الانتخابات السودانية تبدأ اليوم
يتوجه 16 مليون ناخب سوداني في كافة أنحاء البلاد إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات تعددية تجرى بالبلاد منذ ربع قرن اعتباراً من اليوم الأحد ولمدة ثلاثة أيام لاختيار الرئيس والبرلمان الوطني ومجالس الولايات. وأكدت المفوضية القومية للانتخابات إنهاء الاستعداد في مجمل أنحاء البلاد، لكن المفوضية كانت لا تزال توزع أمس بطاقات الاقتراع على مختلف المناطق. وخصصت 16 طائرة و16 مروحية وأكثر من ألفي سيارة عملت على مدار الساعة خلال الأسبوعين الماضيين لنقل مواد الانتخابات من صناديق وبطاقات إلى مختلف أنحاء البلاد.
وأعرب الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الذي تشرف مؤسسته على الانتخابات، عن أمله في أن تجري الانتخابات وفق المعايير الدولية. وقال كارتر إثر لقاء مع الرئيس عمر البشير: “آمل أن تجري تماماً وفق المعايير الدولية، وأن تجري بأمان، وأن تكون حرة ونزيهة، وأن يعبر الناخبون كل عن رأيه بحرية من دون التعرض لأي ضغوط”.
كما أعرب عن أمله في أن تجري عملية فرز الأصوات بصورة “نزيهة”.
وأضاف “سنتابع الانتخابات من كثب”. من جانبه، قال عبدالله أحمد عبدالله نائب رئيس مفوضية الانتخابات خلال مؤتمر صحفي في الخرطوم “نعلم وندرك أنه ليس هناك انتخابات كاملة في كل العالم، وهذه الانتخابات ليست استثناءً من هذا”. وأضاف “تجري هذه العملية في ظل سريان قوانين تقيد بعض الحريات ودارفور تحت قانون الطوارئ، ولكن المفوضية بذلت جهداً ألا تشكل هذه القوانين أي عوائق لأنشطة الأحزاب”.
وأكد عبدالله أن “هذه الانتخابات لن تكون الوسيلة لتحول ديمقراطي كامل في السودان، ولكننا نحتاج إلى انتخابات أولى وثانية وثالثة حتى يكتمل البناء الديمقراطي”.
وقال مبارك الفاضل زعيم حزب الأمة- الإصلاح والتجديد الذي يقاطع الانتخابات أمس “هذه الانتخابات لن تكون لا حرة ولا نزيهة إنها تجري في بلد يحكمه حزب شمولي”. وغذت المخاوف بشأن الاستعدادات اللوجستية الجدال في السودان حيال تأجيل الانتخابات.
وانتقدت بعض أحزاب المعارضة خصوصاً قيام مفوضية الانتخابات بطبع بطاقات الاقتراع للانتخابات الرئاسية في مطابع حكومية بدلاً من أن يعهد بها إلى شركة أجنبية. وأنهت الأحزاب السودانية والمرشحون للرئاسة أمس الأول حملاتهم الانتخابية، وعلى راسهم الرئيس عمر البشير الساعي، إلى تأكيد شرعيته فيما يسعى حزبه للحفاظ على الغالبية في المجلس الوطني (البرلمان) الذي يعد 450 مقعداً.
وأكد البشير في مقابلة مع قناة “الشروق” التلفزيونية السودانية الخاصة أنه سيولي جل اهتمامه للحفاظ على وحدة البلاد، مؤكداً أن استطلاعاً “سرياً” أجري في جنوب السودان، أظهر أن “ثلاثين في المئة” فقط من الجنوبيين يؤيدون الانفصال. وأبدى البشير استغرابه لانسحاب حزب الأمة التاريخي من الانتخابات بعدما أكد أنه تمت الاستجابة “لتسعين في المئة من شروطه”.
ومع سحب الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون سابقون) مرشحها إلى الرئاسة ياسر عرمان، بات مرجحاً أن يفوز البشير من الدورة الأولى للانتخابات، أمام منافسيه السبعة وأبرزهم حاتم السر، مرشح الحزب الاتحادي الديموقراطي، وإن كانت فرصه معدومة عملياً.
ولكن وإن باتت نتيجة الانتخابات الرئاسية محسومة، فقد تحصل مفاجآت في انتخابات المجلس الوطني.
وبعد انسحاب حزب الأمة التاريخي من الانتخابات، فإن الأحزاب الأربعة الرئيسة الباقية في السباق إضافة إلى المؤتمر الوطني، هي حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي، والحزب الاتحاد الديمقراطي والحركة الشعبية لتحرير السودان التي يمكنها من خلال المناطق أن تضمن السيطرة على نحو 25% من مقاعد المجلس الوطني الذي يسيطر المؤتمر الوطني بزعامة البشير حالياً على 52% من مقاعده.
وخاض البشير الذي تملأ صوره الشوارع حملة انتخابية كثيفة حملته إلى الجنوب ودارفور في الغرب وكسلا في الشرق وبلاد النوبة في الشمال. وفي كل محطة، كان يعلن مشاريع جديدة ويحصل على تغطية إعلامية واسعة مثيراً بذلك غضب المعارضة التي تتهمه باحتكار وسائل الإعلام الحكومية.
ومنذ الآن، أعلنت أحزاب “تحالف المعارضة” وبينها حزب الأمة والحزب الشيوعي والوطني الاتحادي عدم اعترافها بنتائج الاقتراع الذي دعت الناخبين إلى مقاطعته. وقال رئيس حزب الأمة الصادق المهدي أمس الأول إن “الاحزاب التي قاطعت تريد انتخابات نزيهة”، مكرراً موقفه القائم على المطالبة بتأجيل الانتخابات والذي رفضته مفوضية الانتخابات. وقال المهدي إن حزبه سيشارك في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان المحاذيتين للولايات الجنوبية واللتين يمكن أن تؤثرا على تقرير المصير في الجنوب بموجب اتفاق نيفاشا.
وقبل أقل من 24 ساعة على بدء الانتخابات، لا تزال تصدر تصريحات متضاربة عن الحركة الشعبية بشأن المشاركة في الانتخابات في شمال البلاد. وقال مرشحها المنسحب ياسر عرمان إن قرار المقاطعة في ولايات الشمال لا يزال قائماً، وإن مشاركتها ستقتصر على الولايات الجنوبية العشر والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
وينتخب سكان الجنوب بالإضافة إلى الرئيس وأعضاء البرلمان، رئيس حكومة جنوب السودان المتمتع بحكم شبه ذاتي ومجلسهم التشريعي. وعلى الأرض، عززت قوات الأمن السودانية والقوات الدولية والمنظمات الدولية انتشارها الأمني، حيث يخشى أن تشكل الانتخابات ذريعة لاندلاع موجة من العنف.
وتنشر الأمم المتحدة نحو عشرة آلاف جندي وشرطي في جنوب السودان والمناطق الحدودية بين الجنوب والشمال.
وبالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي الذي ينشر 130 مراقباً للانتخابات في السودان ومؤسسة كارتر التي تنشر نحو 50 مراقباً، تشارك جهات عدة في مراقبة الانتخابات منها الجامعة العربية واليابان والصين. وانسحب المراقبون الأوروبيون الأربعاء من دارفور لأسباب أمنية.
كندا تدعو إلى انتخابات هادئة ونزيهة
اوتاوا(ا ف ب) - دعت وزارة الخارجية الكندية الى اجراء انتخابات “هادئة ونزيهة” في السودان. وطلب وزير الخارجية الكندي لورانس كنون من الحكومة والاحزاب السياسية السودانية الى “القيام بكل ما يلزم كي تكون العملية الانتخابية نزيهة وهادئة ومفتوحة امام الجميع وشفافة”. واضاف في بيان “اشير بهذا الخصوص الى تقارير تحدثت عن تجاوزات في العملية الانتخابية وتقييد حريات سياسية وفوضى خصوصا في اقليم دارفور”.
واعلن قسم كبير من المعارضة السودانية انه سيقاطع الانتخابات منددا بعمليات تزوير.
تزايد التحذيرات من التزوير
الخرطوم (رويترز) - حذر نشطاء عشية انتخابات تاريخية تجري في السودان اليوم الأحد من مخالفات واسعة النطاق تهدد بأن تشوب انتخابات من المأمول أن تمنح السودان شرعية ديمقراطية جديدة وتساعده على إنهاء عقود من الحرب. وقالت جورجيت جانيون مديرة شؤون افريقيا في منظمة “هيومان رايتس ووتش” انتهاكات حقوق الإنسان وخصوصا القيود المفروضة على حرية تكوين جمعيات وحرية الصحافة تهدد فرص إجراء انتخابات حرة ونزيهة وموثوق فيها في أرجاء السودان. واضافت “من الواضح أن السلطات السودانية تفشل في دعم المعايير الدولية”. وكان الرئيس السوداني عمر البشير يأمل في أن الانتخابات التي تحظى بمصداقية سيختار فيها الناخبون رئيسا للسودان وزعيما لجنوب السودان الذي يتمتع بحكم ذاتي بدرجة كبيرة والبرلمان و25 من حكام الولايات ستعزز وضعه العالمي أثناء تحديه لقرار المحكمة الجنائية الدولية. لكن احتمالات ذلك تراجعت على الأرجح فيما يبدو بعد انسحاب أحزاب رئيسية من بينها الحركة الشعبية لتحرير السودان من الانتخابات في اللحظة الأخيرة بسبب مزاعم بوجود تلاعب واسع النطاق في كشوف الناخبين وشغل مراكز الاقتراع بالمؤيدين للبشير. وتنفي الحكومة تلك الاتهامات.
وقال ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان للرئاسة والذي كان منافسا رئيسيا للبشير في مؤتمر صحفي أمس الاول قدم خلاله هو وسياسيون آخرون يقاطعون الانتخابات قائمة باتهامات التزوير ضد حكومة البشير “هذه الانتخابات لم تولد كشيء يمكن أن يعزز الديمقراطية”. وأصبح هذا التحليل أكثر انتشارا مع اقتراب الانتخابات. وقالت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الأوضاع في السودان بما في ذلك تقارير الأمم المتحدة عن القيود على حرية الصحافة وحرية تكوين جمعيات والتحرش بالصحفيين وتقييد الوصول إلى مراكز الاقتراع لا سيما في إقليم دارفور “مزعجة”. وسحب الاتحاد الأوروبي مراقبيه من إقليم دارفور فيما طالب ياسر عرمان مركز كارتر الذي أرسل مراقبين من بينهم جيمي كارتر الرئيس الأميركي السابق إلى سحب مراقبيه.
وانضم سياسيون من المعارضة إلى النشطاء الخارجيين في التحذير من أن انتهاكات حقوق الإنسان قد تتفاقم إذا بدأت الانتخابات في موعدها المقرر. وقال المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام في بيان “إذا جرت الانتخابات في هذا المناخ المشبوه فإن الصراعات على شرعية النتائج قد تشعل العنف”.
وقال مبارك الفاضل زعيم حزب الإصلاح والتجديد المنشق على حزب الأمة المعارض إنه إذا اعيد انتخاب البشير فإن أزمة الحكم ستتفاقم في البلاد وقد تهدد “وحدة البلاد”.
«الترانزستور» الوسيلة الرئيسية لتتبع الانتخابات في جنوب السودان
جوبا (السودان) (ا ف ب) - تعتبر الاذاعة الوسيلة الاعلامية الرئيسية في جنوب السودان حيث يتلقى السكان واغلبهم اميون اخبار الحملة الانتخابية عبر “الترانزستور”، حيث لا تويتر ولا مدونات، ولا حتى حوار تلفزيوني، رغم عصر وسائل الاتصال الرقمية. وفي الولايات الجنوبية العشر الفقيرة التي تعد تسعة ملايين نسمة يعتبر الراديو “الوسيلة الاعلامية الأولى. ففي جوبا وحدها توجد عشر محطات” كما يقول جان كلود لابريك، المحرر الرئيسي في اذاعة الامم المتحدة “راديو ميرايا”.
ويضيف الاذاعي الكندي الذي عمل 35 عاما في اذاعة كندا “هناك بعض محطات التلفزيون، ولكن معظم الناس ليس لديهم جهاز تلفزيون، لا بل لا توجد لديهم كهرباء”. اما عن الصحافة المكتوبة، فتقول الاخت باولا موجي، التي تدير شبكة اذاعة جنوب السودان الكاثوليكية ان “80% من سكان جنوب السودان اميون”.
وفي غياب المطابع في جنوب السودان، تطبع صحف الجنوب في الخرطوم على بعد 1200 كلم شمال جوبا، وتنقل بالطائرة الى بعض مدن الولايات الجنوبية. ما عدا بعض التجمعات الجماهيرية، خاضت الحملة الانتخابية عبر الاذاعة في الاساس، حيث يعتاد الناس على وضع جهاز “الترانزستور” الصغير قرب آذانهم. وتقول باولا موجي “بين تحقيق اجريناه ان الناس هنا يستمعون الى الاذاعة طوال النهار.
ليس لدى الجميع جهاز راديو، ولكنهم يتجمعون لدى اقاربهم”. وفي هذه المنطقة الفقيرة، يخصص قسم كبير من البرامج للتعليم والصحة، كما تقول باولا الايطالية، لكن “المستمعين مهتمون كذلك بالطبع باخبار” الانتخابات. وتدير شبكة اذاعة جنوب السودان الكاثوليكية سبع محطات اذاعية محلية، ونظمت منذ بدء الحملة الانتخابية برنامجا بعنوان: اعرف بلدك، اختر مسؤوليك. ويقول جان كلود لابريك “اعددنا برامج خاصة خلال فترة التسجيل (على قوائم الانتخابات) وشهدت تجاوبا كبيرا. كان الناس ياتون الينا ويقولون: سمعنا على ميرايا وجئنا لنسجل اسماءنا”.
ولكن لا تزال المحطات الاذاعية بحاجة الى الكثير من العمل. فالبرامج التي تبث بالانجليزية والعربية لا تصل الى مجمل السكان الذين يتحدثون لغات مختلفة، كما ان مجال تغطيتها محدود، حيث تغطي دائرة شعاعها 100 كلم. لكن العمل جار على قدم وساق لتطوير هذه الوسيلة الاعلامية التي تعززت بعد الحرب.
ويقول البيان توكوارو فابيان “نعتزم فتح محطة جديدة في توريت” في ولاية شرق الاستوائية.
وفابيان سوداني في الثالثة والستين يدير اذاعة “ليبرتي اف ام” التي تبث من جوبا ومن يي بالقرب من الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويقول لابريك “لدينا 15 جهاز بث ونامل ان نزيدها الى 30 لكي نضمن تغطية مناطق جديدة”، وتؤكد باولا ان الشبكة تعتزم انشاء “محطتين اضافيتين”. ولكن هذا النجاح والانتشار ليسا من دون ثمن.
فسلطات جنوب السودان ترصد برامج هذه الاذاعات. وتؤكد اذاعة “ليبرتي اف ام” ان برامجها توقفت لمدة ساعتين غداة استضافتها مرشحا مستقلا في هذه المنطقة التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان.
ويقول فابيان “جاء رجال من الامن العام وقالوا لي ان مضمون البرنامج كان استفزازيا. لقد بات علينا الان ان نقوم بتسجيل بعض البرامج قبل بثها”.
أول مرشحة للرئاسة السودانية تمهد الطريق أمام النساء
أم درمان (ا ف ب) - واصلت فاطمة عبدالمحمود اول امراة تترشح للرئاسة في تاريخ السودان حملتها في الخرطوم رغم انه لا توجد فرصة امامها للفوز، لكنها تأمل في تمهيد الطريق امام الاجيال المقبلة. وكانت فاطمة عبدالمحمود (66 عاما) استاذة الطب والصحة العامة التي درست في الاتحاد السوفياتي السابق، اول وزيرة للصحة في 1973 في عهد جعفر النميري.
ويطالب حزب الاتحاد الديمقراطي الاشتراكي الذي تتزعمه بحقوق متساوية للنساء حيث ينظر الى النساء بوصفهن غير مؤهلات لتولي مناصب رفيعة. وفي اليوم الاخير من الحملة الانتخابية، انتظرت نحو عشر نساء يرتدين اثوابهن التقليدية الملونة لثلاث ساعات المرشحة او “الاستاذة” كما يلقبونها، لكي تخطب فيهم، في ساحة خالية في مدينة ام درمان المجاورة للخرطوم.
وبعد انقطاع التيار الكهربائي، راح رجلان يحاولان وصل الاسلاك لاضاءة زاوية من ملعب كرة القدم الذي عقد فيه اللقاء. واعتمدت فاطمة عبدالمحمود على اموالها الخاصة وبعض الهبات من اعضاء حزبها الصغير لتمويل حملتها الانتخابية التي جابت خلالها بعض انحاء البلاد المترامية الاطراف.
وامضت يوم الجمعة كله في احياء شرق النيل في الخرطوم في اليوم الاخير من الحملة الانتخابية. وتتمحور حملة فاطمة عبدالمحمود حول المطالبة بمجانية التعليم ومجانية الرعاية الصحية وتعزيز التنمية وبالطبع بالمساواة في الحقوق للنساء.
وقالت المرشحة التي كانت ترتدي ثوبا تقليديا اصفر وبنيا وهي تخاطب انصارها من خلف نظارتها الصغيرة “نريد تمكين النساء لكي يتسلمن مناصب مسؤولة على كافة المستويات”. واضافت المرشحة التي تؤيد الانتقال الديموقراطي السلمي للسودان، “لا نريد تمثيلا رمزيا. نريد تمثيلا يستند الى الكفاءة والشغل”.
وقالت لمناصراتها اللواتي انتظرنها طويلا رغم حرارة الجو والهواء المحمل بالاتربة، “اقف امامكم بوصفي مرشحتكم للرئاسة”، ولكن انصارها وكذلك اعضاء حزبها يقرون بان فرصها للفوز معدومة. وقالت اسماء محمد الحسن عضو المكتب السياسي للحزب “هي لا تريد منصب الرئيس عمر البشير. هي تعرف انها لن تفوز به.
لكنها تريد للنساء ان يكون بوسعهن ان يشغلن يوما منصب الرئيس”. وقال عبدالمؤمن عبدالقاسم حبيب الله العضو في الحزب “لقد اصرت على المضي قدما رغم مقاطعة عدد من احزاب المعارضة الرئيسية. انها مسألة مبدأ، لا يمكنها ان تتخلى عن المنافسة لان الباقين انسحبوا”.
واكدت فاطمة عبدالمحمود الناشطة من اجل حقوق النساء ان الهدف من حملتها هو التوعية، وليس تولي الرئاسة. وتقول “رسالتي الى نساء السودان انهن قادرات على تولي مناصب في السلطة”. وتضيف “اريد ان افتح الباب من اجل الاجيال المقبلة. الحملة هي استثمار من اجل مستقبل النساء”. ويخصص القانون الانتخابي حصة 25% للنساء في جميع مستويات الحكم، لكن هذه النسبة لم تتحقق يوما، ولم يتول سوى عدد ضئيل من النساء مناصب وزارية او استشارية. وكانت النساء يشغلن 16% من اصل 450 مقعدا في المجلس الوطني (البرلمان) المنتهية ولايته، ولكن القانون نص على ان يخصص ربع مقاعد المجلس الجديد للنساء.
وفي شوارع الخرطوم، لا يبدو ان تمثيل النساء في البرلمان يحتل الاولوية. ويقول الشاب عبدالرحمن “نحن لدينا الآن مشكلات اكبر من ذلك. البلد يشهد تحولات كبيرة”. ويضيف “انا اؤمن بان المرأة يجب ان تكون جزءا من العملية، ولكن في الوقت الحالي، علينا ان نركز جهدنا على ضمان استقرار البلاد”.
السباق على رئاسة جنوب السودان يركز على الاستقلال
بانتيو (السودان) (رويترز) - انهى سلفا كير حملته لانتخابات الرئاسة في جنوب السودان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي وكانت تجربته الطويلة كمتمرد كافح ضد حكم الخرطوم هي إحدى مؤهلاته الأساسية في نظر بعض الناخبين. وخلال محطات التوقف في حملته الانتخابية أعطى سلفا كير الرئيس الحالي لجنوب السودان أهمية كبيرة لدوره كشاب في أول تمرد في الجنوب والذي انتهى عام 1972 وكأحد مؤسسي الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تقود الآن حكومة الجنوب.
وبعد تمرد جنوبي استمر لمدة عقدين ضد الخرطوم والذي انتهى بابرام اتفاق سلام عام 2005 يرى كثيرون في جنوب السودان من المسيحيين والوثنيين أن الأولوية الكبرى تتمثل في إعادة بناء منطقتهم. لكن الخطط الرامية لإجراء استفتاء أوائل العام القادم لتحديد ما إذا كان جنوب السودان سيظل متحدا مع الشمال أم سينفصل تمثل بصفة يومية بواعث قلق كبيرة بالنسبة للناخبين.
وقال كير أمام تجمع حاشد “لم نشهد في هذه السنوات الخمس شيئا يمكن أن يجذب انتباه الجنوبيين على قبول الوحدة”. وقام كير الذي تولى السلطة بعد اتفاق السلام بجولة في المناطق الريفية النائية وسعى لربط نفسه بالاستفتاء القادم والاستفادة من مشاعر السخط الكبيرة تجاه الرئيس السوداني عمر حسن البشير في الخرطوم. واذا أدى التشاحن السياسي بين شمال وجنوب السودان إلى تأجيل أو إلغاء الاستفتاء فان جنوب السودان ربما ينفصل بأي حال رغم العواقب الوخيمة على الاستقرار في أنحاء شرق أفريقيا. والسباق من أجل اختيار زعيم جديد للولايات الجنوبية هو جزء أساسي من الانتخابات العامة الشاملة والتي ستكون اختبارا مهما للديمقراطية الهشة في الجنوب.
وانسحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان -التي تقود المقاطعة التي اعلنتها المعارضة- من الانتخابات في معظم شمال السودان متهمة الحزب الحاكم بزعامة البشير بالتزوير.
ومن المتوقع أن تدعم الانتخابات التي ستجرى الأسبوع القادم حكم البشير المستمر منذ فترة طويلة وستحيط بها شكوك واسعة النطاق حول شرعيتها.
وربما يتعين على سلفا كير العمل بجدية من أجل كسب أصوات في ظل تذمر الناخبين من الفساد في الحكومة وضعف التنمية. والمنافس الرئيسي لسلفا كير هو لام اكول الذي شكل الحركة الشعبية لتحرير السودان - التغيير الديمقراطي المنشقة عن الحركة الشعبية الرئيسية. وكانت حملة اكول الانتخابية اكثر هدوءا رغم حملة الاعتقالات والمضايقات التي تعرض لها عدد من أعضاء حزبه في بلدات جنوبية وهو ما أصاب المراقبين الدوليين بالقلق. وانفصل أكول عن المتمردين السابقين في أوج الحرب ليشكل جماعته المسلحة الخاصة به. ولا يبدو كير قلقا بشأن المنافسة. وقال كير في بانتيو حيث اصطف المئات من الأشخاص في ميدان كبير “لست خائفا منه لانه إذا كنت ذاهبا إلى منزلك فانك لا تتسلل في جنح الليل ولكنك تدخل في ضوء النهار”.
المصدر: الخرطوم