تمديد التصويت للانتخابات السودانية التعددية يومين إضافيين
أعلنت لجنة الانتخابات السودانية أمس تمديد التصويت في الانتخابات ليومين حتى 16 ابريل بعد أن تعرض كثير من الناخبين للتأخير في شتى أنحاء البلاد في أول انتخابات تعددية منذ 24 عاماً. وقال الأمين العام للجنة جلال محمد أحمد إن التمديد يشمل جميع أنحاء السودان.
من جانبه قال صلاح حبيب المسؤول الإعلامي في المفوضية أمس إنه تم تمديد الاقتراع ليومين إضافيين. وقال حبيب “تم تمديد أيام الاقتراع ليومين آخرين في كل السودان”. وكان يفترض أن تستمر الانتخابات لثلاثة أيام من الأحد إلى الثلاثاء . وقبيل إعلان التمديد كان الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي تشارك مؤسسته في مراقبة الانتخابات توقع تمديدها بسبب مشكلات لوجستية.
وصرح كارتر للصحفيين عقب اجتماع مع الزعيم السوداني الجنوبي سلفا كير “لا أعتقد أن هناك شكاً في أنه سيتوجب تمديد فترة الاقتراع”. وقال كارتر الذي زار نحو 20 مركز اقتراع في جنوب السودان أمس “تعاني العملية الانتخابية من عدد من المشاكل الخطيرة في بعض أماكن الاقتراع ... حيث واجه الناخبون صعوبات بالغة في العثور على أسمائهم”. وأضاف أنه “في بعض الحالات أرسلت بطاقات انتخابية خاطئة إلى أماكن أخرى في جنوب السودان”. ورداً عن سؤال حول ما إذا كانت نتائج الانتخابات التي بدأت وسط بعض الفوضى أمس الأول ستكون شرعية ، قال كارتر “ذلك يعتمد على ما إذا كان سيتم تصحيح الأخطاء”.
وشهد اليوم الثاني لعملية الاقتراع في الانتخابات السودانية إقبالاً متزايداً من قبل الناخبين وهدوءًا أمنياً وسلاسة في عملية وصول الناخبين إلي الصناديق للإدلاء بأصواتهم عقب معالجة نسبة كبيرة من الأخطاء الفنية والإدارية التي صاحبت عملية الاقتراع في اليوم الأول. وأقرت مفوضية الانتخابات بأن أخطاء في بطاقات الاقتراع ورموز المرشحين أدت إلى تعثر العملية في نحو 26 مركزاً بالعاصمة الخرطوم لكنها سارعت في معالجتها كما وعدت بتعويض ساعات الاقتراع التي فقدت بسبب هذه الأخطاء.
وقالت المفوضية في بيان حصلت (الاتحاد) على نسخة منه إنها قامت بإخطار بعثة الأمم المتحدة للإسناد الانتخابي بهذه الأخطاء وعملت على إعادة طباعة البطاقات بمطابع العملة بحضور ممثلي بعثة الاتحاد الأوروبي ومركز كارتر للمراقبة الانتخابية. واعتبر رئيس اللجنة الفنية بالمفوضية الفريق الهادي الأخطاء التي صاحبت الاقتراع في أولى أيامه غير مزعجة وتم حلها وقال للصحفيين في حال لم يتم حل أخطاء بعض الدوائر سيتم تأجيل الانتخابات فيها لمدة لا تتجاوز الشهرين وفقاً للقانون.
ومن جانبها شنت أحزاب المعارضة والحركة الشعبية الشريكة في الحكم وعدد من المرشحين المستقلين هجوماً عنيفاً على مفوضية الانتخابات ووصفوها بـ”الضعف والافتقار للمهنية في أداء مهامها بعد أن أكدت للسودانيين والعالم عبر وسائل الإعلام التي توافدت إلى البلاد أنها على أهبة الاستعداد ، رافضة الإذعان إلى نصائح المعارضة بالتأجيل لحين اكتمال الترتيبات والأمور في البلاد”.وطالبت الحركة الشعبية المفوضية بتمديد فترة الانتخابات لتدارك أخطائها.
وأشار حزب الأمة القومي إلى رصده 27 خرقاً كما تحدث حزب المؤتمر الشعبي عن 100خرق صاحب عملية الاقتراع في العاصمة والولايات تمثلت معظمها في خلط أسماء مرشحين وغياب أسماء ناخبين وتأخر وصول مسؤولي المراكز أو المواد الانتخابية أو استخدام حبر يسهل إزالته عن أصابع الناخبين.
كما ذكر والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر انه قد يطلب تمديد الانتخابات لثلاثة أيام بسبب حالة الإرباك.وأكد تحالف منظمات المجتمع المدني للانتخابات (تمام) خلال مؤتمر صحافي الليلة قبل الماضية أن مراقبيه لاحظوا تجاوزات في العديد من المراكز. وقالت عائشة الكارب المسؤولة في التحالف “لم نجد أي مركز انتخابي مطابق للمعايير التي حددتها مفوضية الانتخابات”. وقال التحالف في بيان إن المشكلات تمحورت في نقص كشوفات الناخبين في بعض المراكز وتأخر وصول مسؤولي المراكز أو المواد الانتخابية أو استخدام حبر يسهل إزالته عن أصابع الناخبين. كما أشار التحالف إلى سقوط أسماء مرشحين من القوائم خصوصاً على مستوى انتخابات الولاة، أو الخلط بين أسماء ورموز المرشحين ،أو بين مواد الدوائر.
إقبال ضعيف للسودانيين على التصويت في مصر أدلبأصواتهم
القاهرة (رويترز) - على الرغم من أن مصر يعيش فيها ما يعتقد أنها أكبر جالية سودانية خارج الوطن لم تتضمن القوائم الموجودة بالسفارة السودانية في القاهرة التي تضم أسماء الناخبين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات التي بدأ الاقتراع فيها يوم أمس الأول سوى خمسة آلاف ناخب.
وتوجه عدد بسيط من الناخبين إلى السفارة السودانية بالقاهرة صباح أمس الأول حيث تفقدوا قوائم الناخبين ثم بدؤوا الإدلاء بأصواتهم. ونظراً لوجود عدد كبير من اللاجئين السودانيين في مصر تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن عدد السودانيين المقيمين يربو على مليون سوداني.
ولا تشمل قوائم الأمم المتحدة إلا 13500 لاجئ سوداني مسجلين رسمياً في مصر. وفر كثير من أفراد الجالية السودانية في مصر من أعمال العنف في الجنوب وفي دار فور ويقول محللون إنه ليس من المرجح أن يسجلوا أسماءهم في السفارة بسبب مخاوف من الاضطهاد. ولذلك كان معظم الذين أدلوا بأصواتهم في السفارة السودانية بالقاهرة يوم الأحد من المؤيدين لحكومة الرئيس السوداني عمر حسن البشير.
وذكر أبو بكر عبد القادر محمد المسؤول السوداني عن إجراء الانتخابات في مصر أن عدد المسجلين في قوائم الناخبين ضئيل لأسباب عدة. وقال عبد القادر “المسجلون هنا 5076. يقول الناس إن سودانيين كثيرين يقيمون في مصر لكن واقع الحال عكس ذلك. حسب تقديري الخاص يبلغ العدد الكلي للسودانيين الموجودين بمصر حوالي 120 ألف سوداني. وهؤلاء معظمهم من الذين تزوجوا من مصريات وعاشوا في البلد. الجزء الآخر هم لاجئون لا يمكن تسجيلهم لأنه لا يحق للاجئ ممارسة العمل السياسي”.
معاونو الرئيس أبلغوه أنها صدرت في حماسة خطابية
كارتر: تهديدات البشير للمراقبين خطأ فادح
الخرطوم (رويترز) - انتقد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر البشير لأنه هدد بطرد المراقبين الذين يدعون إلى تأجيل الانتخابات وقطع أصابعهم. وكان مراقبو مركز كارتر قد قالوا إنه ربما يكون من الضروري تأجيل الانتخابات لفترة قصيرة. وقال كارتر في تصريحات صحفية أمس الأول “كان ذلك خطأ فادحاً من جانبه”. وأشار إلى أن معاوني البشير أكدوا له أن تلك التهديدات صدرت في حماسة خطبة انتخابية وأن البشير نفسه رحب ببعثة كارتر في كلمة أدلى بها في وقت لاحق.
وأثناء مراقبته لسير عملية الاقتراع في اليوم الأول للانتخابات أمس الأول، قال كارتر إن انهيار الانتخابات السودانية وانهيار اتفاق السلام مرتبط بها ويمكن أن يشعل حرباً دينية على المستويين الوطني والإقليمي. وقال كارتر الموجود في الخرطوم على رأس فريق من مراقبي الانتخابات إن من المهم أن تمر الانتخابات السودانية بسلام بسبب الموقع الاستراتيجي للبلاد وأهمية اتفاق السلام. وقال في مقابلة في فندق على ضفاف نهر النيل “أعتقد أنه إذا وقعت أعمال عنف أو تعطيل هنا في السودان فربما ينتشر الأمر إلى جزء كبير من أفريقيا”.
وأضاف “هناك احتمال أن يكون هناك استقطاب للتأييد أو العداء بين الشمال المسلم والجنوب غير المسلم حيث إن الدول المجاورة بعضها له التزام عميق بالمسيحية وبعضها غير ذلك. وربما يقود ذلك إلى احتمال نشوب صراع ديني وكذلك صراع إقليمي في هذا الجزء من أفريقيا”.
وسئل عما قد يثير مثل هذا الصراع تحديداً فأجاب أنه قد يحدث في حال “انهيار العملية الانتخابية برمتها انهياراً يسفر عن أعمال عنف من الجانبين.. وأقول إن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا إذا تعطلت العملية المنصوص عليها في اتفاق السلام الشامل تماماً وهو ما لا أتوقعه طبعاً”. وقال كارتر إن مراقبيه أفادوا بحدوث بعض التأخير ومصاعب في مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء السودان ولكنه مرتاح لما رآه في الخرطوم صباح يوم الاقتراع الأول.
فقد أربعة جنود دوليين في دار فور
الخرطوم (ا ف ب) - أعلن المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي المنتشرة في دار فور غرب السودان أمس أن أربعة من عناصر القوة مفقودون منذ 24 ساعة. وقال نور الدين المزني “لقد فقدنا أثر أربعة من عناصر القوة المشتركة لحفظ السلام منذ قرابة 24 ساعة. لقد سجل وجود عناصر حفظ السلام آخر مرة في الرابعة بعد الظهر (13,00 ت غ) في 11 أبريل، أثناء مغادرتهم موقع مجموعتهم خارج نيالا (عاصمة) جنوب دار فور”. وأضاف المتحدث أنهم يعتبرون مفقودين ولكن لا يوجد حتى الآن ما يدل على أنهم تعرضوا إلى الخطف. وقال نقلاً عن بيان لرئيس البعثة المشتركة إبراهيم جمبري “نحن قلقون جداً على سلامتهم”. وقال مسؤولون في بعثة السلام إن القوة المشتركة على اتصال مباشر مع المسؤولين السودانيين بهذا الشأن، من دون توضيح جنسية المفقودين.
وتشهد منطقة دار فور منذ مارس 2009 عمليات خطف للعاملين الإنسانيين والأجانب في المنطقة المضطربة منذ اندلاع نزاع دام فيها في 2003 بين الحكومة السودانية والمتمردين.
المصدر: الخرطوم