محمد صلاح (رأس الخيمة)

انطلق على مستوى الدولة موسم حصاد الذرة الحلوة بالعديد من المزارع في ظل زيادة ملحوظة في المساحات المخصصة لهذا المحصول المهم والذي بات يغطي نحو 80% من حاجة السوق المحلي بحسب مزارعين.
وقال عبد الله خلفان الشريقي رئيس جمعية المزارعين في رأس الخيمة: «إن الذرة الحلوة من المحاصيل ذات الفائدة الكبيرة كونها غذاء للإنسان والحيوان وتدخل في صناعة الزيوت، وهناك عدد كبير من المزارع التي تزرع هذا المحصول على فترات، تبدأ الأولى خلال شهر أكتوبر وتستمر لمدة شهرين حيث يبدأ الحصاد خلال شهر ديسمبر وتبدأ العروة الثانية في يناير ويتم حصادها في شهر فبراير والثالثة يتم زراعتها خلال شهر فبراير ويجري حصادها في شهر ابريل، مشيراً إلى أن هذا التنوع في زراعة هذا المحصول على عدة مراحل ساهم في تغطية نسبة كبيرة من احتياجات السوق المحلي».
وأضاف: «الذرة الحلوة جرى التوسع في زراعتها عقب قيام الاتحاد في العام 1971 واهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالزراعة والمحاصيل الزراعية، حيث اختارت الجهات المختصة البذور الجيدة لهذا المحصول المهم وكانت وزارة الزراعة تقوم بتوزيعها على المزارعين كنوع من الدعم الذي كان يقدم لتطوير الزراعة وزيادة الإنتاج المحلي في ظل مشروعات التنمية التي انطلقت في جميع القطاعات وفي مقدمتها القطاع الزراعي.
وتابع: «هناك تعاون مع الجهات والدوائر المسؤولة في تسويق هذا المحصول، وهناك بعض المزارع التي تتعاقد مع التجار سواء خارج الإمارة أو داخلها لتسويق المحصول وبيعه، مشيراً إلى أن لديه حقلا على مساحة حوالي 4 هكتارات بدأ في حصاده حالياً بعد أن تمت زراعته في شهر فبراير الماضي وهو ضمن العروة الثالثة للمحصول».
وقال حمد العواني (أحد المزارعين في الإمارة): «إن الذرة من المحاصيل الزراعية التي لها فائدة غذائية كبيرة كونها غنية بغالبية العناصر مثل المغنيسيوم وغيره، كما أنها تمتاز بطعمها المميز، وهناك الكثير من الأهالي والمقيمين يشترونها ويقومون بشيها وأكلها خاصة في الرحلات، وخلال مواسم التخييم، إلى جانب الاستخدامات العديدة للمحصول كعنصر مهم يدخل في معظم الصناعات الغذائية، حيث يجري خلطه مع الخضراوات الأخرى مثل البسلة والجزر ويباع كخضراوات مشكلة تجد إقبالاً كبيراً من كافة فئات المجتمع إلى جانب دخوله في صناعات مهمة مثل صناعة زيوت الأكل. وتعتبر سيقان النبات علفاً مهماً للحيوانات ويجري بيعها أحياناً كحزم، حيث يقبل على شرائها مربو الحيوانات، لافتاً إلى أنه زرع مساحات كبيرة في العروة الأولى والتي ينتهي حصادها خلال شهر ديسمبر، حيث يزيد الإقبال على شراء الذرة خلال هذه الفترة.
وقال سعيد شميل الخاطري (أحد المزارعين في الإمارة): «إن الذرة من المحاصيل التي تدر دخلاً معقولاً للمزارعين وأقوم بزراعته خلال شهر ديسمبر وهي العروة الثانية لهذا المحصول الحيوي والمهم، وهناك تجار يتعاقدون على شرائه كاملاً، حيث يزيد الإقبال عليه خلال هذه الفترة»، مشيراً إلى أن لديه مساحات كبيرة تصل لـ 20 هكتاراً في منطقة الحمرانية يجري زراعتها بهذا المحصول بشكل سنوي، وأن عمليات استيراد هذا المنتج تراجعت مقارنة بالسنوات الماضية وذلك بعد زيادة الإنتاج المحلي وزراعته على ثلاث مراحل مما وفر المحصول بكميات كبيرة طوال فصل الشتاء والذي يزيد خلاله إقبال الجمهور على شراء الذرة.
وتابع: تدخل حبوب الذرة في الكثير من الصناعات الغذائية المهمة مثل صناعة الزيوت النباتية والتي توليها الدولة أهمية كبيرة وهناك عدد من المصانع تعتمد على الذرة وغيرها من المحاصيل الزيتية المعروفة في هذه الصناعة، لافتاً إلى ان أوراق الذرة وسيقانها تعتبر من أحسن أنواع الأعلاف للحيوانات وكثير من مربي الحيوانات يستفيدون منها في هذا الجانب.
وأكد أن حجم الإنتاج يتوقف دائما على نوعية البذور المستخدمة في الزراعة إلى جانب جودة الأرض وتسميدها قبل الزراعة وكمية الأمطار التي تهطل خلال الموسم الزراعي.

إقبال كبير
أكد محمد شرف تاجر في سوق الخضراوات برأس الخيمة أن هناك إقبالاً كبيراً على شراء الذرة المحلية من قبل الجمهور نظراً لما تتمتع به مذاق طيب مقارنة بالذرة المستوردة والتي تؤثر عمليات النقل الطويلة على مذاقها، مشيراً إلى أن الصندوق يباع بحوالي 20 درهماً ويحتوى على حوالي 25 كوزاً من الذرة، والبعض يشتري كميات صغيرة للشي ويصل ثمن الكوز حوالي درهم، والبعض يشتريه لاستخدامه في الطبخ بعد خلطه بالخضراوات كما يباع المحصول جافاً وله العديد من الاستخدامات مثل صناعة الفشار، وطحنه وخلطه بدقيق القمح لصناعة نوع معين من الخبر خاص بالكثير من الجاليات.