مراد المصري (دبي)

45 عاماً انتظرها عشاق هيدرسفيلد تاون للتواجد بين كبار الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن يدشنوا عودة طال انتظارها في عام 2017، لكنهم في الموسم الثاني فقط أدركوا أن الأحلام الجميلة لا تستمر كثيراً، وأن عليهم العودة إلى الواقع المرير، بعدما تأكد هبوطهم إلى دوري الدرجة الأولى، حينما تجمد رصيدهم عند 14 نقطة بالمركز الأخير.
ويعتبر هيدرسفيلد حالة خاصة في الكرة الإنجليزية، بعدما اعتاد الظهور لبعض الوقت ثم الاختفاء لسنوات طويلة، وهو ما حصل حينما حصد لقب الدوري الإنجليزي 3 مرات متتالية بين عامي 1923 و1926، ثم غاب عن منصات التتويج، لكنه ترك بصمته في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بعدما قدم للكرة الإنجليزية المدرب الأسطورة بيل شانكلي، وعدداً من اللاعبين الذين صنعوا التاريخ، مثل دينيس لو وبيتر دورتي، ثم حزم الفريق حقائبه ورحل من الدرجة الأولى لأكثر من أربعة عقود من الزمن.
وفيما نجح الفريق بترك بصمته في الموسم الماضي وضمان البقاء بين الكبار باحتلاله المركز السادس عشر، ووسط توقعات أن يكون هذا الموسم أفضل من سابقه، فإن الفريق عانى من أسباب عدة أدت إلى حصول الأسوأ وهبوط الفريق، لعل أبرزها سوق الانتقالات الصيفية الذي لم يحمل معه التغييرات المطلوبة، وعانت الإدارة ورطة ضم أسماء لم تصنع الفارق، إلى جانب عدم القدرة على الوصول إلى عدد نقاط كافٍ في نهاية الدور الأول، بما جعل الإدارة تدرك أن إنفاقها مبالغ كبيرة في سوق الانتقالات الشتوية لن يغير من الواقع، لتعلن الاستسلام مبكراً في شهر يناير الماضي.
وبعدما كان الألماني ديفيد فاجنر بمثابة خليفة لمواطنه يورجن كلوب بفضل أسلوبه الناجح في استخراج أفضل ما لدى اللاعبين، تحول المدرب إلى مشكلة للفريق هذا الموسم، بما عجل برحيله على سبيل التراضي بين الطرفين في شهر يناير الماضي، ليتم تعيين مواطنه يان سيورت الذي ظهر كخيار أقل من الطموحات، بالنظر لعدم امتلاكه الخبرة اللازمة للتعامل مع هذا الوضع، على عكس لجوء معظم الأندية للمدربين البريطانيين، الذي يمتلكون القدرة على حصد النقاط اللازمة للهروب في الأمتار الأخيرة.