هدى جاسم ووكالات (بغداد)

توقع وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أمس، أن تقوم الفصائل الموالية لإيران في العراق بشن هجمات جديدة على القوات الأميركية، وقال: «سنجعلهم يندمون» عليها، وذلك بعد هجوم غير مسبوق على السفارة الأميركية في بغداد.
وأفاد إسبر في تصريحات صحافية: «إننا نشهد استفزازات منذ أشهر»، مضيفاً: «إننا جاهزون للدفاع عن أنفسنا» وإلى «اتخاذ إجراءات وقائية» في حال كانت الولايات المتحدة هدفاً لهجمات جديدة يتم التحضير لها.
وتوعد ميليشيا حزب الله العراقي بالندم على أي عمل استفزازي، مؤكداً أنه لم يلمس تحركاً كافياً من العراق لمواجهة الجماعات المدعومة من إيران، ولابد من محاسبة الضالعين في هجمات على قوات أميركية.
وأشار إلى أنه لم يتلق أي طلب من العراق لتقليص عدد القوات الأميركية في البلاد، لافتاً إلى أنه إذا علمت واشنطن بالإعداد لهجمات فإنها ستقوم بتحرك استباقي لحماية القوات الأميركية. ومن جانبه، استبعد الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، اقتحام السفارة الأميركية في بغداد، وأشار إلى وجود قوات مقاتلة كافية بها.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو: «إن العراق سيواصل تحمل مسؤوليته في تأمين الأفراد الأميركيين في البلاد».
وأوضح بومبيو في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «تحدثت مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، الذي وافق على مواصلة العراق الالتزام بمسؤوليته في تأمين الأفراد الأميركيين وإبعاد المهاجمين المدعومين من إيران عن السفارة الأميركية في بغداد».
وفي غضون ذلك، أفاد مصدر أمني عراقي، أمس، باستمرار تحليق الطيران الأميركي فوق سفارة الولايات المتحدة بالمنطقة الخضراء وعدد من مناطق بغداد.
وقال المصدر: «إن الطيران الأميركي مستمر بالتحليق فوق السفارة وجسر الجادرية وجسر الطابقين في الكرادة».
وأوضح أن تحليق الطيران الأميركي مستمر فوق تلك المناطق منذ 48 ساعة، مشيراً إلى أن هدف التحليق هو تأمين السفارة.
ويأتي ذلك، فيما غادرت مجموعة من القوات المظلية التابعة للجيش الأميركي، قاعدة فورت براغ بولاية كاليفورنيا الأميركية، متجهة إلى العراق. وأكدت مصادر أن هذه المجموعة التابعة لقوة رد الفعل السريع، ستقوم بحماية وتأمين السفارة الأميركية في بغداد.
وكان مخربون تابعون لميليشيا «كتائب حزب الله» العراقية انسحبوا من محيط السفارة الأميركية في بغداد، أمس الأول، بعد اقتحامهم مدخل السفارة ورشقها بالحجارة على مدار يومين. وجاء الانسحاب بعد أن أرسلت واشنطن قوات إضافية وهددت بالانتقام من طهران والميليشيات الموالية لها.
واعتصم المخربون أمام السفارة بعد ضربات جوية أميركية استهدفت «كتائب حزب الله»، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصاً يوم الأحد الماضي رداً على هجوم صاروخي شنته المليشيات على قاعدة عسكرية تضم جنوداً أميركيين.
وأظهرت صور جديدة نشرتها وسائل إعلام أميركية، الأضرار التي لحقت بمدخل السفارة الأمريكية في بغداد، وأوضحت النوافذ وقطع الأثاث والرفوف المحترقة، في غرفة الاستقبال بمجمع السفارة.
وقالت وسائل الإعلام: «يمكن رؤية الدخان المنبعث من الغرفة بعد اقتحامها من قبل المخربين الذين ساروا، دون اعتراضهم في نقاط التفتيش بالمنطقة الخضراء المحصنة، حتى وصلوا إلى بوابات السفارة واقتحموا الغرفة ورددوا هتافات مناهضة لأميركا».

السعودية والبحرين تدينان محاولة اقتحام السفارة
أعربت المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين عن إدانتهما واستنكارهما للاعتداءات على سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بغداد. واعتبرت وزارة الخارجية السعودية أن تلك الاعتداءات تمثل انتهاكاً للأعراف والاتفاقيات الدولية.
وقالت الخارجية البحرينية في بيان لها: «إن المحاولة تعتبر انتهاكاً صريحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وللأعراف والمواثيق الدولية، واعتداء على أمن وسلامة طاقم السفارة».
وأضافت: «إنها إذ تشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف في جمهورية العراق بالمسؤولية وضبط النفس، فإنها تؤكد موقف مملكة البحرين الداعم لجهود الحكومة العراقية لتثبيت الأمن والاستقرار وتعزيز سيادة القانون». وأعربت عن تمنياتها للشعب العراقي بالتنمية والاستقرار».

واشنطن تحذر رعاياها من السفر للعراق
حذّرت الولايات المتحدة مواطنيها من السفر للعراق، وأكدت أن المواطنين الأميركيين في العراق عرضة بصورة كبيرة لأعمال عنف وخطف.
وقالت في نشرة حمراء، نشرتها على موقعها الإلكتروني، الليلة الماضية: «إن ميليشيا طائفية مناهضة للولايات المتحدة، قد تهدد المواطنين الأميركيين والمصالح الغربية في أنحاء العراق».
ويأتي ذلك، بعد إعلان السفارة أمس الأول، تعليق العمليات القنصلية بها كافة حتى إشعار آخر.
وانسحب مخربون تابعون لميليشيات من أمام السفارة، بعد اعتصام استمر يومين، شهد إشعال حرائق، وكتابة شعارات مناهضة للولايات المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورجان أورتاجوس: «إن من هاجم السفارة إرهابيون وليسوا محتجين».