تبدأ «مبادلة للتنمية» عبر شركاتها العاملة في قطاع الطيران في إنتاج وتصنيع أول طائرة بالكامل في الفترة من 2016 وحتى 2018، بحسب المدير التنفيذي المساعد لدى وحدة صناعة الطيران في الشركة حميد الشمري. وقال الشمري على هامش معرض باريس الدولي للطيران الذي يختتم أعماله في الـ21 من الشهر الجاري إن الشركة تسعى إلى توطين وتصدير تكنولوجيا المعرفة خلال المرحلة المقبلة، لافتا إلى أنها انتهجت خلال الفترة الماضية استيراد تكنولوجيا المعرفة من خلال الشراكة مع الشركات العالمية في مختلف القطاعات. وشدد الشمري على سعي مبادلة إلى الوصول إلى استراتيجية «الشراء مقابل التصنيع»، واستخدام تكنولوجيا المعرفة في كيفية إدارة وتصنيع الطائرة بشكل كامل. وذكر أن معرض باريس الدولي للطيران أحد أهم المعارض الدولية المتخصصة في صناعة الطيران في العالم، معتبرا أنه «فرصة كبيرة للتعريف بفرص الاستثمار وفرص العمل في قطاع الطيران بإمارة أبوظبي، وإطلاع المشاركين على رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030». وبيّن الشمري أن استراتيجية صناعة الطيران في أبوظبي 2030 تعمل على تطوير صناعة الطيران لتنويع الدخل، وتتطلب استثمارات عالية وإمكانات تكنولوجيا وأتمتة، مشددا على أهمية تلك الصناعة لإمارة أبوظبي. كما أن استراتيجية «مبادلة» تعتمد على أن الشركات التي تتعامل معها تدخل في نظام استراتيجي لصناعة الطيران. ولفت الشمري إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزا على محركات الطائرات، وستوفر تلك الاتفاقيات العلاقة المباشرة مع المصنعين، إضافة إلى توفير الدعم لطيران الاتحاد ومعظم الطيران التجاري بالمنطقة. كما تعمل مبادلة كأداة على تطوير مناطق صناعة تختص بقطاع الطيران. وتابع أن من أهم أهداف صناعة الطيران توفير وظائف ذات جودة عالية لمواطني ومقيمي الدولة، مؤكدا أن هناك توجها رئيسا لإظهار الوظائف المناسبة للرجل والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة. يشار إلى أن شركة مبادلة للتنمية أعلنت العام الماضي عن خطة لبناء مصنع مواد مركّبة «كمبوزت» لتصنيع هياكل الطائرات، باستثمارات تصل إلى حوالي 1.8 مليار درهم (500 مليون دولار)، بهدف تقديم صناعات تساهم في تخفيف أوزان الطائرات وتحقيق كفاءة أكبر في الأداء والتقليل في تكاليفها. وقال الشمري «نشارك في باريس من خلال الشركات التابعة لمبادلة، كما أن التمثيل العام الحالي لا يكون باسم «مبادلة» وإنما بشركاتها لإبراز العلاقة بين الشركات و»مبادلة» وكيفية عمل تلك الشركات». وأكد الشمري أن الميزة الرئيسة للمشاركة في معرض باريس تتمثل في إظهار أهمية صناعة الطيران في أبوظبي، كما تعلن «مبادلة» نهاية العام الجاري عن إنشاء معاهد وكليات توفر التدريب والتأهيل الفني لقطاع صناعة الطيران. وحول ذوي الاحتياجات الخاصة، أفاد بأن الشركات التابعة لمبادلة ستبحث نهاية العام الجاري توفير الإمكانات اللازمة لذوي الاحتياجات الخاصة لخلق بيئة عمل مناسبة في صناعة الطيران بالتعاون مع مؤسسة زايد للاحتياجات الخاصة، لافتا إلى الفترة الماضية شهدت تركيزاً على الوظائف الإدارية، والمرحلة المقبلة ستتركز في المجالات الفنية والتعليمية. يذكر أن قوة محرّك التنوّع الاقتصادي لإمارة أبوظبي وموقعها الجغرافي كحلقة وصل بين الشرق والغرب يجعلها مقراً طبيعياً لمركز رئيسي كبير للطيران. وأوضح الشمري أن «شركة مبادلة للتنمية» تسعى إلى المساهمة في تحقيق طموحات أبوظبي الرامية إلى تنويع اقتصادها من خلال استراتيجية قائمة على ادارة الاستثمارات ذات المدى البعيد التي تتطلب رؤوس أموال مكثفة. وتجمع الشركة تحت محفظتها العديد من الاستثمارات التي تقاس قيمتها بمليارات الدولارات، والتي تشمل استثمارات ومشاريع ضخمة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وتمارس الشركة أعمالها بشكل مستقل، وهي تلعب دور الشريك الفاعل والمؤثر في ما تطلقه من شركات ومشاريع بالتعاون مع شركات عالمية رائدة، وذلك في مجالات متنوعة تشمل قطاعات الطاقة والصناعة، والرعاية الصحية، والبنى التحتية، والعقارات، وتقنية المعلومات والاتصالات. ولفت الشمري إلى أن تدشين حجر الأساس لمصنع «ستراتا» لمحركات الطائرات الأسبوع الماضي في أبوظبي، والذي يبدأ تشغيله في النصف الثاني من العام 2010، يأتي ضمن خطة مبادلة تحويل الإمارة لمركز عالمي في كافة صناعات قطاع الطيران. كما تقرر أن يكون موقع المصنع في العين، لافتاً إلى أن قيمة الطلبات المقدمة إلى المصنع منذ الإعلان عن توقيع عقد الإنشاء في مايو من العام 2008 وحتى الشهر الجاري بلغت مليار دولار، كما أن الشركة انتهت من توظيف العاملين بالمصنع. وتضطلع «مبادلة» التي تأسست في أكتوبر من العام 2002 بمهمة تحويل الإمارة من اقتصاد يعتمد على قطاع واحد إلى اقتصاد عالمي متعدد القطاعات يزخر بمجموعة واسعة من الصناعات المزدهرة. وأضاف أن مبادلة تجري مشاورات مع مجلس أبوظبي للتعليم ومؤسسة الإمارات والجهات المختصة بالعملية التعليمية لإعداد برنامج توعوي للتعريف بالقطاع إضافة إلى اعتماد برنامج بعثات تدريبية للراغبين في العمل بقطاع صناعة الطيران. وشدد الشمري على أن «مبادلة» تسعى لرفع نسبة الصناعات في الدخل المحلي لإمارة أبوظبي إلى 30% خلال العشرين عاماً المقبلة، تنفيذاً لرؤية أبوظبي 2030، كما تهدف لزيادة التوطين بالشركات التابعة لها بنسبة تتراوح بين 60 الى 75% خلال تلك الفترة. وأشار إلى أن العام الحالي يشهد تأسيس عدد من الشركات الجديدة التابعة لمبادلة تعمل في مختلف القطاعات. وحول مساهمة مبادلة في شركة «بياجيو» الإيطالية لتصنيع الطائرات بحصة أكثر من 30%، أفاد بأن العمل مع الشركة أعطى خبرة كبيرة لمبادلة في مجال صناعة الطائرات، مما يدعم نقل تكنولوجيا المعرفة إلى أبوظبي وتوطينها وإعادة تصديرها إلى الخارج. وفي إطار التدريب والتأهيل لتوفير الأيدي العاملة للقطاع، أوضح الشمري أنه يجري التشاور مع جميع الجهات التعليمية بشأن وضع مناهج تعليمية لتخصصات الطيران والتي سيعلن عنها نهاية العام الحالي، على أن تبدأ الدراسة بأقسام علوم وتقنيات الطيران بالجامعات الإماراتية العام المقبل