فاطمة عطفة (أبوظبي)
شهدت قاعة المعارض بالمجمع الثقافي، منطقة الحصن، مساء أول من أمس جلسة حوارية بعنوان: «حوار فني بين الأجيال»، وتعتبر جزءاً من المعرض التفاعلي الرقمي «انعكاسات»، المقام حالياً في المجمع. أدارت جلسة الحوار الفنانة سمية السويدي، مقدمة لمحة عن مسيرة كل من الفنانين الناشئين الأربعة المشاركين في جلسة النقاش، وهم: راشد الملا، حمدان الشامسي، عبيد البدور، وخولة درويش. وقد دار النقاش حول النتائج الجمالية والمفاهيمية لعملية إنشاء الأعمال الفنية المعروضة في المعرض، المقام في الطابق الأول من المجمع الثقافي. بدأت السويدي في تعريفها لأعمال الفنانين قائلة: «من خلال أعين أربعة فنانين، تمت إقامة معرض تفاعلي يتعرف من خلاله الحضور إلى الأهمية الفنية للمعرض الافتتاحي الذي يقام تحت عنوان: «الفنانون والمجمع: السنوات الأولى»». وأشارت إلى مشاركة الفنانين الأربعة في منصة رقمية تفاعلية، مبينة أن كلاً منهم قدم عملاً فنياً يستند إلى بعض الفنانين المشاركين في هذا المعرض الافتتاحي، إلى جانب ترجمة صوتية مسجلة لأعمالهم الفنية، وكيفية ارتباطها مع أعمال كبار الفنانين الإماراتيين.
وتحدث حمدان الشامسي مشيراً إلى أنه استوحى عمله فيديو مصور من وحي أعمال عمالقة الفن بالإمارات مثل: حسن شريف، محمد يوسف، محمد مندي، وقد استطاع أن يدمج بين أسلوبه في الرسم وإعادة بعض الأشياء القريبة من أسلوب هؤلاء الفنانين الكبار بالشغل على الأقمشة وربط أطرافها مع بعض بعضاً، ثم أخذ يلفها على جسده معتمداً على الحركة، إلى أن وصل إلى الفكرة التي اشتغل عليها مستوحاة من أعمال الفنانين الرواد، ومندمجة مع أفكاره وأسلوبه هو كفنان، إلى أن أنتج فيديو يظهر فيه عمل مميز بطريقة خاصة تحمل أفكاره ملامح هويته.
وبدوره، أشار عبيد محمد البدور إلى أنه تعلم من هذه التجربة الفنية أشياء كثيرة، من خلال اطلاعه أكثر على أعمال محمد أحمد إبراهيم، وعبد الرحمن زينل، وعبيد سرور، ومحمد الأستاد. وأوضح: «نحن نعمل مرتبطين كفنانين بالرؤية الفكرية، لكن على الواقع لا يوجد نقطة تواصل بيننا، ونحن نحتاج إلى التواصل والحوار الثقافي في الجانب الفني، خاصة في الفنون التشكيلية». وتابع البدور قائلاً: «لقد حالفني الحظ أن أقابل هؤلاء الفنانين وأعرف أكثر عن تجاربهم والتواصل معهم»، وأكد صعوبة هذا العمل الأدائي، حيث يتطلب شجاعة خاصة، لأن الشخص يواجه نفسه بتجربة أولى في التجديد.
وتحدث الفنان راشد الملا عن هذه التجربة الجديدة قائلاً: «عملت على دمج في أعمال سلمى المري، حيث كانت تستخدم أشياء من التراث والتاريخ والخرافات، لكن جميعها مرتبطة مع إيحاءات من أعمال منى الخاجة، حيث تستخدم البراقع كرمز إلى الأم». وأضاف: «إنه وضع المرأة في منتصف اللوحة مستلهماً أعمال وألوان الفنان عبد القادر الريس». وأكد الملا أهمية هذه التجربة الفنية الجديدة، وعلى أهمية إقامة المعارض التشكيلية الشخصية.
وتحدثت خولة درويش عن الصعوبات التي واجهتها في البحث عن أعمال الفنانين التي تناولت في تجربتها ملامح من أعمالهم، وهم الفنان جلال لقمان، عبد الرحيم سالم، ومحمد المزروعي، موضحة كيفية العمل من خلال المربعات في أعمال سالم، وألوان لقمان القاتمة في منحوتاته، بعكس الألوان الفاقعة التي توضح أفكار محمد المزروعي. وأكدت الفنانة درويش أنها يمكن أن تشتغل أعمالاً بأفكار جديدة أخرى غير التي بدأت فيها، خاصة بعد أن اطلعت على أعمال هؤلاء الفنانين. وقد أنجزت لوحة تشير إلى تخطيط القلب ورمز الصحة التي اشتهرت برمزيتها وبين ألوان المزروعي الحادة التي يريد منها توضيح الفكرة.