستوى العالم، ما جعل دولة الإمارات أنموذجاً متقدماً في التعامل مع فيروس «كورونا» وتوفير الرعاية الصحية والنفسية لحالات الاشتباه والإصابة.
جاهزية كاملة
أظهرت أحدث الإحصائيات الوطنية التي أعلنتها مؤخراً الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، وجود 5,554 مركزاً للرعاية الصحية على امتداد دولة الإمارات، و145 مستشفى حكومياً وخاصاً، بسعة استيعابية إجمالية تبلغ 14,936 سريراً، وتوفر الخارطة معلومات تفصيلية عن المواقع الجغرافية ووسائل الاتصال الخاصة بالمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية والعيادات.
وتظهر هذه المعطيات والأرقام، الجاهزية العالمية الكاملة والإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها دولة الإمارات في مواجهة فيروس «كورونا»، ما جعلها محط أنظار العالم وأنموذجاً في مواجهة الأوبئة من جهة، ومساعدة الدول الأخرى لتجاوز محنتها من جهة ثانية.