محمد العتيبة: ما حققه «المساعدة» يعتبر إضافة كبيرة إلى الجهود السينمائية في الإمارات
في إنجاز فني وسينمائي كبير وملحوظ، وضمن اختياراتها الموفقة والصائبة في انتقاء المشاريع الجادة والطموحة وتمويل الأفلام العالمية المميزة، استطاعت مؤسسة «إيميج نيشن أبوظبي»، أن تحقق قفزة عالية في عالم الإنتاج السينمائي عندما تصدت مؤخرا لإنتاج فيلم «المساعدة» The Help، الذي استقبل بحفاوة نقدية وإشادة فنية من قبل المصوتين على جوائز الدورة الرابعة والثمانين لحفل الأكاديمية الأميركية للعلوم والفنون، المعروف باسم «الأوسكار»، والذي يقدم أرفع الجوائز السينمائية في الولايات المتحدة، وأقيمت فعالياته مساء الأحد الفائت.
يروي الفيلم قصة ثلاث نساء يعشن في مدينة جاكسين بولاية ميسيسيبي، واستطعن من خلال صحبتهن القوية والميثاق الخطي الذي تعاهدن على تنفيذ بنوده، في التصدي للكثير من المشكلات الداخلية الحساسة التي عصفت بالمجتمع الأميركي في فترة حرجه من تاريخه المتقلب والمتأرجح بين الفوضى والعنصرية والبحث المضني عن قانون ينظم ويعيد العلاقات السوية بين البشر بمختلف أجناسهم ومرجعياتهم.
أربع جوائز رئيسية
وكان الفيلم الذي أخرجه الأميركي تيت تايلور- صاحب فيلمي «عظام الشتاء»، و»كوكب القردة»، قد ترشح لأربع جوائز رئيسية في حفل الأوسكار، وهي، جائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل دور نسائي «أول» عن الأداء المميز الذي قدمته الممثلة فيولا ديفيس، بالإضافة إلى جائزة أفضل دور نسائي «ثان» وتنافست على هذه الجائزة ممثلتان شاركتا في نفس الفيلم وهما، جيسيكا جاستين، والممثلة السمراء أوكتافيا سبنسر، واستطاعت الأخيرة أن تنتزع اللقب من ممثلات قديرات ومخضرمات أمثال، بيرينيكا بيجو التي أبدعت في فيلم «الفنان» The Artist وميليسا مكارثي بدورها الكوميدي اللافت في فيلم «وصيفات الشرف» Bridesmaids والممثلة جانيت مكاتير التي قدمت أداء ساحرا في فيلم «ألبرت نوبس» Albert Nobbs.
لفت أنظار العالم
وفي تصريح خاص لـ»الاتحاد» بمناسبة تحقيق هذه النتائج المشجعة التي أضفت قيمة ترويجية كبيرة على فيلم «المساعدة»، يقول محمد العتيبة رئيس إيميج نيشن أبوظبي: «نحن فخورون بهذا الفيلم الذي أسهمنا في إنتاجه والذي استطاع أن يلفت أنظار العالم من خلال هيمنته على أجواء حفل الأوسكار، وكذلك من خلال الأداء القوي للممثلات اللاتي شاركن في أدواره الرئيسية والفرعية، واللاتي استطعن أن يترشحن لثلاث جوائز في فئة التمثيل، حيث تم تتويج الممثلة أوكتافيا سبنسر بجائزة أفضل ممثلة في دور ثان، كما استطاع الفيلم نفسه أن ينضم للأفلام المتنافسة على جائزة أفضل فيلم، وهي أهم جائزة وأكثرها قيمة في هذا الحفل العالمي الذائع الصيت».
وأضاف العتيبة : «تم إنتاج الفيلم بالتعاون مع شركائنا الآخرين في أميركا وهم، شركة بارتسبينت ودريم ووركس بيكتشرز، وريليانس إنترتاينمنت، حيث أسهمت أجواء القصة التي كتبتها الروائية كاثرين ستوكيت، والتي حولها المخرج تيت تايلور إلى نص سينمائي، في تشجعينا على إنتاج العمل وترجمته إلى فيلم يمكن أن يحصد النجاح الفني والجماهيري، وهو ما حدث بالفعل حيث وصلت تكاليف إنتاج الفيلم إلى 40 مليون دولار، وحقق حتى هذه اللحظة ما يزيد على الـ 200 مليون دولار بعد عرضه في الصالات الأميركية، وهو رقم سوف يتضاعف دون شك بعد النتائج الباهرة والدعاية غير المباشرة التي حققها الفيلم في حفل الأوسكار»
مسارات قصصية حساسة
وعن أجواء وتفاصيل الفيلم والقصة التي يتناولها، يشير العتيبة إلى أن الفيلم يتناول الحقبة الحرجة لفترة الستينيات من القرن الماضي، والتي برزت فيها معاناة الخادمات الأميركيات من أصول أفريقية أثناء عملهن في بيوت الطبقة البورجوازية البيضاء في تلك الفترة، وهي المعاناة التي جسّدتها المؤلفة كاثرين ستوكيت بكل تفاصيلها وخفاياها وعذاباتها في روايتها التي احتلت المرتبة الأولى كأكثر الكتب مبيعا بأميركا في العام 2009، حسب النيويورك تايم. ويوضح العتيبة أن الفيلم ورغم طابعه الفني المستقل إلا أنه استطاع أن يستقطب شريحة واسعة من الجمهور وحقق مدخولا ماديا كبيرا، لأنه اعتمد بالأساس على الأداء العفوي السلس والمتقن لطاقم التمثيل، كما أنه تضمن سردا مغريا ومسارات قصصية حساسة لم يتم التطرق لها من قبل بهذا الشكل الصادق والصادم أيضا، والذي ترجم المشاعر الداخلية والآلام والتقلبات النفسية المرهقة التي ترافقت مع عمل هؤلاء الخادمات، في زمن شهد الكثير من الأزمات الداخلية وأهمها المطالبة الشعبية بإرساء قانون المساواة والعدالة والحقوق المدنية للأعراق والإثنيات المختلفة في أميركا. ويؤكد العتيبة أن النجاح المدوي الذي حققه فيلم «المساعدة» هو إضافة نوعية للجهود التي تبذلها المؤسسات السينمائية المتخصصة في الإمارات ومن ضمنها إيميج نيشن أبوظبي من أجل إيصال وإعلاء اسم الإمارات في المحافل السينمائية العالمية.
بصمة واضحة
يقول محمد العتيبة رئيس إيميج نيشن أبوظبي، إن الأفكار والقصص والمشاريع السينمائية الطموحة تحتاج أيضا لأفكار إنتاجية خلاقة ومبتكرة، ونحن نسعى بدورنا إلى تحقيق هذا التكامل بين الأفكار والأفعال من خلال إيجاد منافذ تمويلية وتسويقية وترويجية تضمن لنا ترك بصمة واضحة في المشهد السينمائي العالمي، وتضمن لمشاريعنا النجاح المتواصل على الصعيدين الفني والمادي على السواء.
المصدر: أبوظبي