المطالبة بإصدار قانون يلزم الجميع باستخدام اللغة العربية في مختلف الأنشطة الحياتية
شهدت الدولة خلال اليومين الماضيين عدداً من الفعاليات الثقافية بمناسبة الاحتفال باللغة العربية تماشياً مع الاحتفال العالمي للغات الأم الذي اعتمدته المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) الذي صادف أمس.
وبهذه المناسبة عقدت محاضرات وأقيمت أمسيات شعرية احتفاءً باللغة العربية التي تشهد الكثير من المعوقات التي تعوقها من أن تتكرس في الحياة العامة، وذلك بالرغم من السعي الرسمي الحثيث لتكريس اللغة العربية والحفاظ عليها كلغة أم تشكل الهوية والانتماء لأبناء الدولة على مستوى الجيل الحالي والأجيال القادمة.
ومن الجهات التي تسعى كي تكون اللغة العربية حاضرة بقوة جمعية حماية اللغة العربية بالدولة التي تقيم صباح اليوم الأربعاء احتفالية بمناسبة يوم اللغة العربية في قصر الثقافة بالشارقة، “الاتحاد” التقت بلال البدور المدير التنفيذي لقطاع الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس جمعية حماية اللغة الذي قال “بداية ما لا يختلف عليه اثنان أن الإمارات نصاً وشرعاً عربية، حيث نص الدستور على أنها عربية، إذا هذه الدولة وهذا الجزء الذي ينتمي للغة لا مفر له من البقاء تحت مظلة هذه اللغة فهي عنصر من العناصر المكونة لهذا المجتمع، إذ لا بد من الالتفاتة إلى هذه اللغة التفاتة اعتزاز وتقدير لأن كنوز الثقافة الإنسانية قامت على الثقافة العربية ومخزون المكتبة العربية من المؤلفات التي سهر عليها السابقون إذا لم يكن القارئ مزوداً بلغة سليمة لن يتمكن من التواصل مع الكم الهائل من المخزون المعرفي لها”.
ويقول البدور “نحن لا نقف موقف الضد أمام اللغات الأخرى ولسنا كذلك ضد أي لغة من لغات العالم، وندعو إلى تعلم اللغات للوصول إلى مضامين العلوم الجديدة والاقتراب منها كثيراً في ظل تعثر حركة التعليم، ولكن نأمل ألا يكون ذلك على حساب اللغة العربية، لأن من يتعلم بلغته ويفكر بها يكون ولاؤه لهذه اللغة، ويكون منقطعاً عن أصوله وثقافته في حال انقطاع عن لغته”.
ويوضح البدور بأنه “في دولة الإمارات هناك قرار من مجلس الوزراء بإلزام الوزارات في استعمال اللغة العربية، ولكن إذا نظرنا إلى ممارسات بعض المؤسسات التي يشرف عليها بعض الوزراء، نجد ابتعاد أو مخالفة صريحة لقرار مجلس الوزراء” ويضيف البدور “لدي أدلة على هذه الممارسات حيث هناك مراسلات ومحاضر اجتماعات تتم باللغة الإنجليزية”.
ويتابع البدور عن المعوقات التي تواجه اللغة العربية ويقول “ إن تحول التعليم إلى اللغة الإنجليزية في جميع مراحل التعليم دليل واضح على المعوقات التي تواجه حضور اللغة بشكل واسع في الحياة” ويضيف “إذا ما احترمنا تعلم المواد الطبيعية العلمية باللغة الإنجليزية فإننا لا نجد مبرراً في تعليم العلوم العامة كالتاريخ والجغرافيا والأدب بغير اللغة العربية” ويتابع “نحن نشتكي من عدم وجود إعلاميين في مؤسساتنا الاعلامية وجامعاتنا تدرس الإعلام باللغة الانجليزية، وكأنها تريد أن تصدر هؤلاء الخريجين للعمل في مؤسسات إعلامية تعمل باللغة الإنجليزية”. ويؤكد البدور يجب أن تكون اللغة العربية مادة تدريس وليس مادة تدرس فقط.
أما عن دور الجمعية في حماية اللغة يقول البدور “يتمثل دور الجمعية في التنبيه بالأخطار التي تواجه اللغة وكذلك رصد المخالفات وإبلاغ الجهات المعنية، وهذه المخالفات تتمثل في رصد الأخطاء في مسميات الشركات وما فيها كذلك من تغريب واستخدام غير موفق في وضع الكلمات والأسماء من الموروث الثقافي المحلي والعربي في غير مكانها، كأن تستخدم لنوع عمل شركة ما لا تتوافق مطلقاً مع دلالة الاسم”.
ويوضح البدور لا يمكن أن تغير الجمعية فيما تتعرض له اللغة من مشاكل ولكنها تنادي بضرورة إصدار قانون يلزم على استعمال اللغة العربية في كل مناحي الحياة، لأن ذلك سيعزز الهوية الوطنية ويسهم في علاج الخلل في التركيبة السكانية ايضاً”.
المصدر: الاتحاد