سرمد الطويل، باسل الخطيب، وكالات (عواصم)

تعهدت المملكة العربية السعودية بتقديم مليار دولار، منحة للعراق لبناء مدينة رياضية في بغداد، ووقعت حزمة مذكرات تفاهم أبرزها تزويد العراق بالطاقة الكهربائية التي يستورد الأخير جزءًا كبيراً من احتياجاته منها، من إيران منذ سنوات، بسبب الدمار الرهيب التي طال البنية التحتية جراء الحروب والحصار، جاء ذلك في إطار أعمال الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي- العراقي، الذي أطلق في 2017 لتطوير العلاقات بين البلدين الجارين، والذي تستضيفه بغداد بمشاركة وفد رفيع من المملكة برئاسة وزير التجارة والاستثمار، ماجد بن عبد الله القصبي، ويضم 9 وزراء آخرين وأكثر من 100 شخصية من المسؤولين ورجال الأعمال.
وأعلن القصبي أن 13 اتفاقية جاهزة للتوقيع، وأن العمل في معبر عرعر الحدودي الذي يربط البلدين سيكتمل في غضون 6 أشهر، فيما تجري مباحثات بشأن إنشاء منطقة حرة على المعبر البري، مضيفاً أن الجانب العراقي قدم للمستثمرين السعوديين 186 فرصة استثمارية.
وأعلن القصبي منح العراق حزمة مساعدات بقيمة مليار دولار، لدعم مشاريع تنموية بينها ملعب لكرة القدم يتسع لمئة ألف متفرج ضمن مدينة رياضية، إضافة إلى 500 مليون دولار أخرى لدعم الصادرات، متعهداً في مؤتمر صحفي ببغداد، بعلاقات ثنائية أقوى بين البلدين بعد عقود من انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. واعتبر القصبي خلال تصريحات مشتركة مع وزير النفط العراقي ثامر عباس الغضبان، للصحفيين، أن هذه «بداية لمرحلة جديدة من العلاقات التي ستعود بالنفع على الشعبين» مضيفاً «لا شك أن هذا التبادل وهذا الحوار هو شارع باتجاهين سيعزز العلاقات».
كشف الوزير السعودي، أن العراق قدم للمستثمرين السعوديين 186 فرصة استثمارية وستتم دراستها وتقديم أفضل السبل بشأنها من أجل الاستثمار فيها، مبيناً أنه تم أيضاً تقديم فكرة لإنشاء منطقة حرة على معبر عرعر الحدودي بين البلدين، وقال القصبي في المؤتمر الصحفي المشترك مع نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة، رئيس اللجنة التنسيقية العراقية -السعودية (الغضبان) في قصر الضيافة ب‍المنطقة الخضراء وسط بغداد، إن «السعودية قدمت أفكارا سواء ممثلة بشركة ارامكو أو شركة سابك أو شركة المعادن السعودية لبعض الفرص التي ممكن الاستثمار فيها بالعراق، إضافة إلى فكرة المنطقة الحرة التي قدمها القطاع الخاص، مؤكداً «خروج الطرفين من ثوب التخطيط إلى ثوب التنفيذ».
كما أعلن القصبي أن 13 اتفاقية جاهزة للتوقيع بين البلدين وإن العمل في معبر عرعر البري الذي يربط العراق بالسعودية سيكتمل في غضون 6 أشهر.
وأبدى أعضاء الوفد السعودي استعداد رجال الأعمال والشركات بالمملكة «للإسهام الفاعل والمؤثر» في عملية إعادة إعمار العراق. وبدوره، أكد الغضبان أن العراق وقع مذكرة تفاهم مع السعودية لتزويده بالطاقة الكهربائية، مبيناً أن المذكرة تقضي ربط العراق بالمملكة من أجل تزويده بالطاقة الكهربائية وإنشاء محطات توليد جديدة، وأضاف الغضبان أنه «ليس هناك ما يسمى بالمساعدات بشكل كامل»، لافتاً إلى أن «السعودية مستعدة للاستثمار في العراق وفي كافة المجالات». وذكر أن مجلس التنسيق المشترك أعدّ مذكرة التفاهم التي سيتم توقيعها في الرياض خلال الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء عادل عبدالمهدي. وذكر الغضبان أن اجتماعات المجلس اختتمت أمس، بالاتفاق على النقاط الرئيسية وسيتم وضع التوقيتات للبدء بعمل اللجان المشتركة وخارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها لغرض العمل عليها. وشارك في أعمال الدورة الثانية لمجلس التنسيق المشترك، وفد سعودي ضم أكثر من 100 شخص بينهم 9 وزراء، وهو أكبر وفد سعودي يزور العراق منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على خلفية غزو الكويت في أغسطس 1990.
وظلت إيران على مدى سنوات، تشكل المصدر الرئيسي لتزويد العراق بالغاز والكهرباء، وهما دعامتان أساسيتان لقطاع الطاقة العراقي المتعثر، كما تملك نفوذاً سياسياً متجذراً بهذا البلد من خلال الجماعات السياسية والميليشيات الموالية لها. والعام الماضي، حضت واشنطن بغداد على إشراك الشركات الأميركية بدلاً من الاعتماد على الغاز والكهرباء الإيرانيين. وشهد العام الماضي، قطع طهران لامدادات الكهرباء عن مناطق واسعة في العراق خاصة المحافظات الجنوبية، بسبب مشاكل متعلقة بتسديد مستحقات مالية، ما حفز بغداد والرياض على بدء مباحثات لتزويد العراق بالكهرباء من خلال الطاقة الشمسية، إلى ذلك، أكد الرئيس العراقي، برهم صالح لدى استقباله الوفد الزائر، أن العراق يحرص على بناء علاقات مميزة مع السعودية وبقية أشقائه وجيرانه وفقاً للمصالح المشتركة، وأضاف أن العراق يحرص على بناء علاقات مميزة مع المملكة، مشيداً بمواقف السعودية ملكاً وشعباً الداعمة للشعب العراقي، ومساهمة المملكة في إعمار المدن المحررة وإعانة اللاجئين والنازحين.