أحمد النجار (دبي)

نداء الخير لمساعدة الغير تجري في عروقه، هكذا يصف رجل الأعمال أحمد الفلاسي صانع الأمل العربي شغفه بحب العطاء، موضحاً أنه يجد نفسه دائماً تواقاً للبحث عن حالات متعسرة بأمس الحاجة لمنقذ ينتشلهم من جحيم معاناتهم، وهذا ما جسده قبل أيام، بتبنيه سلسلة مبادرات إنسانية عبرت الحدود والقلوب لتستهدف تجهيز مراكز صحية لاستقبال المرضى المصابين بجائحة كورونا في بلدان مختلفة، ليكون جزءاً من «الجيوش البيضاء» في معركة تحدي الفيروس، وقد نجح الفلاسي في توفير معدات طبية لتجهيز مركز استشفاء تابع لجمعية خيرية في قرية «دير القمر» بمنطقة الشوف بلبنان على نفقته الخاصة، وعلى الرغم من انقطاع خطوط الطيران في الوقت الحالي، إلا أنه استطاع التنسيق مع الناشطين الاجتماعيين أمين غنام وميشال فياض، لإيصال شحنة المساعدات، وجرى البحث عن مجموعة شركات تجارية توفر تلك المستلزمات من داخل لبنان، وتم التنسيق معها لدفع التكلفة المادية، لتذهب بعد ذلك لصالح تجهيز مركز استشفائي ملحق بجمعية خلوات جرناية الخيرية في قرية «دير القمر» بلبنان.

معدات طبية
شملت الشحنة، حسب الفلاسي، أدوات طبية وأجهزة تنفس، وأسرّة وبدلات واقية تساعد المصابين أو من يضطرون إلى المكوث في حجر صحي، وقال إن هذه المبادرة وفرت أكثر من ألف سلة غذائية، إلى جانب سلة معقمات طبية للعائلات في منطقة الشوف اللبنانية لمساعدة المتضررين من الأسر المتعسرة وأصحاب الدخل المحدود.
كما مدّ الفلاسي يده البيضاء إلى مومباسا في كينيا، متكفلاً بتوفير أكثر من مؤونة غذائية تكفي لشهر كامل لأكثر من ألفي عائلة من العمال والفقراء المتوقفين عن العمل نتيجة الحجر الصحي، لمساعدتهم في التغلب على ظروفهم المعيشية الصعبة، خاصة وأنهم يعتمدون على الأجر اليومي في توفير قوتهم، كما ساهم الفلاسي في توفير سلال غذائية لـ 200 عائلة سورية في دير الزور، ويعتزم تقديم مبادرات أخرى للشعوب المتضررة من تفشي الفيروس على أراضيها.
واعتبر الفلاسي أن كل تلك المبادرات مجرد بداية لدعم الإنسانية في أحلك الظروف قتامة وأشرس معاركها قسوة ضد هذا العدو الذي يغزو العالم، حيث إن أوضاع بعض المجتمعات الفقيرة تستدعي الدعم والمساعدة نتيجة عجز أنظمتها الصحية في إنقاذ المصابين بالفيروس.

صناعة الأمل
الفلاسي من منطلق إحساسه بالمسؤولية الإنسانية واقتداء بتوجهات الدولة في مد يد العون للمحتاجين حول العالم، دعا الجميع من أصحاب الأيادي البيضاء إلى المساهمة في تقديم المساعدة للمتضررين، وما تجود به أنفسهم لصناعة الأمل والحياة للمجتمعات المتضررة جراء تفشي «كورونا»، وأضاف أنه ساهم في مشاريع بسيطة للتخفيف من معاناة المتضررين بسبب فيروس «كورونا» من خلال مبادراته الذاتية، بهدف نشر ثقافة الخير وتشجيع المقتدرين على فعله، خاصة أن الرهان الحقيقي لنجاة البشرية من أزمة «كورونا» يكمن في تكاتفنا لإعادة الأمل والحياة إلى الإنسانية.