عمور عبيد (القاهرة)

مع اقتراب صراع قمة البريميرليج من مراحله الأخيرة الحاسمة، ارتفعت حدة المنافسة بين الغريمين، مانشستر سيتي وليفربول، وكذلك الأمر بين كبار هدافي الفريقين، فيما يتعلق بسباق الحذاء الذهبي، لكن على جانب آخر، يظهر المنتخب البرازيلي كطرف ثالث في هذه المعادلة الكروية، إذ يراقب من كثب تلك المنافسة الرائعة، التي ستعود عليه بالفائدة، سواء على المستوى الهجومي الممثل في النجمين المتألقين، جيسوس مهاجم سيتي وفيرمينيو مهاجم ليفربول، وعلى مستوى حراسة المرمى، الأمر الأكثر أهمية، بين أفضل حارسي مرمى في الدوري الإنجليزي حالياً، إديرسون حارس سيتي وأليسون حارس ليفربول. الثنائي يتصدر قوائم مميزة عدة في البطولة الإنجليزية النارية هذا الموسم، لأنهما أكثر حراس المرمى حفاظاً على نظافة الشباك، بواقع 17 مباراة لحارس الريدز، وهو ما يمثل 53% من إجمالي المباريات التي شارك فيها، مقابل 15 لعملاق السيتي، بنسبة 48.4%، علماً بأن الأخير خاض مباراة واحدة أقل من مواطنه، وكلاهما استقبل العدد الأقل من الأهداف مقارنة بجميع حراس البريميرليج حسب عدد دقائق المشاركة، حيث يمتلك الريدز والبلومون أقوى خطي للدفاع في البطولة، واهتزت شباك أليسون 19 مرة فقط بمعدل 0.6/‏‏مباراة، مقابل استقبال إديرسون 21 هدفاً بمعدل 0.68 /‏‏ مباراة، ويمتلك حارس ليفربول نسبة تصديات ناجحة تبلغ 77%، مقابل 69% لحارس السيتيزن، ويتمتع الثنائي بحيوية ونشاط السن الصغير، إذ يبلغ أليسون 26 عاماً مقارنة بـ 25 عاماً لإديرسون، وهو ما يسعد الجهاز الفني لراقصي السامبا الذي يحلم باستعادة العرش العالمي الغائب منذ عام 2002، لأن السليساو اعتاد معانقة كأس العالم عندما يمتلك حارساً عملاقاً !
صحيح أن أليسون شارك مع راقصي السامبا في المونديال الروسي الأخير، الذي لم يتوّج به في النهاية، لكن المنتخب البرازيلي ظهر بصورة جيدة، وكاد أن يتأهل إلى مراحل متقدمة، لولا سوء التوفيق الذي لازمه أمام بلجيكا في ربع النهائي، ولم يستقبل المرمى البرازيلي سوى 3 أهداف فقط، وحافظ أليسون على نظافة الشباك في 3 مباريات، وفي ظل المنافسة الرائعة بين العملاقين، إديرسون وأليسون، وزيادة خبراتهما في الفترات القادمة قبل انطلاق مونديال 2022، سيكون السليساو قادراً على استعادة لقب المونديال، وربما تكون البداية في كوبا أميركا بعد شهرين فقط.
وخلال التتويج الخامس التاريخي لراقصي السامبا في مونديال 2002، ضمت قائمة المنتخب حارسين عملاقين، هما ماركوس وديدا، حيث كان يبلغ كلاهما من العمر، 28 عاماً، ولعب ماركوس جميع مباريات كأس العالم في كوريا واليابان، ونجح في الخروج بشباك نظيفة في 4 مباريات، بنسبة 57% من المباريات، واستقبلت شباكه 4 أهداف فقط، ولم يخسر الكناري أو يتعادل في هذا المونديال بفضل صلابة الدفاع، بجانب تفوقه الهجومي المعروف، وبرغم أن ماركوس لم يلعب خارج البرازيل أبداً، حيث بقي مدافعاً عن ألوان بالميراس عبر 20 عاماً، إلا أنه حصد هذا اللقب المونديالي التاريخي، بجانب الفوز بكأس كوبا أميركا عام 1999 وكأس القارات 2005، التي تألق فيها مواطنه وشريكه في حراسة المرمى، ديدا الذي كان ضمن القائمة التي فازت بتلك الكؤوس، بجانب كأس القارات 1997.
في عام 1994، كان الرائع كلاوديو تافاريل هو أحد أفراد الجيل الذهبي، الذي أعاد البرازيل إلى منصات التتويج في المونديال، بعد 24 عاماً، وتألق تافاريل بشدة في المونديال الأميركي، بفضل رشاقته وسرعة رد فعله وقدرته على التصدى لركلات الجزاء، وحصد السليساو اللقب بفضل امتلاكه لأقوى خط دفاع على الإطلاق في تلك النسخة، حيث اهتزت شباكه 3 مرات فقط، وخرج تافاريل بشباك نظيفة في 5 مباريات من إجمالي 7، أي بنسبة 71.4%، ويعتبر تافاريل أحد أبرز عظماء حراسة المرمى في البرازيل عبر التاريخ، خاصة أنه أسهم في بلوغ السامبا إلى نهائي مونديال 1998 أيضاً.
وبرغم أن الحقبة القديمة التي شهدت توهج البرازيل، والفوز بـ 3 نسخ مونديالية، كانت تشير إلى تفوق هجومي كاسح لراقصي الساميا، بفضل وجود الموهوبين، مثل بيليه، جارينشا، فافا، أماريلدو وغيرهم، إلا أن حارس القرن العشرين للكرة البرازيلية، جيلمار، كان له فضل كبير جدا في التتويج بنسختي كأس العالم 1958 و 1962 المتتاليتين، حيث استقبل مرماه 4 و 5 أهداف فقط على الترتيب خلال البطولتين، ليمنح السامبا الدفاع الأقوى، ولُقِّبَ باسم «بيليه حراسة المرمى» !