يوسف العربي (دبي)

يرتفع حجم إنفاق المؤسسات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على برمجيات وخدمات أمن المعلومات خلال العام الجاري بنسبة 9.8% ليصل إلى نحو 6.9 مليار درهم، بالتزامن مع تزايد معدل الهجمات الإلكترونية التي تستهدف المؤسسات بالمنطقة، بحسب تقرير «جارتنر للأبحاث».
وأفاد التقرير أن زيادة الوعي العام والتشريعات الملزمة باتخاذ التدابير الكفيلة بحماية الشبكات تسهم في تحقيق هذا النمو، حيث تنقسم مجالات الإنفاق على تكنولوجيا أمن المعلومات بالمؤسسات إلى 5 قطاعات أولها أمن السحابة الذي يتضاعف خلال العام الجاري ليصل إلى 9 ملايين دولار، في حين يصل إجمالي الإنفاق على أمن البيانات إلى 125 مليون دولار بزيادة قدرها 17.6%.
ولفت التقرير أن إجمالي الإنفاق لحماية البنية الأساسية يصل بدوره إلى 225 مليون دولار، بينما يبلغ إجمالي إدارة المخاطر المتكاملة 33 مليون دولار وإجمالي خدمات الأمن إلى 798 مليون دولار بزيادة قدرها 9.9% في عام 2019.
وتم استعراض نتائج التقرير أمس، في معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات «جيسيك 2019»، أكبر فعالية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا في الأمن السيبراني الذي افتتحته الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، مدير عام مكتب دبي الذكية، وتستمر أعماله حتى يوم غد في مركز دبي التجاري العالمي.
وقالت عائشة بن بشر، إن الإمارات تطبق أعلى المعايير وأحدث الأنظمة لحماية المعلومات في العالم، نظراً للاستراتيجيات التي تنفذها الدولة للتحول إلى الاقتصاد المعرفي والتحول الرقمي بشكل عام.
وأضافت أن ارتباط الإمارات الكبير بشبكة الإنترنت العالمية ومشاريع دولة الإمارات الناجحة في مجالات الحكومة و«دبي الذكية»، فرضت مستويات تأمين فائقة لجميع الأنظمة والشبكات في الدولة لمواجهة الهجمات الإلكترونية التي باتت أحد أهم التحديات التي تواجه العالم في الوقت الراهن.
وأوضحت مدير عام مكتب «دبي الذكية» أن الحضور الكبير لأهم مراكز تأمين البيانات في الإمارات والعالم خلال المعرض دليل واضح لمدى اهتمام هذه المراكز والشركات ببنية حماية المعلومات في الإمارات، كما يعد فرصة جيدة للقطاعين الحكومي والخاص للاستفادة من تجارب وخبرات هذه الشركات لتعزيز القدرات المحلية في هذا المجال.
ويهدف الحدث السنوي، المدعوم من مركز دبي للأمن الإلكتروني وشرطة دبي ومكتب دبي الذكية، إلى استكشاف الطبيعة المعقّدة لشبكات الأمن السيبراني، حيث من المقرر أن يستقطب نخبة من خبراء الصناعة ورجال الأعمال، وعلى رأسهم بعض أبرز المتخصصين في مكافحة قرصنة الإنترنت في العالم، والذين سيقدمون محاضرات ونصائح عملية للشركات بشأن الثغرات التي يمكن أن اختراقها.
ويعقد الحدث بالتزامن مع انعقاد معرض «إنترنت الأشياء» (IoTX)، إضافة إلى «قمة مستقبل البلوك تشين» التي تُعقد للعام الثاني على التوالي، ضمن فعاليات «أسبوع تقنيات المستقبل».
ويشارك في فعاليات المعرض أكثر من 170 جهة من أكثر من 86 دولة لاستعراض أحدث منتجاتها وخدماتها التي تلبي الطلبات المتزايدة على حلول الأمن السيبراني من المنطقة وخارجها.
وتضم قائمة الجهات المشاركة مركز دبي للأمن الإلكتروني، والقيادة العامة لشرطة دبي، ومؤسسة الاتصالات المتخصصة (نداء)، بالإضافة إلى «سبير»، و«هواوي»، و«بروف بوينت»، و«كاربون بلاك»، و«كراود ريسك».
من جانبها، قالت تريكسي لوه ميرماند، نائب الرئيس الأول للمعارض والفعاليات في مركز دبي التجاري العالمي: «إن الأمن السيبراني ليس بظاهرة جديدة، لكنه أصبح موضوعاً متزايد الأهمية بالنسبة للمؤسسات في جميع أنحاء العالم. ونظراً لأن خروقات البيانات وهجمات الأمان السيبراني تدفع بالمؤسسات والجهات الحكومية لتوخي مختلف أشكال الحيطة والحذر طوال الوقت، فإن كلاً من جيسيك وإنترنت الأشياء، يتيحان نقاشات متعمّقة في جانبي المعادلة لتزويد الشركات والحكومات على حد سواء بكافة الوسائل التي تضمن لهم الحماية في هذا العصر الجديد من الاتصال والبيانات».
وأضافت: «ستلقي الفعاليتان، معرض إنترنت الأشياء وقمة مستقبل البلوك تشين سوياً، بالضوء على التقنيات الذكية القادرة على خلق مدن ذكية ودور تكنولوجيا بلوك تشين في تغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع بعضنا بعضاً».
وأضافت: مع توقع وصول قيمة سوق الأمن السيبراني في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 34.6 مليار دولار بحلول عام 2023، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 15.6%، وفقاً لشركة أبحاث السوق والاستشارات الرائدة Mordor Intelligence، فإن كلاً من «جيسيك» و«معرض إنترنت الأشياء»، يشكلان المكان المناسب لأي شخص معني بأمن المعلومات، والمفتوح للجمهور للمرة الأولى، بحسب الجهة المنظمة لـ«أسبوع تقنيات المستقبل».
ويضم «جيسيك» النسخة الأولى من مؤتمر «دارك ستيج» الذي يتم خلاله استعراض تجارب قرصنة عملية. ويعد هذا المؤتمر الأول من نوعه في دبي، حيث يشكل منتدى مفتوحاً لإجراء مناقشات متعمّقة حول عمليات القرصنة، وسيقوم الخبراء الحضور بالمؤتمر بعرض عمليات قرصنة فعلية.
وتوقعت أن يشهد الحدث، حضور أكثر من 1200 زائر على مدار ثلاثة أيام، وانعقاد ورش عمل ISC2 للأمن السيبراني، تضم خبراء معتمدين في هذا المجال.