تونسيون يعشقون تربية الكلاب ويطعمونها الحليب والتمر
تقام صباح كل يوم أحد (وهو يوم الإجازة الأسبوعية في تونس) سوق “طريفة” بالعاصمة لبيع وشراء الكلاب والقطط والبلابل. وتصنّف الكلاب حسب الفصيلة والسلالة، إلى ذلك، يؤكد أنور القرفي، مدرب كلاب، أن بعض الأصناف من الكلاب المدربة تتمتع بدرجة عالية من الذكاء والدهاء.
ومن أطرف التمارين التي تخضع لها فصيلة “الراعي الألماني”، وفق القرفي، أن يأمر صاحب الكلب كلبه قائلاً:”مت”، فيرتمي الكلب أرضاً بلا حراك وكأنه في عداد الأموات فعلاً، وهي خدعة يتعلمها الكلب حتى لا يفطن اللصوص لوجوده، فحين يشتم الكلب المدرّب رائحة لص تسلّق سور المنزل بنية السرقة، فإنه يتصنع الموت حتى لا ينتبه إليه، فلا حركة ولا نباح حتى إذا دخل اللص الحديقة أو اتجه إلى باب البيت ينقض عليه، ويحاصره في زاوية مزمجراً ليزرع فيه الرعب، وتستمر حصة التخويف في انتظار قدوم صاحب البيت. وفي الجنوب التونسي، يقول القرفي إن الكلب من فصيلة “السلوقي” المشهور بصيد الأرانب في البراري والغابات وجلب الطرائد بعد إطلاق الصياد عليها النار يحظى بالعناية الفائقة، فهو من فصيلة نادرة من الكلاب العربية الأصيلة وقد ورد ذكره ووصفه في قصائد الشعراء القدامى في وصفهم لرحلات صيد الملوك والأمراء. ويشبه لون كلب “السلوقي” لون الصحراء، وسعره مرتفع، ويقبل على شرائه ليبيون وسعوديون ممن يأتون إلى تونس للصيد. وتدلل الأسر في الجنوب التونسي هذا النوع من الكلاب ويقال إنها خلال الأشهر الستة الأولى من عمرها تطعمها الحليب والتمر.
ويوجد في تونس العاصمة، عيادات بيطرية لإجراء العمليات الجراحية للكلاب والقطط الأليفة، وإحدى أشهر هذه المصحات ملك البيطري سامي مزابي. والعمليات فيها تتراوح ما بين التلاقيح وعمليات تحديد النسل، كما تجرى لهذه الحيوانات عمليات لجبر العظام عند الكسر أو عند الحوادث أو السقوط، وأسعار هذه العمليات تتراوح بين 200 والـ500 دولار. والزبائن هم من التونسيين المغرمين بالحيوانات والمقيمين الأجانب، وهم غالباً من الأوروبيين المعروف عنهم حبهم المفرط للحيوانات. كما تجرى في هذه المصحات عمليات التجميل للكلاب والقطط مثل تمليس الشعر.
وتحترف شريفة بنت حميدة حلاقة الكلاب، وتعلمت أصول هذا الاختصاص في فرنسا، وهي تمارسها منذ أعوام ولها زبائن تستقبلهم وفق موعد مسبق. وهي تروّض أيضاً فصيلة من الكلاب صغيرة الحجم المعروفة باسم “كانيش” وتعلمها مثلاً عدم الدخول إلى قاعة الجلوس في بيوت أصحابها، إلا إذا كانت نظيفة الأرجل وحصلت على الإذن بالدخول. والجدير بالملاحظة أن المتاجر الكبرى أصبحت تبيع في بعض أجنحتها كل مستلزمات الحيوانات الأليفة.
المصدر: تونس