هدى جاسم (بغداد)

أعلن الرئيس العراقي برهم صالح امس تكليف رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل حكومة جديدة، في ثالث محاولة لاستبدال عادل عبد المهدي وإخراج البلاد من مرحلة ركود سياسي عمقتها بوادر أزمة اقتصادية.
وقال صالح في مرسوم جمهوري أنه «نظراً لاعتذار المكلف السيد عدنان الزرفي» تم «تكليف السيد مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة». وكان الزرفي أعلن في بيان تقديم اعتذاره «لأسباب داخلية وخارجية»، مؤكداً استعداده للانتخابات القادمة المبكرة.
وأكد الرئيس العراقي الحرص على تشكيل حكومة مستندة إلى القرار الوطني العراقي وملتزمة ببرنامج الاصلاح والتهيئة لانتخابات نزيهة وصادقة وإدارة الأزمة الصحية وتداعيات الأزمة المالية والحفاظ على سيادة العراق.
وقال صالح، خلال مراسم تكليف مصطفى الكاظمي: «أضعنا فترة طويلة لتشكيل الحكومة الجديدة واليوم نشهد تكليف مصطفى الكاظمي لتشكيل الحكومة بعد اعتذار المكلف السابق عدنان الزرفي الذي بعث برسالة اعتذار رسمية ونحن نقدر موقفه». وأضاف أن «الكاظمي شخصية مثقفة وتتمتع بالنزاهة والاعتدال والحرص وأمامه مسؤولية كبيرة بعد أن شهدنا فترة سجالات حادة بين القوى السياسية التي توافقت على اختياره وتجاوزنا مرحلة كانت صعبة». بعدها قام صالح بتسليم الكاظمي نص المرسوم الجمهوري الذي يقضي بتكليفه لتشكيل الحكومة الجديدة في مدة أقصاها 30 يوماً ابتداء من امس.
وقال الكاظمي، في معرض رده على كلمة الرئيس العراقي: «أتشرف بهذا التكليف وسنعمل على مستوى المسؤولية أمام الشعب والتاريخ وأشكر الكتل السياسية على توحيد خطابها». وقال الكاظمي: «سأعمل على تشكيل حكومة تستشعر تطلعات العراقيين وأولوياتهم». وأضاف: «مع تكليفي بمهمة رئاسة الحكومة العراقية أتعهد أمام شعبي الكريم بالعمل على تشكيل حكومة تضع تطلعات العراقيين ومطالبهم في مقدمة أولوياتها وتصون سيادة الوطن وتحفظ الحقوق». وأكد أن الحكومة الجديدة ستعمل على «حل الأزمات وتدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام».
ولفت مصدر سياسي رفيع في تصريح لـ«فرانس برس» إلى أن تسمية الكاظمي «تأتي مكسباً للعراق، خصوصاً في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة». دليل التوافق كان حضور صقور الشيعة مراسم تكليف الكاظمي في قصر السلام بوسط بغداد: زعيم تنظيم بدر هادي العامري ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ورجل الدين الشيعي عمار الحكيم. كما حضر رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت.
لذا، يبدو أن هناك توافقاً إقليمياً على الكاظمي، الذي صار يملك ثلاث ركائز قوة في العراق.
وأولى هذه الركائز هي علاقة متينة مع الولايات المتحدة، عززها في التعاون خلال مرحلة قتال تنظيم داعش وصولاً إلى القضاء على زعيمه أبو بكر البغدادي.
أما الثانية فهي بث الروح وتجديد خط التواصل مع إيران التي استثمرت ذلك بوضع ثقتها في الكاظمي كشخصية قادرة على نزع فتيل الأزمة في البلاد.
والركيزة الثالثة هي علاقة أكثر من جيدة مع الجارة السعودية.
وأصبح الكاظمي المحاولة الثالثة لتشكيل حكومة جديدة منذ بداية العام 2020، بعد اعتذار الزرفي، وقبله محمد توفيق علاوي.
وأمام الكاظمي الآن حتى التاسع من مايو المقبل، لتقديم تشكيلته الحكومية.
لكن مصدراً مقرباً من دائرة القرار، أشار إلى أن هذه المرحلة «مرّت»، مشيراً إلى أن «الحكومة وبرنامجها سيكونا جاهزين خلال ثلاثة أسابيع، والمحور الآن في مرحلة الحديث عن دور الحكومة في مستقبل العراق». لكن ذلك لا يعني أن التحديات التي واجهت أسلافه لن تتواصل.
وقال الزرفي، في مؤتمر صحفي امس:«سأغادر تجربة التكليف وأنا مرتاح الضمير والنفس لأنني ومن عمل معي سعينا بجد وبمؤازرة بعض القوى السياسية والجموع الشعبية الخيرة للانتقال ببلدنا إلى شاطئ الأمان والاستقرار والازدهار». وأوضح أن «عدم نجاح تجربة التكليف يعود لأسباب داخلية وخارجية لن تمنعني من المضي في خدمة الشعب عبر موقعي النيابي الحالي».

الكاظمي في سطور
يحمل مصطفى الكاظمي المولود في بغداد عام 1967، شهادة البكالوريوس في القانون. وكان قد تنقل في عدة دول أوروبية خلال فترة معارضته لنظام صدام حسين، قبل أن يتولى رئاسة جهاز المخابرات عام 2016 خلال فترة رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، يمتلك جواز لجوء سياسيا كونه معارضاً للنظام السابق. الكاظمي هو مصطفى عبد اللطيف، وتسمية الكاظمي تعود إلى منطقة الكاظمية في بغداد، التي ولد فيها عام 1967م. وكان عبد اللطيف ممثلا للحزب الوطني الديمقراطي وغادر العراق عام 1985 عن طريق كردستان العراق إلى إيران ثم ألمانيا ثم بريطانيا، اختار لقب الكاظمي خلال عمله كصحفي.
كان رئيس تحرير مجلة «الأسبوعية»، حيث برز في مجال حل النزاعات وتوثيق جرائم النظام السابق، عمل مديراً تنفيذياً لمؤسسة الذاكرة العراقية وساهم في توثيق الشهادات وجمع الأفلام عن ضحايا النظام السابق، وأدار مؤسسة الحوار الإنساني للتأسيس للحوار بديلا.

عملية أمنية غرب الأنبار لملاحقة فلول داعش
شرعت قيادة عمليات الأنبار بعملية أمنية واسعة غربي المحافظة العراقية، لملاحقة فلول عصابات تنظيم داعش الإرهابي. وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني أنه « بإشراف قيادة العمليات المشتركة شرعت قيادة عمليات الأنبار أمس، بعملية أمنية واسعة من عشرين محوراً في مناطق جنوب الطريق الدولي السريع جنوب طريق طريبيل: السليجية، جزيرة الكرمة، وادي ثميل، وادي القذف».وأضاف « شاركت في العملية فرقة المشاة الأولى، وفرقة المشاة العاشرة،‏و الحشد الشعبي قيادة محور الأنبار، ولواء مغاوير قيادة عمليات الأنبار،و مديرية أفواج طوارئ الأنبار، وأفواج الحشد العشائري للأنبار، والوكالات الأمنية العاملة بالأنبار، ومفارز المعالجة وبدعم من طيران الجيش «. وتهدف العملية الأمنية الى ملاحقة بقايا عصابات داعش‏ ألإرهابية وإلقاء القبض على المطلوبين وتدقيق جميع العوائل الساكنة في هذه المناطق لتعزيز الأمن والاستقرار فيها .

عبد المهدي: القوات الأجنبية انسحبت من 6 قواعد
كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال في العراق، عادل عبدالمهدي، عن وجود القوات الأجنبية في 3 قواعد عسكرية في البلاد، بعد انسحابها من 6 مواقع خلال الأسابيع الماضية. وخلال كلمة له في اجتماع لمجلس الأمن الوطني بثها التلفزيون الرسمي، قال عبد المهدي: «خلال الفترة الماضية جرى انسحاب واسع للقوات الأجنبية من قواعدها، واليوم لم يتبق سوى 3 قواعد عسكرية تتواجد فيها القوات الأجنبية».