هل يتوقف الأمر عند هذا الحد؟! لا أتصور·· الحد الذي أعنيه هو تلك النيران المرتقبة التي سوف ينهال بها الموسيقار ''محمد علي سليمان'' ضد ابنته المطربة الموهوبة فناً والتي يعوزها دائماً الذكاء الاجتماعي ''أنغام''! في السنوات الأربع الأخيرة شهدت الصحافة والفضائيات حالة من الصفاء بين ''محمد علي سليمان'' وابنته ''أنغام'' كان ''سليمان'' قبلها لا يكف عن التشهير بها رداً على أنها تطاولت عليه في بعض البرامج أو الأحاديث ثم اتفق الاثنان -أو ربما بلا اتفاق- اكتشفا أن من مصلحتيهما مراعاة الجمهور الذي لن يرضيه أن يرى أباً يطلق على ابنته قذائف من الاتهامات لا قِبل لها بها، وفي نفس الوقت لا يتسامح مع الابنة عندما ترد الكيل كيلين والصاع صاعين للأب، فهذه تقاليد اجتماعية لا يمكن التغاضي عنها· العلاقة بين ''أنغام'' وأبيها كانت هي أحد المحاور الرئيسة لبرنامج ''العراب'' الذي يقدمه نيشان، والبرنامج يستضيف نجمين معاً من نفس المجال، وكانت ''أصالة'' هي الضيفة الثانية· وبقدر ما التزمت ''أصالة'' بأن لا تسيء إلى طليقها ووالد أبنائها ''أيمن الذهبي'' وحرصت على أن تذكره بالخير·· كما ذكرت بكل توقير واحترام فضل والدها عليها· مع ذلك، بدت لي ''أنغام'' في ردودها فاقدة الذكاء، فهي تقول واصفة أباها إنه لا يحب إلا نفسه· وعندما سألها ''نيشان'' عن أختها ''غنوة'' التي تريد أن تحترف الغناء قالت: إنها ليست أختاً شقيقة -فهي فقط أخت من الأب- ولم يبد في ردها أي تعاطف مع هذه الأخت حتى ولو كانت غير شقيقة التي تظل أمام المجتمع والشريعة أختاً لها· هذه الإجابات التي تفتقد الذكاء الاجتماعي واللياقة الأدبية تخصم الكثير من رصيد ''أنغام'' عند جمهورها·· الكل يعلم بالطبع أن هناك مأزقاً حادّاً في العلاقة بين الابنة وأبيها·· وأنها منذ أكثر من 10 سنوات عندما قررت أن تصبح هي صاحبة الاختيار في ألحانها وألا تقتصر أغانيها على ألحان والدها، منذ ذلك التوقيت والأب يفتح النيران على ابنته·· إنها مثل كروان جميل الصوت كان يغني فقط على غصن فني وقرر بعد أن اشتد عوده أن يغني على كل الأغصان·· لم يرض الأب بذلك واعتقد أنه هو الذي صنع الصوت وأنه وحده فقط من حقه أن يستأثر به يجني بمفرده الأرباح·· ولم يكن ''محمد علي سليمان'' على صواب، إنه يذكرني بموقف الموسيقار ''محمد سلطان'' من زوجته الراحلة ''فايزة أحمد'' عندما تزوجها ومنعها من الغناء لأي ملحن آخر باستثناء الموسيقار ''محمد عبدالوهاب''·· أما ''محمد علي سليمان'' فإنه مع رحيل ''عبدالوهاب'' عام 1991 لم يعد هناك ملحن آخر من الممكن أن تغني له ''أنغام'' سوى أبيها ''سليمان''·· نعم أخطأ الأب عندما تصور أنه صانع هذه الموهبة الربانية وأن من حقه فقط الاستحواذ على أي نجاح مادي أو أدبي تحققه·· نعم ''سليمان'' علمها وأدخلها ''الكونسرفتوار'' وكان هو شخصياً بمثابة أكاديمية موسيقية تتحرك على قدمين حتى أنني أعتقد أن ''أنغام'' قبل أن تتعلم نطق الحروف الهجائية نطقت حروف السلم الموسيقي، وقبل أن تنطق بأسماء أبيها وأشقائها كانت تنطق بأسماء الآلات الموسيقية، ورغم كل ذلك فإن ''سليمان'' كان يؤدي دوره كأب وموسيقار اكتشف أن ابنته لديها موهبة فطرية واستثنائية فقرر أن يصقلها أكاديمياً· ربما تصور أنها الكنز الذي سوف يدر عليه الأموال عندما يشتد عودها وتشب عن الطوق لكنها انطلقت بعيداً عن أحضان ووصاية الأب، وبدأ الأب يرسل قذائف ضد الابنة، والابنة ترد عليه بقذائف أشد ضراوة·· ثم هدأت المعركة قبل 4 سنوات وتنفس الجميع الصعداء لتلك النهاية السعيدة·· كانت لدى ''سليمان'' رغبة في أن يقدم لابنته شريطاً غنائياً كاملاً من تلحينه، بينما الابنة كانت تريد من الأب لحناً واحداً فقط لتغني على نفس الشريط للآخرين ولم تنجح المفاوضات لكي يتنازل أي طرف منهما عن موقفه·· وكان الحد الأدنى الذي اتفق عليه الطرفان هو أن تظل الصحافة والفضائيات بعيداً عن أي خلاف لأنه ليس من صالح أحد أن يفتح النيران ضد الآخر·· ولكن ''أنغام'' في برنامج ''العراب'' تجاوزت الخط الأحمر ودخلت إلى منطقة ملبدة بالألغام ولا أتصور أن ''محمد علي سليمان'' سوف يصمت، إنه ينتظر اللحظة المناسبة لكي يشهر أسلحته ضد ابنته·· الكل يخسر ''أنغام'' و''سليمان'' والفن الغنائي·· الوحيد الذي يكسب في هذه المعركة ''نيشان'' وبرنامجه·· فهو أشعل النيران ولن يطفئها!! طارق الشناوي tarekelshinnawi@yahoo.com