شروق عوض (دبي)
تصدرت 5 مجالات للمحافظة على البيئة المحلية، ومكوناتها في الإمارات أجندة وزارة البيئة والتغير المناخي خلال العام الماضي، تتضمن إعادة تأهيل الموائل الساحلية والبحرية، والإدارة المتكاملة للنفايات، واستدامة الحياة البرية، ومؤشر جودة الهواء، وتحسين الأداء البيئي.
ويأتي الاهتمام بهذه المجالات، تعزيزاً لمكانتها وتنافسيتها العالمية، وتحقيق أهداف مئوية الإمارات2071، بأن تكون الإمارات في مقدمة الدول الأفضل عالمياً في القطاعات كافة، حيث سجلت الدولة نجاحاً بزراعة ما يتجاوز 273 ألف شتلة «مانغروف» في مساحة لا تتجاوز 283 ألف متر مربع، ونشر 2805 من الشعاب المرجانية الاصطناعية على مساحة ما يتجاوز 154 ألف متر مربع، مروراً بإطلاق قاعدة البيانات الوطنية لإدارة النفايات، وافتتاح 16 مركزاً لجمع النفايات في الأحياء والمناطق السكنية في الدولة، وغيرها الكثير.وأوضحت عائشة محمد سعيد الغص، مدير الاستراتيجية والمستقبل في وزارة التغير المناخي والبيئة في تصريحات لـ «الاتحاد»، أنّ نجاح الإمارات المحقق في تلك المجالات خلال العام المنصرم، جاء نتيجة حرصها في المقام الأول على سلامة البيئة المحلية وتنوع مكوناتها البيولوجية والإيكولوجية، والمساهمة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة بما يعرف بـ «الأجندة العالمية 2030»، حيث تأتي هذه المساهمة ضمن التزام الإمارات بدورها الدولي وجهودها الرامية إلى تحقيق هذه الأهداف التي تبنتها بمشاركة قادة العالم قبل عامين، والمرتكزة على 17 هدفاً في مجال التنمية المستدامة، حيث تسعى الإمارات بمشاركة الأمم المتحدة على مدار 15 عاماً إلى القضاء على الفقر، وتوفير حياة كريمة لسكان العالم كافة.
وقالت الغص: نجحت الإمارات في تنفيذ توجهاتها الخاصة بالمحافظة على البيئة المحلية ومكوناتها، وفي مقدمتها مجال إعادة تأهيل الموائل الساحلية والبحرية في الإمارات، حيث نجحت الوزارة بالشراكة مع السلطات المحلية في زراعة 20 ألف شظية مرجانية، ونشر 2805 من الشعاب الاصطناعية على مساحة 154709 أمتار مربعة، أما بشأن النجاحات التي تحققت ضمن المجال الثاني المتعلق بالإدارة المتكاملة للنفايات في الإمارات خلال العام الماضي، فتمثلت في إصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، القانون الاتحادي بشأن الإدارة المتكاملة للنفايات في ديسمبر الماضي، وإطلاق قاعدة البيانات الوطنية لإدارتها، وتفعيل أول نظام إلكتروني من نوعه في الدولة يربط بين سلطات إدارة النفايات في أنحاء الدولة، وافتتاح 16 منجماً كمراكز لجمع النفايات في الأحياء والمناطق السكنية في الإمارات.
وتابعت: من نجاحات الإمارات بشأن المحافظة على البيئة المحلية، ما حققته ضمن المجال الثالث المتعلق بالحياة البرية المستدامة، حيث كشفت «قائمة الإمارات الوطنية الحمراء للثدييات» عن احتواء الدولة مجموعة متنوعة من النظم الإيكولوجية تشمل الموائل الأرضية (الصحراوية والجبلية) والموائل البحرية والساحلية مع 78 نوعاً من الثدييات (59 نوعاً من الأرض، 19 نوعاً من الكائنات البحرية) تم الإبلاغ عنها، وتحديد القائمة الحمراء الوطنية للإمارات للزواحف والبرمائيات التي كشفت عن احتواء الدولة مجموعة متنوعة من الموائل الصحراوية والجبلية والبحرية مع 76 نوعاً من النباتات العشبية المسجلة حالياً.
وتابعت: إضافة إلى 72 نوعاً فرعياً موجوداً بالتأكيد داخل الإمارات، وبرنامج مناطق الطيور المهمة الذي كشف عن وجود 19 موقعاً في الإمارات، حيث تعد غالبية هذه المواقع جزراً بحرية ومواقع ساحلية أخرى، مع وجود عدد قليل نسبياً من المواقع الداخلية، إضافة إلى مبادرة السياحة البيئية تحت عنوان «عجائب الإمارات الطبيعية»، والتي عززت موقع الإمارات على خريطة السياحة العالمية، حيث بلغ عدد السياح 16 مليوناً في عام 2017.
توظيف تقنيات متطورة
وفيما يخص المجال الرابع ومؤشر جودة الهواء، قالت الغص: وظفت الإمارات تقنيات متطورة في المراقبة الحية لجودة الهواء، وذلك من خلال استخدام «خوارزميات» محددة تتوقع وضع القاعدة في الهواء لمدة تصل إلى ثلاثة أيام مقدماً، بالإضافة إلى التنبؤ بتركيز الغبار والجسيمات ذات قطر أقل من 2.5 ميكرون، لافتة إلى أن النجاحات التي حققتها الدولة ضمن المجال الخامس المتعلق بتحسين الأداء البيئي، تلخصت في تطوير نظام متكامل لتحسين وتعزيز هذا الأداء في البلاد، والمساهمة في بناء تنوع مستدام الاقتصاد، وتحقيق التنمية المستدامة، وحماية النظم الإيكولوجية.
خطوة مميزة
بيّنت مدير الاستراتيجية والمستقبل في وزارة البيئة والتغير المناخي أن الدولة حققت خطوة مميزة على صعيد تعزيز جهودها الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث أتمّت من خلال الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، وفريق الأمانة العامة للجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، عملية الربط الإلكتروني بين عدد من المؤسسات الحكومية في الإمارات مع منصة الأمم المتحدة الخاصة بالبيانات والحقائق المتعلقة بمبادرات، وجهود الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وتعد الإمارات من أول ثلاث دول في العالم يتم إدراجها على منصة معلومات الاستدامة التابعة للأمم المتحدة، وأول دولة عربية وثاني دولة عالمياً تحقق الربط الكامل، والآني مع مركز معلومات الاستدامة التابع لمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك، ووضعت الدولة نجاحاتها السابقة الذكر ضمن المنصة.
وأوضحت أنّ أهمية منصة الأمم المتحدة للاستدامة، تكمن في سهولة الوصول إلى المعلومات المتعلقة بكل الأنشطة والمبادرات التي توثقها الحكومات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعتبر الإمارات من أوائل الدول التي تم إدراجها ضمن المنصة، وتضم المنصة الأممية خمس دول، بالإضافة إلى الإمارات هي فلسطين وإيرلندا والفلبين والمكسيك.
قائمة حمراء للطيور والأنواع البحرية
قالت عائشة الغصن: إن الوزارة تسعى لنشر تقييم وطني لقائمة حمراء ومؤشر للطيور والثدييات والبرمائيات والزواحف والأنواع البحرية المختارة «أسماك القرش والأشعة والشعاب المرجانية» والنباتات المختلفة بحلول عام 2020، وتحديد ومراقبة مناطق الطيور الهامة والمساعدة في تطوير الخبرات، كون الدولة تعد موقعاً جغرافياً مهماً لملايين الطيور المهاجرة من أوروبا وأفريقيا وآسيا، كما جاء التركيز على مؤشر القائمة الحمراء للثدييات الذي يتم احتسابه بناءً على تقييمات على المستوى الوطني لأنواع الثدييات الأصلية البالغ عددها 58 نوعاً، والتي تم إجراؤها في عامي 2018 و1996، حيث تظهر النتائج أن هذا المؤشر الخاص بالدولة تم احتسابه في العام 1996 بلغ 0.6121، في حين وصل في العام 2018 إلى (0.6303)، ما يشير إلى انخفاض خطر الانقراض الإقليمي بنسبة 2.97%.