حجزت كوريا الشمالية بطاقتها إلى نهائيات مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، وتمسكت السعودية بأملها بضمان خوض الملحق بعد تعادلهما صفر-صفر على ستاد الملك فهد في الرياض أمام نحو سبعين ألف متفرج في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية. وستشارك كوريا الشمالية في النهائيات للمرة الثانية بعد 1966 في إنجلترا عندما حققت حينها المفاجأة ووصلت الى ربع النهائي على حساب إيطاليا (1-صفر) قبل ان تخسر أمام البرتغال ونجمها اوزيبيو 3-5 في مباراة تقدمت خلالها بثلاثية نظيفة، علماً بأنها كانت حينها أول منتخب آسيوي يتخطى الدور الأول في العرس الكروي. ورافقت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية، متصدرة المجموعة التي كانت تأهلت إلى النهائيات في الجولة قبل الماضية، بعد ان أبقت على أفضليتها على السعودية بفارق الأهداف حيث تتساويان برصيد 12 نقطة لكل منهما (لها 7 أهداف وعليها 5 وللسعودية 8 أهداف وعليها 8). وكانت إيران أنهت مبارياتها أيضاً بتعادلها مع كوريا الجنوبية 1-1 في سيول، فبقيت في المركز الرابع، في حين أن الإمارات التي كانت خرجت من دائرة المنافسة مبكراً تحتل المركز الخامس والأخير بنقطة واحدة. وفضلاً عن الكوريتين، ستمثل القارة الآسيوية في نهائيات جنوب أفريقيا أيضاً بمنتخبي أستراليا واليابان اللذين حجزا بطاقتي المجموعة الأولى. وتلتقي السعودية في الملحق الآسيوي مع البحرين التي حلت ثالثة في المجموعة الأولى بفوزها على أوزبكستان 1-صفر أيضاً في المنامة، على أن يلتقي المتأهل منهما مع نيوزيلندا ممثلة اوقيانيا في ملحق آخر. واذا كانت البحرين خاضت الملحق في تصفيات المونديال الماضي، فإن السعودية ستخوضه للمرة الأولى بعد ان نجحت في حجز بطاقتها إلى النهائيات في المرات الأربع السابقة قبل الوصول إلى هذه المرحلة، ثلاث مرات منها في الجولة الأخيرة. ودأبت السعودية على تمثيل عرب آسيا في نهائيات كأس العالم منذ عام 1994 في الولايات المتحدة حين حققت إنجازاً بتأهلها إلى الدور الثاني. شكل انتظار المنتخب السعودي الجولة الأخيرة من التصفيات لحسم تأهله مباشرة خطورة كبيرة وضعت اللاعبين تحت الضغط طوال المباراة، لكن عوامل كثيرة تلعب دورها أهمها اهدار النقاط في المباريات السابقة وعدم الاستقرار في الجهاز الفني. كان «الأخضر» يخوض مباراته الرسمية الرابعة تحت إشراف المدرب البرتغالي خوسيه بيسيرو، حيث فاز على إيران في طهران 2-1 وعلى الإمارات في الرياض 3-2، وتعادل مع كوريا الجنوبية في سيول صفر-صفر. ولم يشفع تفوق السعودية على كوريا الشمالية تاريخياً بأربعة انتصارات مقابل خسارتين، فوقع في فخ التعادل الخامس معه لكنه جاء مؤلماً على ملعبه وأمام جمهوره لأنه منح ضيفه بطاقة العبور إلى جنوب أفريقيا مباشرة. دفع بيسيرو بنايف هزازي بدلاً من ناصر الشمراني منذ البداية بعد ان كان أشركه في الشوط الثاني ضد كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي، فشكل ثنائي الهجوم إلى جانب ياسر القحطاني. كما زج بيسيرو بخالد عزيز وعبدالرحمن القحطاني أساسيين بعد غياب الشقيقين عبده وأحمد عطيف، بسبب إصابة الأول بقطع في الرباط الصليبي ستبعده لفترة عن الملاعب، وإيقاف الثاني. العنوان الأبرز للمباراة كان هو السيطرة السعودية والهجوم المتواصل وإن كان من دون خطورة كبيرة في معظم الفترات، ودفاع كوري صلب للخروج بنتيجة التعادل. بدأ المنتخب السعودي المباراة بتصميم واضح على التسجيل، فبسط سيطرته على المجريات في الدقائق الأولى وكان يبني هجماته ببطء عبر عبدالرحمن القحطاني ومحمد نور وحسين عبدالغني لكن من دون خطورة فعلية على المرمى الكوري الشمالي. وكان الضيف في المقابل يعتمد مبدأ التكتل الدفاعي لإبعاد الخطر مع الانطلاق بالهجمات المرتدة. المحاولة الأولى باتجاه المرمى الكوري كانت من كرة لعبدالرحمن القحطاني بعد مرور ربع ساعة على انطلاق المباراة لكن كرته كانت بعيدة، ثم أرسل ياسر القحطاني كرة سيطر عليها الحارس (17). أطبق السعوديون تماماً على منافسيهم فكثرت محاولاتهم لهز دفاعهم وهز الشباك، فسدد محمد نور كرة من ركلة حرة مرت قريبة جداً من القائم الأيسر (18)، وكاد نايف هزازي يخطف هدف السبق بعد ثوان حين ارتقى لكرة داخل المنطقة أبعدها أحد المدافعين وهي في طريقها إلى الزاوية اليمنى للمرمى. وشهدت الدقيقة 29 أجمل لقطة منذ بداية المباراة حين مرر حسين عبدالغني كرة من الجهة اليسرى إلى نايف هزازي الذي تابعها بلمسة واحدة من حدود المنطقة بطريقة مقصية رائعة لكن الحارس الكوري الشمالي نجح في السيطرة عليها. هبط إيقاع أصحاب الأرض في ربع الساعة الأخيرة ما منح الكوريين الفرصة للتقدم فكانت لهم محاولة يتيمة إثر هجمة مرتدة أنهاها تانج بكرة قوية أبعدها الحارس وليد عبدالله ببراعة إلى ركنية من الجهة اليمنى (35). اعتمد السعوديون منذ بداية الشوط الثاني على التمريرات العرضية خصوصاً من الجهة اليسرى، ومنها كانت رأسية لنايف هزازي سيطر عليها الحارس على دفعتين (53). وأفلت المرمى الكوري الشمالي من هدف إثر كرة من عبدالله الشهيل من الجهة اليمنى ارتقى لها ياسر القحطاني وتابعها بقوة ارتطمت بالأرض وعلت المرمى (57). حاول المنتخب السعودي مراراً عبر الأطراف ومن العمق لكن الدفاع الكوري أحبط جميع محاولاته، فضلاً عن عدم الدقة في التمريرات وغياب الفرص الخطرة. أجرى بيسيرو تبديلاً في خط الوسط بإشراكه محمد الشلهوب بدلاً من عبدالرحمن القحطاني في الدقائق العشرين الأخيرة سعياً إلى التسجيل الذي كان قريباً من نايف هزازي أكثر من مرة من المتابعات الرأسية، ثم أخرج ياسر القحطاني في آخر خمس دقائق وزج ناصر الشمراني مكانه.