تربية الأبناء هي أهم المشاريع التي يمكن القيام بها في أي مجتمع· فمن خلالها يتم تنظيم المجتمع ككل، ولهذا تتطلب التربية أن يكون الآباء والأمهات على قدر كبير من الثقافة والوعي بكيفية التعامل مع أبنائهم· نتفق جميعا على انه من الطبيعي أن يخطئ الأطفال، و من الطبيعي أيضا أن يصوب الآباء والأمهات تلك الأخطاء، ولكن المختلف عليه هو كيفية تصويب هذه الاخطاء· فالضرب ليس هو العلاج لسلوكهم المرفوض، بل العكس فإن الضرب قد يكون أهم أسباب انحرافهم· فالطفل يحتاج إلى الحب والحنان والعطف، وكلها مشاعر تمنحه الإحساس بالأمن والطمأنينة وتجعله ينمو بشكل طبيعي وسليم بعيدا عن المشاعر السلبية، مثل الخوف والقلق والتوتر التي قد تكون المحرك الأول للعدوان في داخله· ونجد نماذج من الآباء والأمهات الذين يحاولون فرض سلطتهم على الطفل وأسلوب تفكيره وطبائعه بعد أن عانوا هم أنفسهم من العنف في طفولتهم · هناك أيضا اعتقاد شائع لدى نسبة كبيرة من الأسر في مجتمعاتنا العربية أن الضرب هو الأسلوب الأمثل لتحقيق الانضباط المطلوب في شخصية الطفل وهذا خطأ كبير يقعوا فيه الآباء والأمهات· والواجب على الأب أن يحسن تربية أولاده ورعايتهم، والضرب وسيله تربوية حين يقتضي الموقف ذلك، وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام بضرب الأولاد على الصلاة حين يبلغون سبع سنوات، لكنه ينبغي أن يكون الوسيلة الأخيرة، حين لا تنفع سائر الوسائل مع اجتناب القسوة أو ضرب الوجه· وواجب الوالدين تعليم أبنائهم ونصحهم وإبعادهم عن رفقاء السوء وربطهم بالصحبة الصالحة، وحسن معاملتهم، والمواظبة على الدعاء لهم بالصلاح والهداية وبذلك تكون التربية سليمة· هدى عبدالله