استضاف منتدى الاثنين المسرحي الذي تقيمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة اسبوعياً في فضاء مفتوح بالقرب من سوق العرصة بمنطقة التراث بالشارقة القديمة الممثلة المسرحية عائشة عبدالرحمن في لقاء حول تجربتها الفنية. بحضور أحمد بو ارحيمة مدير الإدارة وعدد من المسرحيين العرب الزائرين والمقيمين. وقالت إن الأجواء العائلية قد وفرت لها مناخا مناسبا لاتخاذ قراراتها الشخصية بشأن خياراتها المستقبلية، فاختارت أن تكون مذيعة تلفزيونية ثم انتقلت إلى التمثيل في التلفزيون لتستقر على خشبة المسرح. وتناولت تجاربها المسرحية الأولى، فتحدثت عن بعض أعمالها الأولى التي شاركت فيها بأدوار تتراوح بين الدور الرئيسي والثانوي، متوقفة عند دورها في مسرحية “شمّا” الذي خاضت به أول تجربة مع المخرج المميز أحمد الأنصاري، فأشارت إلى أنه محطة مهمة جداً في مسيرتها المسرحية بسبب أنها عمل مركب ومعقد كشف لها جوانب أخرى في شخصيتها لم تكن قد اكتشفتها من قبل، وذلك بسبب الاستفزاز الذي أحدثه المخرج في الأداء وكذلك النص الذي كان يتفجر وينشطر عن معان جديدة بالنسبة لها، مؤكدة في هذا السياق الأثر الكبير الذي تركه المخرج أحمد الأنصاري على شخصيتها كممثلة مسرحية، وكذلك عملها مع المخرج ناجي الحاي في غير عمل مسرحي، معتبرة ان هذين المخرجين قد قدمت معهما أعمالاً أكسبتها خبرات هامة على صعيد التمثيل على الخشبة مباشرة والانتباه إلى ردود الأفعال المباشرة للجمهور دون افتقاد التركيز في الدور وحالة الشخصية المسرحية التي تؤديها. وما بين البهجة الشخصية والسخرية ربما قالت عائشة عبد الرحمن “استمريت في العمل كممثلة مسرحية وقدمت أعمالا كثيرة مع مخرجين مسرحيين وشاركت في الكثير من المهرجانات المحلية والخليجية خرجت منها باثنتي عشرة جائزة محلية وخليجية أيضا ولدي من شهادات التقدير الأربعين شهادة”. وردا على سؤال لـ “الاتحاد” عن ما يعنيه التمثيل بالنسبة إليها الآن، قالت باختصار: “كل شيء”. وردا على سؤال آخر قالت “إن غياب الممثلة المحترفة عن الخشبة والاستعاضة عنها بممثلة حديثة العهد بالمسرح سببه قلة حضور العنصر النسائي الاماراتي على الخشبة، بالإضافة إلى أن البعض من الفرق المحلية تنظر بعين الاعتبار إلى مسألة الفَرْق في الأجور، لكن بالنسبة لي، إذا توافر مخرج قادر على استفزازي ونص مسرحي مقنع فإنني أعمل مع هذه الفرقة المسرحية أو تلك”. في سياق متصل، أوضحت عائشة عبد الرحمن أنها أصبحت ممثلة بالمصادفة لكن الوقوف على خشبة المسرح كان قرارا واعيا اتخذته هي، مؤكدة أن التطور الاجتماعي الذي شهدته الإمارات قد جعل من التحاق الفتاة الاماراتية بالفن أكثر يسرا من ذي قبل، منتقدة في الوقت نفسه العمل التلفزيوني الذي “بات يستهلك الشكل أكثر من المضمون، وبات الفنان أهم من الفن ذاته إلى حدّ أنه لا يرغب في أن يتعلم المزيد ولا يشعر بالحاجة إلى ذلك أصلا” في حين أنها والممثلات من جيلها قد تأسسن جيدا على أيدي مخرجين متمكنين.