غالية خوجة (دبي)
ما شعور دافنشي لو رأى لوحته الموناليزا مطبوعة على الألبسة المعاصرة؟ هل سيقتنع أن الإبداع للجميع أم سيعترض؟ ربما سيفرح لأن الفن الناجح ينتقل من بلد لبلد ويقدره الجميع.
هذا مما حدث في الجلسة الحوارية الشبابية، أول أمس، في فرع دبي لاتحاد كتاب الإمارات، بمقره بالطوارـ المكتبة العامة، وعنوانها «الإبداع للجميع»، بحضور عدد من المثقفين والمهتمين.
أدارت الجلسة الكاتبة إيمان يوسف التي ابتدأت من تكسير القواعد في الكتابة، لتصل إلى عدة أسئلة وجهتها للمشاركين: ما هي جوانب الإبداع والشباب؟ ما العوائق؟ وهل الإبداع هادف، رسالة، أم لأجل الفن؟ مؤكدة على حركة البنيان القوية في الإمارات، التي لابد أن تناسبها حركة بنيان كتابية.
بينما تساءل محمد بن جرش الأمين العام لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات عن العديد من الأمور المهمة، منها: كيف نجعل الثقافة أسلوب حياة؟ كيف ننهض بالأقلام الشابة؟ كيف التواصل معهم؟ كيف نكون هنا وهناك؟ التمكين إلى العالمية والتمكين يحتاج إلى عمل مؤسسي؟ كيف نصل لإعداد قيادات وإدارات ثقافية؟
وتابع: تنوع فكري ثقافي في الإمارات، وأندية شبابية مفتوحة للجميع، وتكامل ثقافي ينبع من ضمير الجمع (نحن) لا من (أنا)، لنواكب الابتكار في المسرعات الحكومية، ونتبادل الخبرات والحوار بشفافية، سيما وأن وجود الشباب في الفعاليات يساعد على تسريع البنية الثقافية، ولذلك نحتاج إلى تراكم وهدوء وعمل متكامل في الأدوار الثقافية.
ثم كشف بن جرش عن بعض الأسرار الإيجابية، منها إعفاء أعضاء اتحاد كتاب الإمارات من نسبة معينة من أسعار بطاقات السفر، وعن فتح ملف الشباب في المؤسسات الثقافية من أجل المزيد من الدعم.
ابتدأت الإجابة مع المشارك أحمد أبو العصاري كمخرج، تحدث عن معاناته بين الإبداع والتصوير الفوتوغرافي، وإقناع الأهل والقبيلة بهذا الاختصاص خصوصاً وأنه من المدينة المنورة، وكيف اعتمد التخطيط المناسب والاستمرارية للوصول إلى ذلك من خلال إكمال دراسته في الشارقة، مفضلاً دراسة الإعلام على الطب والقانون، داخلاً في تجربة الإخراج، لا سيما (الكليبات)، والأفلام القصيرة.
بينما تحدثت المشاركة عبير اللوز عن تجربتها مع الطبخ معتبرة ما تنتجه لوحة فنية، وابتدأت من خلال مشاركتها في المعارض الفنية بين التصوير والطبخ، مؤكدة أنها اكتشفت تأثير الصورة المكانية والطعام على الآخرين، ليتعرفوا أكثر على البلد، ملفتة: التفرغ الثقافي ضرورة، لأن المبدع يفضل الوظيفة على الإبداع إلاّ في حالات قليلة.
وبدورها، قالت الكاتبة أميرة بو كدرة أنها استفادت من برنامج دبي للكتابة ـ مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، وأنجزت قصة للأطفال، ولخصت معاناتها قائلة: نحتاج لتسليط الأضواء على الكاتب الإماراتي، وأن يُعرف قدره، ويترجم للغات أخرى، متسائلة: لماذا يترجم اتحاد الكتاب بعض العناوين التي لا ترقى إلى الترجمة؟ كيف يتم الاختيار؟ ولماذا؟
وفي ختام الجلسة، اتفق المشاركون والحضور على أن الفن رسالة للجميع، لكن الإبداع لا يُعلّم، ولا ينتج عن ورشات، لأن الورشات لا تصنع كاتباً أو مبدعاً، لكن التدريب هام إلى جانب القراءة والاطلاع، وقد تكون، الموهبة الإبداعية أياً كان نوعها، كامنة في كل إنسان، وعليه أن يكتشفها ويطورها.